ابو فوزي الخياط ( رحمه الله)
كتبهاعمر المدني ، في 14 كانون الثاني 2013 الساعة: 03:24 ص
ابو فوزي الخياط
رحمه الله
عندما يحيط بك الحاضر بكل موجوداته الثقيلة من بشر مغلفين بالصمت وتعاملات بارده وود مصطنع وسلالم وصوليه تستند على ظهور الاخرين ولقف لقمة الفقير ليزداد كل ذي كرش …..عندها فقط نعود لنتكىء على بستان الذاكرة القديمة كي نبقى احياء في صحراء هذا العالم الموغل بالجنون والسعار المكبوت.
من الصفحات المعتقله في زنزانة ذاكرتي ( ابو فوزي الخياط) رحمه الله.
ابو فوزي صفحة من كتاب ذاكرتنا الجميلة خططنا على سطوره باناملنا لوحات الطفولة الاولى ورسومات الصبا بعدها.
في تلك الدكانة في الحي الغربي قضينا امسيات نرمقه حانيا ظهره فوق تلك الماكينة ذات العجله الحديدية الكبيرة وتلك الابرة الغاطسة في ثقبها دون كلل او ملل….. ننظر الى انامله وهي تقبض على القماش بمهارة لندرك انه لم تكن تلك غرزات خيط في ثوب سيبلى فحسب بل هي تعبيد مضني لطريق عمر طويل مملح بالتعب محلى بالكد والجد.
اذكره رحمه الله وهو ينزل تلك المرتبانات المليئه بحلو الحبال عن تلك الطاولة الخشبية لبضبط قياسات ذاك المزنوك المقلم لاحد الاجداد الذين اعتقد انهم لحقوا بركب الذكرى ايضا. وبتلك القطعة البيضاء الاقرب لصابونة مفتاحين كان يرسم خطوطه المتاطعه كاشارات ماسونية امام عجب ودهشة الجميع. يحمل اشارته ومتر القياس يطوق عنقه ويعود الى ماكينته لينفذ خطته في معركته الجديده.
اذكره كيف كان يستعين باحدنا ان يبيع احد الشارين لوح صابون او لفة خريس اما البزر الابيض والاسود ذي النكهة الفريده فكانت من اختصاصه فقط.
اذكر في تلك الحقبه تواجد بعض الشباب الاكبر منا سنا لاخذ بتسات لقمصان من خلفها بيضاء وقبة عريضة حتى تكاد الازرة تتحرر من عرواتها..بناطيل شارلستون تحبر على التوسع اكثر واكثر امام تردد ابو فوزي واصرار من ذاك الشاب.
لا انسى تلك الوجوه الغريبه التي كانت تحضر الى دكانته من كل انحاء الكوره متأبطين قميصا او بنطالا او مزنوكا للخياطه او التقييف واجيانا للاستشاره.
كان الجنود المعسكرين بالقبيطي وحضورهم المتكرر ببدلات فوتيك للتقييف او التفصيل يتخلله احيانا حضور ضابط فنتحلق حوله وحول نجمته اللامعه على كتفه بنوع من التمني البعيد.
ولم يكن يخلو المشهد من حضور فددائية من عراق القعقاع على بغال ضخمة وعندها نتخلص من ستار خجلنا وسد خوفنا وننظر في وجوههم لنرى ان كانوا بشرا ام لا لسمعتهم الواسعة في اكل الافاعي والسحالي.
كيف لي ان انسى ببسي ثلاجته المرمل المدفون في ثلج فريزرها باتقان وكيف كان يحتفظ بتامين على الزجاجة الفارغة او دونه بعد اخذ ضمانات بشربها في الدكانة على ذاك الكرسي المصنوع من كراتين البيض المضغوطه…واحيانا نغافله ونصطحبها معنا الى ابعد ما هو مسموح ولكنه كان كعادته يصفح عنّا. وعند عدم التوصل الى تسويه كان رحمه الله يعمد الى سكبها في كيس بلاستيكي
كان رحمه الله دمث الخلق طيب المعشر دافىء المحضر ….كان حنونا معنا وابا لنا…..كان يمتص كل شقاوتنا الطفوليه ومشاكساتنا الصباويه. …واسع الصدر….صديقا للكل …ودودا للجميع…تعلمنا منه دون ان ندري معنى الادب والخلق الحسن……تعلمنا دفء اللسان وقيمة الصمت في وقت كانت الثرثرة عنوان للاحاديث.
حفر في صخر العمر القاسي نفق الوصول الى ميناء النور فكان عصاميا ارتكز على قوائمه بصلابة واعتمد على ساعديه حتى اخر نفس من فارس ترجل ورحل الى الله
كان باسقا اسظلينا بمسرح ظله طويلا وتحملنا كثيرا…..قمثله قلما ولدت النساء.
رحل ابو فوزي رحمه الله بعدما اعلن العمر استسلامه للقدر رحل ولكنه أبى الا ان يغرس خلفه شجيرات كبرت لتعلن هي فيما بعد انها على عهده ماضون فحاؤوا ابناؤه مضربا للمثل بالاخلاق والجد والعصامية فبارك الله بهم رجالا رجالا اصدقاء وجيرانا اوفياء…
تمت
عمر المدني
صباح الاثنين 14/1/2013
الساعه الان تمام 2:15صباحا
بين فترة وأخرى كان المرحوم أبو فوزي يخرج إحدى مواسير الخياطة الضخمة , وهي بالضبط على شكل مخروط ناقص , أي محقان مقصوص , ويطلب من أحدنا أن يمسك طرف الخيط ثم يذهب به بعيدا” بينما يمسك هو بالماسورة الكبيرة , كنا نصل أحيانا” إلى دار المرحوم حسن المصطفى الجبر , وفي وسط المسافة يقف آخر ويقوم إللي عند دار حسن بالرجوع في حركة التفافية نحو أبو فوزي , وبذلك يكون خيط الماسورة أصبح كما يقولون ( على طبقتين , أو على بتّتين ) بتشديد التاء الأولى , كانت هذه واحدة من طرق الغزِِِِل للخيط أي تسميكة ليصبح أقوى , وكان يستخدمه بالخياطة بالإبرة لبعض المناطق التي تحتاج إلى تمتين مثل الثنية السفلى للبنطلون , أو استخدامات أخرى لا أعرفها.
بعد إتمامه خياطة البنطلون أو الدشداش كان يقوم بكيّه , أحيانا” كان الدشداش لا يحتاج إلى كي من وجهة نظرنا , فكنا نتدخل ونقول له ما بدهوش كوي مشان نريحة فكان يرد : هيك على السريع تمليس.
كان بين فترة وأخرى عندما يرى حاله فاضي , كان يقوم بتعبئة عدد من مكوكات الخياطة , ويحتفظ بها في جرار الماكينة , وكنا نستمتع بمنظر التعبئة وسرعة الماكينة أثناء دوران المكوك داخل حجرته , الألوان الستخدمة في المكوك غالبا” ما كانت الزيتي والكاكي والأسود وقليل من الألوان الفاتحة , وكانت ماكينته مزودة بعمود معدني إضافي بجانب العمود الرئيسي الذي توضع عليه الماسورة الرئيسية وذلك لأغراض تعبئة المكوك.وكنا نقول إللي صمم الماكينة هاي بفهم لأنه حط عمود ثاني , ونتناسى كل الدقة والإعجاز الموجود بكل سنتمتر في هذه الماكينة , وهذه ملاحظة عامة وهي أننا كنا نحصر الفهم بأمور بسيطة وننسى الأهم , فمثلا” ننسى كل التقنية الموجودة في سيارة المرسيدس ثم نقول : إللي صممها بفهم ! وشو سبب الفهم ؟ حاطلها على جنب ثقب مشان تدخل ماسورة الجك فيها وما تأثر على السيارة , أو يمكن يكون سبب الفهم انه حاطلها شنكل من تحت مشان تنسحب لما تخرب . أعتذر عن الخروج عن النص , لكن فعلا” إشي بجنن.
ورحم الله أيام زمان
كانت شمس كانون وشباط القديم الغالية تأسرنا وتدفعنا إلى الجلوس بالجهة المقابلة لدكانتي أبو مصطفى وأبو فوزي , كانت حجارة دار المختار حسن العلي المتبقية من بناء الدار لاتزال هناك على الأرض , وقد عمل كل منا نحن الصغار مقعدا” له منها , كنا بالتهار نستمع إلى قصص المرحومين جميعا” هناك : كان المرحوم سعيد المفلح متخصصا” في صناعة أعواد الحراثة الخشبية , وكنا نتتبع معظم خطوات العمل , بدءا” بإحضار سيقان وأغصان الشجر وانتهاء” بعمليات التجميع التي كان يجريها أمام دارهم القديمة ,وانتهاء بعملية التسليم , كان الناس يأتون إليه من كل مكان لصناعة عود الحراثة. كان يجلس معنا عند أبو فوزي ويحدثنا عن أيام تركيا أيضا” وخدمته بالجيش التركي وقتها , وكان طيب المعشر عمّر رحمه الله أكثر من مئة عام , وفي تلك الفترة كان المرحوم شقيقه ذيب المفلح يصنع مراود الكحل وهو الوحيد المتخصص بها , وكان يجلس أثناء العمل بجوار بيت المرحوم عبد القادر أبو زيتون القديم , كان الكحل من متطلبات الزينة في تلك الأيام وكل بيت كان يحتفظ بما يسمى ( مكحلة ) . أما المرحومين أحمد العقلة , وصالح العلي , ومحمد أبو زيتون فكانوا دائمي التواجد خصوصا” في الأيام المشمسة من كانون وشباط من مثل هذه الأيام ,وهي أيام شبه راحة للفلاحين بعد أن يكون الزرع قد نما وهم بانتظار نضجه ,ولقد أمتعونا بما أمتعونا به من قصص وحكايا ,سواء أمام الدكاكين أو في منطقة البد حيث المرحومين كريم الشحادة وفلاح أبو غيث وأحمد الحسين المفلح وغيرهم.
لقد كنت محظوظا” حيث عاصرت ذلك الجيل , وقبلها كنت أكثر حظا” حيث شاهدت القدس ونابلس والخليل وشربت حتى ارتويت من عين السلطان في أريحا , لقد ذكرني المرحوم أبو فوزي ببيسان , وذكرتني بيسان بأريحا مسقط رأسي حيث كان أبي جنديا” بالجيش وقتها هناك قبل نكسة عام 1967م , ثم أنني زرت أريحا مع أهلي وكان معي أيضا” أخي وهيب قبل النكسة بشهرين , أمضينا هناك مدة أسبوع عند دار جيرانا أبو عمر السطافي واللذين لا نزال حتى الآن على صلة دائمة معهم وهم يسكنون في عمان منذ أيام النكسة.
ورحم الله أيام زمان
؟؟؟؟؟ قال:
يناير 21st, 2013 at 12:30 ص
الاستاذ ابن البلد
هذه المقاله عن رجل رحمه الله ولكنك ذهبت بنا كثيرا الى اريحا ونابلس وحكايات عن الماضي
تحفظ الكثير الكثير من الماضي وبتفاصيل كثير دقيقه
حفظ الله لك هذه الذاكره القويه
بالعودة مرة أخرى إلى أرشيف الذاكرة , تذكرت أن أهم استخدانات الخيط ( أبو بتتين ) الذي كان يقوم بغزله المرحوم أبو فوزي , أقول أن أهم استخداماته كانت لخياطة عراوي الأزرار أي المكان الذي سوف يدخل فيه زر الدشداش أو البطلون , وقد استعاض عن معظم العراوي بعد شراء مكبس الكباسات الذي تحدثت عنه سابقا”.
ورحم الله أيام زمان
اشكر الاخ ابن البلد والاخ ابو اسامة فعندما يعلقون تشعر وكانك في رحلة سياحية تنقلك من استراحةالى اخرى فانت تذهب الى منطقة معينة ولكن من خلال رحلتك تشاهد مناطق اخرى في بعض الاحيان تكون هذه المناطق اجمل من المقصود الذهاب اليها اصلا
شكرا للجميع
عماد ملحم قال:
يناير 21st, 2013 at 6:08 م
صدقت اخي مجهول من التعليقات نعرف اشياء كثيره جديده ورحلات سياحيه مجانيه
اشكر الجميع
يتبع قصص بيسان
==============
قلت أنه بسبب قرب بيسان من دير أبي سعيد ولكونها مدينة في ذلك الوقت , فقد أغرت الكثيرين على الذهاب إليها إما للعمل أو التجارة , وكما قال الأخ محمد فإن أجدادنا كانوا يقطعون الشريعة على دوابهم من أماكن ضحلة تسمى ( مخّاضات ) وهم يعرفون بالطبع تلك المناطق . أما الحبوب التي كانت تنقل إلى بيسان بسيارات الشحن التي كانت تسمى ( تركّات ) فقد كانت تمر عبر طريق إربد كفريوبا الغور القديمة من وسط قم وقميم , ولا تزال أجزاء من هذه الطريق صالحة للسير ويستخدمها أهل قم وقميم وكفرعان وجمحة وكفريوبا بالتنقل الداخلي بين بلداتهم. وقد سلكتها من مدة قصيرة أثناء عودتي من قم حيث كنت في زيارة لأصدقاء لي هناك حيث أوصلتني إلى إشارة كفرعان وأكملت سيري على شارع ال 60 الجديد.
قلت بالسابق أن المرحوم جدّي علي المدني قد أقام تجارة في بيسان بمشاركة شريك له من عائلة ( القدوة ) وقد نجحت تجارته هناك , ولكن لا بد في النهاية من العودة إلى البلد الأصلي دير أبي سعيد , وبعد أن عاد استقبله الناس وقال بعضهم لبعض لقد عاد علي المحمد من المدينة , ثم أن منهم من قال : مبين عليه متمدّن نسبة إلى المدينة , ثم درجت هذه العبارات على ألسن الناس ليصبح لقبه بين ليلة وضحاها ( المدني ) وبعدها أصبح الفرع كله يسمى ( عائلة المدني ) , وهذه سبب تسميتنا بآل المدني الذي يعود السبب إليه إلى مدينة بيسان الحبيبة , وفي هذه المناسبة قال أبي ذات مرة في إحدى السهرات العائلية الخاصة: علينا أن نحمد الله أنه بعث إلينا هذا اللقب المقبول والمحبب في نفس الوقت بدلا” من آخر من تلك المتداولة , فلو كان لقبنا الآن كذا وكذا كان أحسن يعني ؟! وعندها ذكر بعض الألقاب ( إللي بتغوّب الصواب ) فضحكنا جميعا” بشدة على تلك القصة المفاجئة.
ورحم الله أيام زمان
برقش قال:
يناير 21st, 2013 at 9:05 م
تتحفننا كثيرا بالخروج عن المقال مع شكري له على جهده
واقصد ابن البلد وابو اسامه
والاخرون لهم شكر على مشاراكاتهم
المدني يعني لقب وليس فرع من الرشدان؟
معلومه جديده
نعم المدني مجرد لقب وهو غير موجود بالسجلات الرسمية , فجميع سجلاتنا بإسم الرشدان. والشيء بالشيء يذكر أتذكر حكاية طريفة جدا” وهي أن أحد مربي الصفوف أيام زمان قد كتب إسم المدني على شهادة أخي المدرسية , ففي تلك الأيام كانت الأسماء من أربعة مقاطع الإسم ثم الأب ثم الجد ثم أبو الجد , ويبدو أن هذا المعلم أراد أن يجتهد ويضع إسم العشيرة بدلا” من إسم أبو الجد ( المقطع الرابع ) فوضع المدني ظنا” منه أن هذا هو إسم عشيرتنا , والغريب بالأمر أن هذا المعلم هو من أبناء البلد , وقد اعتقد أن هذا هو إسم العشيرة بقدر ما التصق هذا الإسم بنا.
ورحم الله أيام زمان
الشئ بالشئ يذكر
ونحن بصدد الحديث عن ابو فوزي الخياط فكأنه قد اخاط وطرز لكم هذا الاسم البديع ” المدني ”
سبحان الله اسم على مسمى
وانتم والله تستحقون الاسم وعن جدارة
واريد ان اقول او
استطيع ان ازعم ان الاسم قد طابق المسمى
والاكيد بنظري ان المسمى قد اضاف ما هو اجمل واروع وابهى للاسم
هذاك زمان لاول
وسقى الله ع ايااااااااااااام زمان
نعم صحيح دار المدني اسم على مسمى
الصحيح انه معلومات غنيه وتعليقات جميله
وجهود تشكرون عليها جميعكم
عندي ملاحظة
الملاحظة هي انه في سابق مقالات الاخ عمر كان جل او قل كل المعلقين “من الجنس الناعم ” لكنني الاحظ الآن غيابهن بشكل كامل عن التعليق والاخ اللي بكتب تحت اسم قارئة الفنجان هو رجل طبعا
لا اعرف ما هو السبب لكن بتحليل بسيط ربما يكون السبب دخولي انا وربما اقول ربما الاخ وليد ع الخط مما اعطى المواضيع الكثير من القساوة والعنف والخشونة وهو ما لا يتلاءم مع طبيعة النساء
اذا كان هذا هو السبب فلا اريد ان تصبح هذه المدونة بنكهة واحدة روجولية ذات طعم مر
ملاحظة بحاجة الى اجابة
تذكرت انه من المصادفة العجيبة انه كان التالي مع اولاد عبدالله الجابر ابو فوزي الخياط
فوزي بصف اخوي جبر
انا كنت بصف فؤاد
محمد كان بصف اخوي احمد
يعني شكلنا ما يشبة مثلث متساوي الاضلاع
فؤاد كان معنا بمدرسة عطروز تلك المدرسة التي ستبقى بالذاكرة الى ما شاء الله وفي هذا المقام
نوجه تحية اكبار واعزاز واحترام وتقدير للعم العزيز محمد فالح العطروز ابو موسى – اطال الله في عمرة - الذي اشاد هذا البناء والذي احتضن اول المدارس ومنارات العلم في دير ابي سعيد
فعلا يستحق منا جميعا وسام الشرف من الدرجة الممتازة
لمدرسة عطروز - هكذا كانت تسمى - ذكريات لا تنسى ابدا
فقد درست بها من الصف الاول الابتدائي وحتى الصف الثالث الاعدادي - خرجت جيل من العملاقة في جميع المجالات - اشبهها بمدرسة السلط الثانوية -
كان يتم الصعود الى المدرسة بدرج اسمنتي مهترئ قليلا وله شاحطان – الاول من الشمال الى الجنوب واللي بعده من من الغرب الى الشرق صعودا وبناء المدرسة كان على شكل مستطيل تتوسطة ساحة المدرسة تبدا الغرف بغرفة المدير والاساتذة - اول غرفة على يسار الدرج وفي الزاوية الشمالية الشرقية - وداخل صف 3 ابتدائي وداخلها غرفة صغيرة - كانت تستخدم كمطبخ للعمل الشاي للمدرسين - كان الآذن – الفراش- كثيرا ما يقطع علينا الحصة وهو يدخل ويخرج اليها لاجل عمل الشاي للمدير او المدرسين - كان بعض الاولاد يستغل الاستراحة - 5 دقائق - بين الحصص ويقومون بالدخول الى هذه الغرفة واكل - بالاصح “لهم” من الفعل التهام بعض السكر واكثر واحد كان يفعل ذلك عماد الجبر
كان مدير المدرسة استاذنا العزيز كمال اخودعسا رائعا ونشيطا
امتازت علاقتنا نحن الطلاب بالمدير بالمد والجزر وذلك لرغبة الطلاب الدائمة بالانفلات ورغبة المدير بادامه الحزم والانظباط
كان الاستاذ كمال اخودعسا “ابو محمد ” على علاقة عدائية مع عبدالهادي العربي – عندما كان طالب طبعا - حيث انه كان يتهمه بانه محرك الفوضى بالصف والمدرسة ويخبرني اخي جبر انه كلما حصل اي فوضى في المدرسة كان ا.كمال يهرع الى صف عبدالهادي ويصيح اليه قبل ان يصل الصف عبدالهادي اطلع برا – واحيانا ينادية هكذا : عربي عربي اطلع برا الصف – وتصادف انه في احدى المرات حصلت فوضى وهرج ومرج في صف عبدالهادي – جاء الاستاذ كما مسرعا كعادتة وهو ينادي باعلى صوتة : عربي عربي اطلع برا الصف ولكن وعندما وصل باب الصف ولم يستجب له احد عندما نظر داخل الصف قالو له الطلاب يا استاذ عبدالهادي اليوم غايب ؟؟؟؟!!!!
في تلك المدرسة درسنا اساتذة عظماء اتذكر منهم : الاستاذ ظاهر عبابنة – من المغير – درسنا لغة عربية كان يتسم بشياكة غير عادية وصوت جهوري موسيقي وجمال وجه حنطاوي- امتاز ايضا بطول انفه المستدق – وكذلك الاستاذ موسى الشياب من الصريح درسنا تاريخ وكان قاسي وشديد ودائما متجهم الوجه وعابس وكذلك الاستاذ حسين من الغور – – من الشونة الشمالية – كان قصير القامة بشكل ملفت ولكنه كان صارم وحازم كان يدرس عربي كان يحمل عصا – من الخيزران – كاتب عليها – نفوسه – كان الضرب بها مؤلم جدا
هذاك زمان لاول
وساق الله ع أيااااااااااااااااااام زمان
الصديق الفاضل ابو اسامه
اولا اشكرك كل الشكر على الاهتمام والمتابعه والالمام بكل شارده ووارده
ثانيا اوردت في يعض تعليقاتك اسم الاستاذ احمد دخنوش واصبح رحمه
وذكرت اسم ابو موسى عطروز الله يرحمه ايضا لانه توفي قبل شهر كما اعتقد
اما بالنسبه للتعليقات المفقوده من الجنس الاخر فانا السبب لانه هناك تعليقات كثيره كانت تصدر لاتليق وكنت احجبها كثيرا
من المجاهيل هناك جنس ناعم ووردني على الايميل سبب عدم نشر الاسم بالصريح
دمت بود
عمر
الأخ العزيز محمد المحمود تحياتي الحارة لك…
أوردت عددا” من القصص والحكايات عن أيام زمان , وعندما يقترب الحديث من مدرسة عطروز يصبح أكثر إيلاما” للنفس عند تذكر تلك الأيام الجميلة التي كانت تفيض بكل معاني البراءة , وحتى يكون الحديث واضحا” أحببت أن أعلق على مقتطفات من كلامك الجميل هذه المرة على شكل نقاط :
1- المرحوم محمد الفالح العطروز ( أبو موسى ) كان قد انتقل إلى رحمته تعالى بتاريخ 24/11/2012 , وأنا من خلال حديثك عرفت أنك لا تعلم ذلك , فعلى روحه الطاهرة لنقرأ الفاتحة داعين الله عز وجل أن يدخله الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء , ويرحم جميع أموات المسلمين.
2- أشكر لك مدحك الشخصي لفرعنا ( المدني ) والذي جاء في سياق ماتذكرناه ونحن نتحدث عن أيام بيسان.
3- الأستاذ حسين أذكره جيدا” وأذكر العصا التي كان غالبا” ما يدسها داخل كم الجاكيت وكان يسميها كما قلت النفوسة , وأحيانا” النفوسة المحروسة , كان يدرسنا عربي .
4- قائمة معلمي زمان وأقصد بالتحديد معلمي مدرسة عطروز قائمة طويلة وتضم الأساتذة المبجلون جميعا”:
كمال أخو دعسا.
إبراهيم السعد.
حمد السلامة.
محمد الرشيد.
وليد عبد العزيز.
يونس.
محمود أخو دعسا.
كمال عباس حرب.
محمد فاضل الهزيم.
فضيل فاضل الهزيم.
خالد الدرابي.
عزالدين.
الشيخ الزعبي ( لا أذكر اسمه)
موسى النمري.
موسى شهاب.
خالد وقفي.
أحمد الشناق.
نظمي جرادات.
حسين.
عبدالرحمن زعاترة.
عبد المجيد ياغي.
شاكر الطيطي.
عيسى خمايسة.
محمد خمايسة.
محمد الرفاعي.
محمد جبر حمدان.
محمد المزهر.
محمد أمين الحوري.
محمد الغرايبة.
علي أبو نبهان.
ظاهر عبابنة.
إسماعيل عثامنة.
ولفترة محدودة بعض معلمي التطبيقات : فلاح المرينة , منذر تركي حداد , محمود العقلة , مأمون اصلان , مصطفى العواد
5- أبناء المرحوم أبو فوزي بالفعل هم من خيرة الناس , ولي علاقة شخصية خاصة معهم , ومنهم من تعلم وهو صغير مهنة الخياطة , فقد كنت أشاهد فؤاد ومحمد مثلا” وهم يخيطون بعض الأشياء البسيطة , أثناء فترة الإستراحه لوالدهم , وكانوا يتركون الأمور الصعبة لحين عودته , كان فؤاد في صفنا ولكنه كان بالشعبة الثانية( أ ) مع باسم الفايز وعلي الرفاعي , وكان يحدث تداخل بين الشعبتين في بعض السنوات , إلا أننا بقينا نحن مجموعتنا في نفس الشعبة ( ب ) طيلة فترة الدراسة بمدرسة عطروز.
6- ذكرتني أيضا” بغرفة المستودع , حيث درسنا فيها سنة ونصف , فصل بالصف السادس قبل الإنتقال إلى مدرسة أم جمال بالحارة الفوقا قرب داركم , ثم الصف الثاني إعدادي
, وتذكرت الغارات التي كانت تتم على السكّر وبعض الموجودات من قبل الطلبة , كما أن عمل الشاي للمعلمين قبل الفرصة كان يقوم به أحيانا” أحد الطلاب من صف آخر , وكان يدخل علينا أثناء الشرح .
7- هناك قصص طريفة يتعذر ذكرها لأنها لا تكتمل من دون ذكر أسماء أصحابها , وأتركها حتى نلتقي إن شاء الله.
ورحم الله أيام زمان
كما يقول المثل عمرك اطول من عمري اخ ابن البلد كنت اريد اخبر ابو اسامة ان الحاج ابو موسى انتقل الى رحمة الله قبل فترة وجيزة فكونه خارج البلاد لم يعلم بذلك
لكن لم اعلم انالاستاذ دخنوش ايضا انتقل الى رحمة الله وهل
هذا خبر اكيد
اشكركم
ابن
أذكر يا محمد أن من معلمي زمان في مدرسة عطروز التحق بنا أستاذ إسمه خلبل علي خليل وكان يدرسنا دين , وكان شديدا” ولكنه لم يمكث طويلا” .
ورحم الله أيام زمان
الله الله عليك يا استاذ وليد انك عملة نادرةانك تلم بكل شىء ان الكلمات تعجز عن وصفك ورحم اللة الاستاذ احمد دخنوش لقد كان هاديا مؤدب
وقد فؤجئت بخبر وفاته
واطلب من الاخ عمر ان يخصص مقالة عن ابن البلد وكيف يلم بهذه المعلومات ومعه حق ابو اسامة بانكم غير
حماكم الله جميعا
وانا ساتابع هذه المدونة فهي تزودنا بالقديم والحديث وكله في ميزان حسناتكم ان شاء الله
ودمتم
شكرا” للأخ مجهول هذا الكلام الجميل وهو يدفعني بذلك للإستمرار بتقديم ما أعرفه عن الماضي , أما بخصوص تخصيص المقالات فهي بالعادة لمن رحل أو لمن كان له تأثير على مجتمعه ممن عاصرناهم ولا زال حيا”.
بالعودة إلى المرحوم أبو فوزي , فبعد أن وصلني إشعار من الأخ عمر على صفحتي في أحد مواقع التواصل الإجتماعي عن نزول مقالة جديدة تحمل العنوان ( ابو فوزي الخياط رحمه الله ), ترحمت على المرحوم وقلت في نفسي لعل الحكاية ستطول هذه المرة, فقد مكثت بقربه طيلة سنين وأذكر عنه الكثير الكثير , وهذا ما كان بالفعل , فكلما أتممت تعليقا” تذكرت آخر ولا زالت الذكرى حبلى بالكثير , ولكن ما يمنعني أحيانا” من الكتابة عنه , خشيتي من التعرض -كما قلت- لبعض الأمور الخاصة له , وبذلك أنتقي من تلك الذكريات وأكتب عما يصلح منها للنشر.
بالحارة كانت بعض ماكينات الخياطة منتشرة هنا وهناك , ولكنها قليلة العدد على كل الأحوال , كانت تجري لها بعض عمليات الصيانة البسيطة ان لزم الأمر لدى المرحوم بعد أن يتم إحضار الرأس فقط , وتكون بالعادة عملية بسيطة وان تطلب الأمر فكان يتم إرسال الماكينة إلى إربد , وكان موقع الصيانة على تقاطع شارع بغداد الأول بعد دوار وصفي التل , مقابل العلاونة للصرافة حاليا” , ثم أغلق هذا المحل وتزامن ذلك مع فتح محلين , واحد بالقرب منه باتجاه الشمال في نفس الشارع , والآخر قرب الحسبة في الدخلة المتفرعة من أمام الجامع الكبير باتجاه الشمال أيضا”.
كان المرحوم المزود الرئيسي أو ربما الوحيد للوازم الخياطة , فعنده مختلف الألوان من مواسير الخياطة ( أبو سمكتين ) الأصلي وكباكب التطريز وعنده مختلف المقاسات من السحابات وبمختلف الألوان , وكان التركيز ينصب على قياس 15 سم أو 20سم , أو 50سم حيث كان يستخدم الأخير لمراييل المدرسة للبنات , أما القياسات الصغيرة فكانت تستخدم للبناطيل , وكان المزود الحصري لإبر الخياطة والتي كانت بثلاثة قياسات 14 , 16 , 18 وكان يطلب ممن يتواجد عنده منا أن يقرأ الرقم الموجود على الإبرة بالقرب من خرمها .كانت القياسات المطلوبة 14 و 16 وكان الطلب على نمرة 18 قليلا” وعندما سألته ذات مرة عن السر وراء ذلك , اكتفى بإعطاء إشارات خاصة فهمت من خلالها أن الأمر بحاجة إلى شرح ربما لا أفهمه وقتها أو أنه غير جاهز للكلام , كما يحدث معي أحيانا” فأكون بحالة ذهنية لا تسمح لي بالكلام حتى مع نفسي.
ربما يحتاج الحديث إلى مقالة خاصة عن طقوس الخياطة وخصوصا” ما يتعلق بخياطة الشرش عند الخياطات , فبعد العودة من خياطة أمهاتنا لأحد الشروش كان لزاما” عليها عرضه على أكبر عدد من الجارات , ومن العبارات الشهيرة التي كنت أسمعها وأنا صغير جدا” وهو تقرير أولي عن الحالة : والله الشرش( موارب شوي ), أي أن الخطين اللذين يشكلان الجانبين ليسا متوازيين , أو عبارة ( مغبغب ) بمعنى واسع قليلا” , أو عبارة ( بده شوي من شفاله ) أي بحاجة إلى تقصير , أو عبارة ( والله نازعيته أو مخربيته ) وتتم إعادة الشرش ليتم إصلاح ما يمكن إصلاحه , ومن الصعب أن يعجب أحدهن وضع الخياطة فكان لا بد من الإنتقاد , أو أن الأمر كان كذلك بالفعل لا أدري . وأنا لم آت بشيء من عندي وكل جيلي لا بد أن يتذكر هذه الحكايات لو حصر ذهنه قليلا”.
من القصص الطريفة والمتعلقة بالخياطة أيضا” , قصة : ليس للبيع أو المبادلة , وهي العبارة الشهيرة التي كانت تطبع على كيس الطحين الذي كانت تتبرع به أمريكا لشعوب العالم الثالث ومنها دولنا في أوائل السبعينيات سواء ما كان منها على شكل مساعدات للاجئين أو دعما” لأصحاب المشاريع فيما كان يطلق عليه وقتها مشروع تطوير الأراضي المرتفعة , وهي الخطة الخبيثة التي تم استبدال زراعة القمح بها بزراعة الزيتون وما نتج عنها من تداعيات أثرت علينا وستؤثر إلى يوم الدين. هذه العبارة كانت تظهر أو هكذا كنا نبالغ وندعي ظهورها على بعض الملابس الرياضية لبعضنا , فبسبب العوز الشديد كان البعض يلجأ إلى استغلال كيس الطحين الفارغ ليفصل منه عند إحدى الخياطات شورتا” يلبسه بالدار ,احيانا” كان ينسى نفسه ليظهر به في حصة الرياضة , وقد أخذت هذه الحكاية أكثر من حجمها الطبيعي وكان الناس يزيدون عليها ويركزون عليها كثيرا” وقد تكون بعض القصص من وحي الخيال , ولكن أود القول هنا أن ثقافة العيب هي من أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه , فمن ناحية نظرية أو عملية ليس هناك ما يمنع من استغلال ما هو أقل من كيس طحين فارغ بتفصيلة والاستفادة منه بدلا” من أن يرمى بالنفايات.
الحديث يطول ورحم الله أيام زمان