ابو فوزي الخياط ( رحمه الله)
كتبهاعمر المدني ، في 14 كانون الثاني 2013 الساعة: 03:24 ص
ابو فوزي الخياط
رحمه الله
عندما يحيط بك الحاضر بكل موجوداته الثقيلة من بشر مغلفين بالصمت وتعاملات بارده وود مصطنع وسلالم وصوليه تستند على ظهور الاخرين ولقف لقمة الفقير ليزداد كل ذي كرش …..عندها فقط نعود لنتكىء على بستان الذاكرة القديمة كي نبقى احياء في صحراء هذا العالم الموغل بالجنون والسعار المكبوت.
من الصفحات المعتقله في زنزانة ذاكرتي ( ابو فوزي الخياط) رحمه الله.
ابو فوزي صفحة من كتاب ذاكرتنا الجميلة خططنا على سطوره باناملنا لوحات الطفولة الاولى ورسومات الصبا بعدها.
في تلك الدكانة في الحي الغربي قضينا امسيات نرمقه حانيا ظهره فوق تلك الماكينة ذات العجله الحديدية الكبيرة وتلك الابرة الغاطسة في ثقبها دون كلل او ملل….. ننظر الى انامله وهي تقبض على القماش بمهارة لندرك انه لم تكن تلك غرزات خيط في ثوب سيبلى فحسب بل هي تعبيد مضني لطريق عمر طويل مملح بالتعب محلى بالكد والجد.
اذكره رحمه الله وهو ينزل تلك المرتبانات المليئه بحلو الحبال عن تلك الطاولة الخشبية لبضبط قياسات ذاك المزنوك المقلم لاحد الاجداد الذين اعتقد انهم لحقوا بركب الذكرى ايضا. وبتلك القطعة البيضاء الاقرب لصابونة مفتاحين كان يرسم خطوطه المتاطعه كاشارات ماسونية امام عجب ودهشة الجميع. يحمل اشارته ومتر القياس يطوق عنقه ويعود الى ماكينته لينفذ خطته في معركته الجديده.
اذكره كيف كان يستعين باحدنا ان يبيع احد الشارين لوح صابون او لفة خريس اما البزر الابيض والاسود ذي النكهة الفريده فكانت من اختصاصه فقط.
اذكر في تلك الحقبه تواجد بعض الشباب الاكبر منا سنا لاخذ بتسات لقمصان من خلفها بيضاء وقبة عريضة حتى تكاد الازرة تتحرر من عرواتها..بناطيل شارلستون تحبر على التوسع اكثر واكثر امام تردد ابو فوزي واصرار من ذاك الشاب.
لا انسى تلك الوجوه الغريبه التي كانت تحضر الى دكانته من كل انحاء الكوره متأبطين قميصا او بنطالا او مزنوكا للخياطه او التقييف واجيانا للاستشاره.
كان الجنود المعسكرين بالقبيطي وحضورهم المتكرر ببدلات فوتيك للتقييف او التفصيل يتخلله احيانا حضور ضابط فنتحلق حوله وحول نجمته اللامعه على كتفه بنوع من التمني البعيد.
ولم يكن يخلو المشهد من حضور فددائية من عراق القعقاع على بغال ضخمة وعندها نتخلص من ستار خجلنا وسد خوفنا وننظر في وجوههم لنرى ان كانوا بشرا ام لا لسمعتهم الواسعة في اكل الافاعي والسحالي.
كيف لي ان انسى ببسي ثلاجته المرمل المدفون في ثلج فريزرها باتقان وكيف كان يحتفظ بتامين على الزجاجة الفارغة او دونه بعد اخذ ضمانات بشربها في الدكانة على ذاك الكرسي المصنوع من كراتين البيض المضغوطه…واحيانا نغافله ونصطحبها معنا الى ابعد ما هو مسموح ولكنه كان كعادته يصفح عنّا. وعند عدم التوصل الى تسويه كان رحمه الله يعمد الى سكبها في كيس بلاستيكي
كان رحمه الله دمث الخلق طيب المعشر دافىء المحضر ….كان حنونا معنا وابا لنا…..كان يمتص كل شقاوتنا الطفوليه ومشاكساتنا الصباويه. …واسع الصدر….صديقا للكل …ودودا للجميع…تعلمنا منه دون ان ندري معنى الادب والخلق الحسن……تعلمنا دفء اللسان وقيمة الصمت في وقت كانت الثرثرة عنوان للاحاديث.
حفر في صخر العمر القاسي نفق الوصول الى ميناء النور فكان عصاميا ارتكز على قوائمه بصلابة واعتمد على ساعديه حتى اخر نفس من فارس ترجل ورحل الى الله
كان باسقا اسظلينا بمسرح ظله طويلا وتحملنا كثيرا…..قمثله قلما ولدت النساء.
رحل ابو فوزي رحمه الله بعدما اعلن العمر استسلامه للقدر رحل ولكنه أبى الا ان يغرس خلفه شجيرات كبرت لتعلن هي فيما بعد انها على عهده ماضون فحاؤوا ابناؤه مضربا للمثل بالاخلاق والجد والعصامية فبارك الله بهم رجالا رجالا اصدقاء وجيرانا اوفياء…
تمت
عمر المدني
صباح الاثنين 14/1/2013
الساعه الان تمام 2:15صباحا
محمد ربابعه قال:
يناير 23rd, 2013 at 12:45 ص
شكرا للجميع والرحمة على الراحلين المسلمين
ابن البلد موسوعه بل اكبر من موسوعه
والله معرفتك لابر الخياطه وارقامها فكرت انك خياط
مقاله عرفتني على اشياء كثيييييييييييييييييييييير جميله
لكم الشكر والعرفان
م.الربابعه قال:
يناير 23rd, 2013 at 1:05 ص
ابدعتم ابدعتم ابدعتم
ابدعتم ابدعتم ابدعتم
ابدعتم ابدعتم ابدعتم
الله يعطيكو العافيه جميعا
الاستاذ عمر المدني
ابن البلد البحر بالتعليقات
ابو اسامه البحر بالتراث
عزيزي الاخ وليد
مش عارف مين اين بدي ابدأ
انت حيرتني بصراحة
لكن لا بد ان اذكرك باهم استاذين انت نسيتهم - او ربما سقطا سهوا - كما يقولون -وهم
1- الاستاذ خالد الفاضل الهزيم
2- الاستاذ العلامة - علامة عصرة وفلته زمانه - استاذنا قاسم بدر مدرس مادة الجفرافية
من افضل واروع المدرسين امتاز بصوته الاذاعي الجهوري النقي - كان يحفظ كل ما يتعلق بالجغرافيه في مخة - عمرة ما نظر في كتاب - انظف مخ استاذ قابلته
كان له نظارات وينظر احيانا من فوقهما
قابلته لما كنت في جامعة اليرموك بمكتب زميلي دكتور محمود IT كان عنده حيث يساعدة في بعض المواضيع الفنية البحتة - عرفتة من صوته وانا بمكتبي بجوار زميلي الدكتور محمود- حيث كان يعد رسالة الدكتوراة في تركيا - هجمت علية وقبلته وقلت له انت استاذي - تعجب - قلت له درستني في الاعدادي جغرافيه
لما عرفته باسمي تذكرني وتعانقنا من جديد وطلبت من زميلي ان يقدم له كل ما يلزم وعرضت عليه انا ايضا خدماتي وقلت له نحن بخدمتك - رايت الدمعة تزل من عيونه - واعتقد انها دمعة الفرحة عندما رائ ثمار زرعة قد اينعت وربت وجادت
اللهم لك الحمد يا رب من قبل ومن بعد
هذاااااااااك زمان لاول
وسسسسسسسساق الله ع اييييييييييام زمان
تعليقا على اكياس العم سام التي ذكرها اخي وليد في تعليقة الاخير
ومما اتذكرة عن اكياس “ليس للبيع او المبادلة ” هذه القصة التي عشتها في الواقع
ذهبنا برحلة مدرسية الى جرش وبعدها رحنا الى سيل الزرقاء اللي بعد جرش
قال لنا مدرسينا انتو ممنوع السباحة كنا اطفال صغار بالابتدائي يمكن - وخلو آذن المدرسة يوقف علينا حارس ويمنعنا من النزول الى الماء
بس الاستاذة مسموح لهم يسبحو
بدأ المدرسين بخلع ملابسهم قطعة بعد اخرى ونحن متحفزون لرؤيتم وهم يسبحون مثل السمك
لكن يا لهول ما رأينا
عندما بقوا فقط بكلاسينهم البيضاء والتي ظهرت وهي مخيطة من اكياس وشوالات الطحين ” اللي كانت تاتي لنا مساعدة من ديار العم سام ويا للهول فقد ظهرت تلك العبارة على قفى كل استاذ من الخلف ” ليس للبيع او المبادلة ” وصورة يد تصافح يد - كناية عن علاقات الود - نحن الاطفال انفجرنا من الضحك
كل المدرسين كانوا لابسين نفس الموديل
لاننا لم نفهم ما هو الشئ الذي ليس للبيع او المبادلة
اهو
الاستاذ نفسه ام
قفى الاستاذ ام
ام ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الاستاذ
لحد الان انا مش عارف
مجهول 2013 قال:
يناير 23rd, 2013 at 2:24 م
الى الاخ محمد المحمود
بعد التخية
ضحكت من اعماق قلبي وانا اقرأ هذه العبارة( كل المدرسين كانوا لابسين نفس الموديل
لاننا لم نفهم ما هو الشئ الذي ليس للبيع او المبادلة
اهو
الاستاذ نفسه ام
قفى الاستاذ ام
ام ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الاستاذ
لحد الان انا مش عارف
لله درك اخ محمد انت وابن البلد تضيفان نكهة ولا أحلى على هذه المدونة
الأخ محمد , تحياتي لك , أستاذنا الكبير قاسم بدر والذي أصبح دكتور حاليا” , درسنا للمرة الأولى بالمدرسة الثانوية بالصف الأول الثانوي , وأنا لم أتطرق إلا إلى معلمي مدرسة عطروز , كما أن الأستاذ الكبير خالد الفاضل أستاذ التاريخ المعروف كان متواجدا” معنا في نفس المدرسة ولكنه لم يدرسنا لاننا كنا بالفرع العلمي , وعلى كل حال فإن من درسنا التاريخ بالأول الثانوي هما أستاذان : عبدالله غرايبة وكانت إتجاهاته يسارية فلم يمكث طويلا وجاء بعده الأستاذ محمد أمين.
بالعودة إلى الأستاذ قاسم بدر , حصلت قصة طريفة وعجيبة قبل سنتين , فقد كنا في زيارة أنا وأخي وهيب وأخي عمر وابن عمي محمد المدني , كنا في زيارة إلى الدكتور محمود الصلاح في إربد , وأثناء دخولنا من المدخل وجدنا الدكتور باستقبالنا في الباب حيث انه يسكن الطابق الأرضي , ثم وقعت عيني على الباب الملاصق له في الشقة المجاورة وقد كتب عليه : منزل الدكتور قاسم بدر , وسألته وهو بالباب عنه , فقال لي هو ذاته الأستاذ الذي أمضى في دير أبي سعيد كل خدمته , وقد كانت أكبر مفاجئة لي وفرحت أنني عرفت مكانه ,فقد انقطعت أخباره عني منذ ثلاثين سنة. وسوف أزوره ان شاء الله بصحبة بعض رفاق زمان وببالي الآن خلدون أو ننتظر حتى نزوره سوية بالعطلة عندما تعود بالسلامة.
أنا أحببت أن أستثير الذاكرة لديك ولجيلنا أيضا” بذكر بعض القصص من طراز ( ليس للبيع أو المبادلة ) ولا تزال صورة الأيادي المتشابكة وهي تظهر باللون الأحمر وأحيانا” الأزرق على أكياس طحين أمريكا , ثم فيما بعد على شورتات هذا الطالب أو ذاك المعلم وكله بالهوى سوى…
ورحم الله أيام زمان
سقط سهوا” فقد ذكرت أن الزيارة كانت قبل سنتين , والصحيح أنها كانت العام الماضي . فمعذرة لذلك
اخي الحبيب وليد
مساك عود وعنبر
مساك بخور ومسك
حديثك والله لا يمل أبدا أبدا
صدقني انني اقرا تعليقاتك عدة مرات وفي كل مرة اجد لها طعم اروع
حديثك يشبه القهوة العربية كلما عتقت طابت
فعلا انا أتحرج من ذكر العديد من القصص لان فيها احيانا القاب وانا شخصيا لا احب ان نسيئ الى احد أبدا
طبعا انت اهم مرجع لطفولتنا وماضي أيامنا الحلوة
وللحديث بقية
محمد الشريدة - ابو اسامه قال:
يناير 23rd, 2013 at 8:25 م
اخي الحبيب وليد
مساك عود وعنبر
مساك بخور ومسك
حديثك والله لا يمل أبدا أبدا
صدقني انني اقرا تعليقاتك عدة مرات وفي كل مرة اجد لها طعم اروع
حديثك يشبه القهوة العربية كلما عتقت طابت
فعلا انا أتحرج من ذكر العديد من القصص لان فيها احيانا القاب وانا شخصيا لا احب ان نسيئ الى احد أبدا
طبعا انت اهم مرجع لطفولتنا وماضي أيامنا الحلوة
وللحديث بقية
محمود بني حمد قال:
يناير 25th, 2013 at 1:40 ص
رحم الله كل اموات المسلمين
ابن البلد لك اكبر التحيات على هذه التعليقات الجميله
الاخ ابو اسامه لك الاحترام على هذه الكلمات
الاخ عمر شكرا انك خليتنا نقرا معلومات جميله عن الماضي الجميل
لكم الاحترام جميعا
محمود ربابعه قال:
يناير 25th, 2013 at 2:22 ص
كلام اكثر من رائع
تحفه جميله
الشكر للجميع
المهاجر - ابو ظبي قال:
يناير 26th, 2013 at 7:08 م
رحمك الله يا ابو فوزي يا جارنا وادخلك فسيح جناته ان شاء الله ..
والله كل ما اشوف دكانتك بتذكرك وبتذكر ايام زمان ايام ما كنا نلعب قدام الدكانه ونشوف الشرطه ودراجة رقيب السير والدفاع المدني وقت ما كانو يجو عندك مشان يقيفو القمصان … الله يرحم ايام زمان
اشكرك استاذ عمر كل الشكر واشكر جميع الاخوة على تعليقاتهم الرائعه .
ودمتم بحفظ الله ورعايته
أخ عمر ياريت ترجع هذيك الايام والله اني بحن لها كثير
يا الله شو الواحد بشتاق إلها
شكرا لك
تخيلت أبو فوزي وكأنه يعيش اﻻن بيننا شي أكثر من رائئئئئئئئئع
رائع