الشاطىء
جلس على الرمال المبتله التي لتوها تحررت من مدّ البحر....غرز اصابعه بحبيباتها كانه يبحث عن شيء دفنه منذ زمن بعيد.....رفع نظره الى قمم الجبال البعيده على الجانب الاخر.....فكر بها وبكهوفها الفاتحة افواهها كالعيون الاسطورية.. ومن سكنها يوما ما..... وكيف تحايلوا على برد القمم...... وكيف روضوا البحر ليكون موسيقى الليل....كيف اقاموا افراحهم وكيف دفنوا موتاهم......كيف انضموا تحت راية كبيرهم.... واين كان المتمردون منهم يحيكوا خيوط ثورتهم...اين هم الان وكيف رحلوا ؟!!.... في وسط واحة التفكير هذه مرت سفينة ملاصقة لخواصر الجبال المنغرسه في البحر....كمش افكاره من الكهوف الى هذه السارية التي يمسدها الريح وقال في نفسه " الى اين تسبح هذه الباخرة؟ ماذا تحمل من اناس؟ الى اين يمضون؟ الى شاطىء مثل هذا؟ ام الى شاطىء مهجور نذر نفسه لتحطيم كل سفن العالم.....ماذا تقول اعينهم للبحر الذي يحف قاربهم الكبير تاركا ورائه تلك الخطوط من الزبد...ماذا سيفعل الموج بالزجاجات الممتلئة الى اعناقها والتي رموها بعدما تمايلت في اليم العميق؟ هل سيعجبهم تلك السمكة الكبيرة التي تحاول ان تخرج فمها من صفحة المياة طلبا لطعام او لمداعبة المارين فوق حماها؟ هل القوا لها كسرة خبز؟ او قطعة كيك؟..هل تمنى احدهم في نفسه لو انه يمتلك صنارة وخيط....وماذا عن ذاك الشاب الذي اعتزل الجمع ووقف عند مقدمة المركب يفكر بشيء اقرب الى المستحيل والريح يعبث بخصائل شعره "
عندها كم تمنى ان يكون منهم ومعهم وبعد برهة انفجر جلد البحر وخرجت من مساماته الواسعه عروس البحر وصرخت به " لا تصدق ايها المخدوع ان البحر جميل فهو عميق بعمق الصمت وغامض بغموض الحب وصامت بصمت الموت...ايها الفتى لا تصدق معلميك ودروسهم عن البحر ومضرب جمال الشعراء به ولا يخدعك القمر العائمه صورته على سطحه.....ايها الفتى ابقى هنا على الشاطىء بر امانك وملجا امنياتك....اياك ان تنظر الى البحر بتلك النفس ... وعندها.نفثت زبدا بالهواء وغاصت".
بعد ان تخلص من ذرات الرمال عن بنطاله قام وشق طريقه نحو قريته وبعد مسير طويل نظر الى البحر مرة اخرى فوجده هائجا مائجا وقال لنفسه هل الموج من قتل سكان تلك الكهوف ام ان عروس البحر فعلت ذلك وتابع بخطواته حتى اتى منحدرا تقابل مع رجل يهم بالذهاب الى الشاطىء....التقت عيونهم لثواني ثم افترقا.
تمت
الثلاثاء27/1/2015
الساعه الان 11:55 مساء
عمر
كلمة واحده
راقي
يا شاطىء العمر يا عمر
شيءشيء جميل وكثير رائع......وفيه هيك نوع من التخيل والخيال
ما
ادب كبير هذا
يا روعة يا عمر
رر رائعه كثير كثير
رمزيه وجميله
كتابت كثير لها دلاله
تاصاير منور بالكيا يا احلى عمر
بالتوفيق ايها الكبير الاستاذ الرئع والاديب عمر
يا شاطئى العمر يا عمر
يا عمر
يا عمر
يا عمري
فيلسوف البلد وكاتب البلد وحبيب البلد وحبيبي
كتاباتك ذات نكهة خاصة جدا
اشكرك
velvet wings
نيالك...رقم قياسي بالمعجبات