الحديقة(حديقة مدرسة عطروز)..عمر المدني(الرشدان)…دير ابي سعيد
كتبهاعمر المدني ، في 11 تشرين الثاني 2012 الساعة: 12:54 م
الحديقة(حديقة مدرسة عطروز)
كلما دسست انفي بين جلسات اخوتي واصدقائهم وهم يتحدثون عن احواضها وشجرها ودجاجها زادني الشوق وجرفني الفضول لرؤيتها.
وبعد ان افرج عني من مدرسة(ام جمال الملاح) ونزحت الى مدرسة عطروز كانت الى يسارنا……. بدأ الشوق الدفين يترطب برؤيتها والفضول يترنم بمغازلتها.
الى الوجه الغربي من مدرسة عطروز الضاربة في القدم كانت الحديقة المدرسيه….مستطيلة الشكل…. طويلة كالطموح …محروسة باشجار اللزاب الباسقة كمردة الليل (جمع مارد) تشهد على تاريخ طويل كتبه اناس مروا من هنا.
في تلك الايام كانت مادة الزراعه احدى مناهج المرحلة الاعدادية وكان هذا يتطلب وجود ميدان تطبيقي لهذه الدروس الزراعيه الجافه فجاءت الحديقة تفسيرا وتاويلا لايات مادة الزراعة الصماء.
في اول وطاة قدم على ظهرها ابهرتني احواضها الكثيرة المقسمه باتقان المخضره بشتى انواع الخضروات . كنا نريد ان نلتهم كل صفحات كتابها دفعة واحده لنفهم هذا النسغ الجديد الى عالمنا.
بصحبة معلم الزراعه تم التعرف على معالمها ومفاتنها ثم منحنا احواضا نملكها طول العام ولنا زراعتها بالخضرة المناسبه نختارها من قائمة طويله بارشاد من مدرسنا.
الاستاذ كمال اخو دعسه كمدير للمدرسه كان لايحبذ الجلوس خلف الطاوله بقدر ما ان يكون في الميدان….كان ينزع الى الاشراف على توزيع المياه وكان بنفسه يروي بعض الاحواض الذابلة لبعض الكسالى.
اقتطع لي حوضا كما اذكر وبذرته بالسبانخ ورويته بالتعب والحب فقام اخضرا زف الفرح الى قلبي يومها………………..ما اجمل تلك الايام !
الى الجهة الشمالية من الحديقة انتصبت غرف مربعة الشكل رمادية اللون وعند السؤال عرفنا انها لتربية الارانب والدجاج……..اي حلم نحن به ؟!
كان المرحوم ابو عماد دمج مديرا فنيا للحديقة يحرسها ويرعاها كانها جزء من ملكه…………….يا الله حتى الرجال يختلفون وقتئذ !
في الحديقة تعلمنا حب الارض ………………..عشقنا رائحة التعب المجبول بالتراب………………… تمرسنا على قراءة الفصول بحكمة……. شدّت من حبال صداقتنا كفلاحين صغار.
كيف كنا نعود بعد المدرسه نحمل زبلا نرشه على احواضنا ….كيف نقضي ساعات العصاري ونحن ننظفها من الاعشاب ونعزقها من الحجارة ؟!!!!
كان منهاج الزراعه قيما غتيا مفيدا ونحن نقف على اول دروس حب الارض وعندما اكتشفت وزارتنا الموقرة هذا العشق الممنوع بين فطرتنا والارض الغت المنهاج واستبدلته بمنهاج مهني يقدم كل شيء الا تعلم المهن.
اضحت الحديقة يبابا جافة كقلوب بعض القساة…… ردمت الغرف انقاضا على ريش دجاج ووبر ارانب كانت تملأ الدنيا حياة ذات يوم.
ولم تكتفي وزارتنا بحز ذبيحتها بل قامت على التمثيل بها بعدما فارقت الحياة فاقامت بنايات للمدارس وقاعات اجتماعات نفاق على ارضها لتعلن بملء فيها دون حرج او خجل بانها اجهزت على كل معقل من معاقل الفرح.
لم بحدث هذا ؟ اهو الجهل ؟ ام الغباء ؟
ام حاقدون يقطعون كل معابر الفرح؟!!!!!!!!!!!
.
تمت
عمر المدني
صباح الخميس/ 25/10/2012
نوفمبر 11th, 2012 at 2:07 م
للنذكير اخ عمر كان من معلمي مادة الزراعة معلم من الضفة الغربية اسمه عبد الرحمن جردات واتمثله وهو أمامي الان في الحديقة التي ذكرت يعلمنا أبجديات الزراعة ونحن في منتهى الشوق لدرسه
ايضا اذكر ان المنتوج الفائض من المحاصيل كان يسوق الى المجتمع المحلي وكأني أرى الان عربات المواطنين ملىءبمادة البطاطا وبسعر بخس تخرج من تلك الحديقة وكان جزءا من المبيع يوزع على طلاب المدرسة تشجيعا وتحفيزا لهم ان الارض أمنا بلا منازع
أيام الحديقة جميلة ولا يمكن نسيانها من سفر الذكريات العطرة ولا وجه مقارنة بينها وبين مدارسنا الان
كمال اخو دعسه مثال للمدير النشيط وكان قلبه متعلقا بالحديقة المدرسية وتراه متواجدا فيها خلال ساعات الدوام وبعدها اي تفان واي عطاء كان يحمله أولئك النفر من الرجال حينما نراهم الان نتذكر مقولة نسيت قائلها على هذه الارض ما يستحق الحياة
لا يسعني في هذا المقام الا أن أشكر صاحب هذه المدونة الاخ عمر وابو اسامة في عمان ( بضم العين) وابن البلد الذي نحمد الله ان بان عن نفسه وبدد الشكوك التي كان يظنها بعض القراء عن ابن البلد الحقيقي فيذهبون بعيدين عنه
واسف ان نسيت ذكر بعض القراء المعلقين فلهم جميعا كل الاحترام والتقدير
نوفمبر 11th, 2012 at 5:45 م
لما لغو كتاب الزراعه بطل الواحد يعرف متى ينزرع القمح والشعير والباميا
حتى الارض بطل يحبها
جابو منهاج مهني مقرف زي صباحاتهم
لك كل الشكر يا اصيل
نوفمبر 11th, 2012 at 5:50 م
السلام عليكم…
ما من خطيئة ارتكبت بحق هذه البلدة وناسها الطيبين أكثر من إزالة زيتونة السوق الرومية وسط البلد, وتدمير الحديقة , واجتثاث شجرة الزنزلخت الشاهقة إلى الجنوب من الجامع القديم , وتحطيم بد الزيتون بالحارة التحتى. وبما أن الحديث ينصب الآن عن الحديقة فأقول أنه لن ينفع الندم أو التبرير , فكان بالإمكان بناء أكوام الإسمنت هذه في غير ذلك المكان الذي شهد فرحنا ومرحنا ولعبنا وتعلمنا وشقاوتنا , منها أكلنا الفستق الحلبي والإجاص المجفف, وتبارينا لإسقاط اللزاب والتهامه بالحلة من شجرها ,في أرضها زرعنا قطعا صغيرة بأيدينا , اعتنينا بها ورعيناها , وقطعنا من المسافات ما قطعنا نبحث عن الزبل البلدي لتربتها حتى اخضرت ثم ذهبنا بمنتوجها ذات مرة فرحين إلى أهلنا , فيها مارسنا عبثنا , فمن شيكها قطعنا, لنصنع عربات الأسلاك لنسوقها بحاراتنا, وأفخاخا” لقنابير الميسر والمراغة, وسودات الجرد والقبيطي , ودويريات قاع الدار !! , في الجهة الجنوبية الغربية منها تدربنا على تمثيلية ” إسلام عمر” لنعرضها لاحقا” في حفلة السمر بالمدرسة الفوقا كما كان الأمر يحدث في إحدى ليالي الصيف من كل عام.
كم كانت الفرحة تغمرنا ونحن ننطلق اليها في حصة الزراعة مع أستاذنا الحبيب طيب الذكر عبد الرحمن جرادات , أذكره وهو يطبق لنا ما كنا قد تعلمناه من دروس نظرية في الحصة السابقة من منهاج التعليم الزراعي . أذكره مثلا” وهو يشرح لنا طريقة تحضير الأرض لزراعة الكوسا , كان مخلصا” في عمله , محبا” للزراعة , عاشقا” للأرض , لهذا أحببناه وتعلقنا به. أذكر شتلات الخس ونبات الفجل ورؤوس الزهرة البيضاء كبياض قلوبنا وقتها.
كان الأستاذ الكبير- أطال الله في عمره- كمال أخو دعسا مدير المدرسة دائم التواجد هناك , يعطي توجيها” من هنا , ويروي بيده حوضا” من هناك , ويعاقب طالبا” تناهى إلى سمعه قطعه سلكا” من الشيك في اليوم السابق , كان دائم الحب للحديقة ولعمله ولطلبته , كنا نحبه كثيرا” ولا زلنا وسنبقى , وأراهن أن الجميع كذلك .. وفي هذا المكان لا يسعني إلا أن أتوجه بكل معاني الحب والوفاء والعرفان إلى معلمي الأوائل الأفاضل واللذين لن أنساهم حتى الممات. من المعلمين من كان يعطي بعض حصصه هناك وبالأخص بعض معلمي المواد الأدبية.
عندما كنت صغيرا” ولم أدخل المدرسة بعد , كنت آتي إلى دير أبي سعيد مع أهلي من الزرقاء حيث كنا نسكن هناك, كنت أسمع أمي وعمتي وغيرهما يقولون وقت المساء , لنذهب إلى الحديقة ومنهم من كان يطلق عليها ” الجنينة ” وكنت لم أرها بعد , أتحدث هنا عن المرة الأولى التي ذهبت بها أواسط الستينيات , المنطقة هادئة , لا ضجيج ولا تلوث ولا فوضى كأيامنا هذه , أذكر نسيم الصيف المنعش وقتها ا وقد تخلل الأشجار , ربما يمر يوم كامل لا نسمع فيه صوت خمس سيارات , تلك الأيام التي مضت هي من أيام الذكرى فقط , وليت الزمن توقف أو أن الحياة القديمة لم تتغير , ولكن لم يحدث هذا ولا ذاك. تكررت زياراتنا للحديقة كلما أتيت إلى دير أبي سعيد ولم تنقطع إلا بعد عام 1967م بعد أن عدنا للإستقرار هنا. أتذكر تلك الأيام المريرة التي عاشتها البلاد , أيام القصف الجوي وقصف الصواريخ . أيام المغر والملاجيء, ايام الخوف , لقد كان الصمود الذي سطره أهلنا على قلة إمكانياتهم وقتها, تحلقا” حقيقيا” في سماء البطولة ,ومساهمة كبرى في معركة الدفاع عن الوطن, سيبقى حديث الناس إلى الأبد.
كانت الحديقة يومها وارفة الظلال , تحيط بها من كل جانب أشجار الصنوبر الشاهقة- سقط بعضها أوائل السبعينيات إثر رياح ليلية عاصفة- لم أشهد مثيلا” لها من قبل-.وكانت أرضها خصبة , إضافة للرعاية الإستثنائية التي حضيت بها من قبل الأستاذ عبد الرحمن وقبله الأستاذ عبد الحليم , وقد أنشأ في وقت سابق غرفتين , إحداهما للحارس ثم فتح بها عيادة للجيش لمدة قصيرة إبان حرب الإستنزاف , وذهبت إليها للعلاج ذات مرة بعد أن أصبت أثناء لعبي بملعب محمد الحمد القديم. وهناك غرفة أخرى كان يتم تأمين أدوات العمل بها , مقابل هاتين الغرفتين من الجنوب , كانت تنتصب شجرة الفستق الحلبي التي طالما استظللنا بظلها الوارف , وكانت بعض الممرات تتخلل أحواض الورد التي زرعت هنا وهناك. أحضر الأستاذ عبد الرحمن أنواعا” من دجاج الجهورن الأبيض والأحمر وأرانب الفلاندر والشنشيلا , أذكر أرنب الفلاندر الضخم ذو اللون العسلي وهو يحمله الأستاذ بين يديه ليعلمنا طريقة الحمل الصحيحة, وهي وضع إحدى اليدين في منطقة التقاء الساقين مع الذنب , بينما تكون اليد الأخرى قد أمسكت بشكل جيد بأذني الأرنب.
ذات مرة بغرفة الصف أحضر لنا نبتة من البصل زرعت في وقت سابق , وكان الهدف من إحضارها هو أن يرينا كيف أن النبات في مراحله الأولى يتغذى على عناصرة الذاتية قبل أن تتركز جذوره بالأرض ويبدأ بالتغذية من التربة , وبعد اقتلاع نبتة البصل , ظهر لنا للوهلة الأولى أن القشرة لا تزال تحتفظ بمكوناتها الأصلية , أي أن البصلة توحي من حيث الشكل بأنها سليمة , وسألنا فقلنا له لا تزال سليمة , فطلب منا الإقتراب من إحدى المقاعد حوله , وضغط على البصلة أمامنا فإذا هي فارغة من الداخل , وما كان من أحد الطلبة وبشكل مفاجيْ أن صرخ بأعلى صوته : يا الله ! ويبدو أن الأستاذ قد استجفل من ذلك فرد عليه بغضب وبأعلى صوته أيضا” : الله يسخطك , فضحكنا بشدة , ولا زلنا نتذكر تلك الحادثة ونذكر بعضنا بها, وهي واحدة من عشرات قصص مدرسة عطروز القديمة الحبيبة.
أذكر أن هناك شجرتين ضخمتين من السرو كانتا تنتصبان مقابل مدرستنا , وتبعدان نحو ثلاثة أمتار عن صف شجر الصنوبر الذي يشكل السياج الرئيسي من الشرق , وقد تم اقتلاعهما بعد توسعة الشارع الرئيسي . تحت هاتين الشجرتين كان معلموا المدرسة ينتظرون بالعادة سيارات ال190 لتعود بهم إلى إربد, وكان بعضهم ينخرط بالحديث بشؤون الساعة وقتها, أذكر ذات مرة أنني اقتربت منهم وكان مدير المدرسة الفوقا (العطار) في جدال مع آخر حول جدوى إرسال الرئيس جمال عبدالناصر قوات إلى اليمن في أواسط الستينيات إبان الحرب الأهلية التي كانت تشهدها البلاد آنذاك. كان بائعوا البوظة والسحلب والكرابيج والهريسة( أذكر منهم أبو باير) والرمان الحلاوي( من جديتا ) يقفون , وعرباية سانويش أبو علي كذلك , إلا انه انتقل إلى التلة الواقعة في الجهة الجنوبية من المدرسة , وبقي هناك.
علمت أن أرض الحديقة بالأصل – قبل أن يتم إستملاكها – كانت تعود إلى المرحوم سعادة الحداد والد جورجي وتركي الحداد , وكان من ملاكي البلد وقتها حيث كان له أيضا” أراضي بالسهل الغربي إضافة لقطعة أرض كبيرة من ضمنها منطقة البنك الإسلامي حاليا” وتمتد شرقا” حتى المدرسة الثانوية .
أعتذر ان كنت قد أطلت الحديث , لكن في بعض الأحيان يصعب اجتزاء اجزاءا” منه , ويبقى الماضي ذكريات تمر أحيانا” ويطويها النسيان في أحايين أكثر .
نوفمبر 11th, 2012 at 7:01 م
اولا كل الشكر للاستاذ عمر على هذه المدونه التي تعرفت عليها كما قلت جديدا وعرفتني على امور جديدة لم اكن اعرفها
وهنا لابد من ذكر ابن البلد الذي قرات تعليقه مرتين كم هو ممتع وجذاب وكلماته اضافت معلومات قيمه للمقال
بالامس قرات تعليق ابو اسامه وكان رائعا جدا فعلمت ان ابن البلد وابو اسامه وجهين لعمله واحده ووجودهما ضروري لزيادة المعرفه والعلم
بارك الله بكم جميعا
نوفمبر 11th, 2012 at 7:34 م
شكرا” لك أخ محمد ملحم من القلب , ومن باب إفراد هذه الأبواب للتعليقات لا يتم أحيانا” الرد على بعض الإخوة ليس تجاهلا” , بل كما قلت منعا” من زيادة عدد التعليقات حتى يتم التركيز على ما يكتبه المعلقون بخصوص موضوع المقال, أنا وأبو أسامة أبناء صف وكان لنا زملاء في الصف من جديتا : محمد صالح الغشمري , محمد حسين , منير ملحم , تحياتي لهم جميعا
نوفمبر 12th, 2012 at 7:04 ص
اولا اشكر الاخ عمر على سرعة الاستجابة لطلبي بالكتابة عن الحديقة
للحديث عن الحديقة شؤؤون وشجون
كانت حديقة المدرسة رئة ديرابي سعيد والمتنفس الوحيد لنا نحن طلاب مدرسة عطروز الاعدادية
لا اعرف ما اقول وماذا اكتب فالاخ وليد لم يترك لي شئ - ما شاء الله عليه - ولكنني ساحاول ان اكتب شئيا
اولا الحديقة زرعت من قبل طلاب المدرسة ايام الثلاثينات او الاربعيعينات كما اخبرتني المرحومة جدتي - عريفة المحمود العيده - فقد اخبرتني ذات مرة انها ومجموعة من نسوة البلد كنا مسؤولات عن سقاية اشجار الحديقة عند بداية زراعتها - ولكن كيف تم ذلك كيف ؟؟؟
قالت لي لما كان خالك سعيد طالب بالمدرسة امرهم المدير وكذلك الاساتذة بانه يجب على كل ام طالب ان تحضر اسبوعيا وتسقي هذه الاشجار - كيف - قالت لي جدتي كنا نحضر لها الماء من العين اللي غرب السمجد الكبير بسطول تحمل على رؤؤسهن لغاية الحديقة - وبقي ذلك الامر حتى تم الاطمئنان الى ان الاشجار لم تعد بحاجة الى السقاية
اي اناس ذلك القوم ؟؟؟
من اي طينة جبلو ؟؟؟؟
لا اعلام كاذب ولا تصوير مخادع ولا كامرات عاهرة ولا نفاق ودجل وبهرجات فارغة اعادتنا الالاف السنين الى الوراء !!!!!!!!!
كان حب الوطن اولا واخيرا عمل وعمل فقط يرافقة الصمت والشكر لله على كل شئ - فلم يبخل عليهم المولى براحة البال والسعادة والرضى والنوم الهانئ الطويل التي نحلم الان ان ننال ولو جزء بسيط منها - ولكن هيهات - فهذا هو زمان العهر ؟؟؟؟؟
وللحديث بقية
ساق الله ع ايام زمان
نوفمبر 12th, 2012 at 7:38 ص
كانت مادة الزراعة ( نظري بالصف وعملي تطبيق بالحديقة ) تدرس لصفوف الاعدادي ( اول ثاني ثالث ) اعدادي من قبل الاستاذ الفاضل الرائع عبدالرحمن جراردات وهو فلسطيني من طولكرم – خريج معهد خضوري في طولكرم – الان تحول الى جامعة باسم جامعة فلسطين التقنية – وهذا المعهد من اشهر مراكز العلم والبحث في العالم العربي في مجال الزراعة وبلا منازع – فقد خرج علماء افذاذ في مجال الزراعة – كان يعرف كل شئ عن الزراعة وكان يسكن عند دار احمد الحسين الرفاعي بالحارة الفوقا – كان مخلص في عملة واتمنى في ايامنا هذه ان يكون واحد مخلص في عمله 1 على مئة من ذلك الفذ – ولول حدث هذا فسوف نكون بالف خير – ولكن مستحيل
وكانت حصص العملي غالبا تكون اخر الحصص واحيانا بعد الرجعة – كان نظام الرجعة – نروح الظهر نتغدى ببيوتنا ونعود قبل العصر الى المدرسة لاكمال حصتين - كان يشرف على الحديقة – المرحوم باذن الله تعالى جبر الدمج – ولقد اطلق عليها كثير من الناس جبر الحديقة – للترابط الكبير بينهما – كان رحمة الله علية انسان رائع طيب القلب ذو اخلاق عالية واهم ما كان يميزه ابويته الصادقة – كان يعاملنا كابناءها – عماد وعبدالله – عماد كان زميل لنا في الصف –
كانت الحديقة تنتج كل شئ من خضروات وفواكة وحيوانات لاحمة كالارانب والدجاج – كانت كلها organic - وقتها كان كل شئ من الطبيعة وطبيعي – لا كيماويات ولا غيرها – لذلك لم تكن تعرف الناس الامراض – عندما يمرض احد بالبلد كل الناس تعرف بخبر مرضة ويسارعوا لزيارته ومعهم ” الطلات ” وهي هدايا بسيطة - لكنها عظيمة
كانت شجرة الفستق الحلبي ضخمة ورائعة كنا نجلس تحتها ونستظل بظلها – وناكل من ثمارها – واحيانا كنا ناخذ حصص تحتها – كانت رائعة – وارفة الظلال – وكنا ناكل النجاص – الاجاص – هكذا كان يسمى – المجفف طعمه لا يزال عالق بذاكرتي
ساق الله ع ايام زمان
نوفمبر 12th, 2012 at 9:02 ص
كانت الحديقة مستطيلة الشكل تحاط بشجر اللزاب والسرو وعليها وضع شيك ما الاسلاك ذات الاشواك وبداخلها بعض المباني ولها باب من الجهة الشمالية
وكان بها شجرة فستق حلبي ضخمة ورائعة وورافة الظلال كنا ناكل من ثمرها نتفيئ تحت ظلالها واحيانا ناخذ الحصص تحتحها في ظل نسيم عليل
عندما تم اتخاذ القرار المجنون والمتهور والغبي باجتثاث وتدمير الحديقة تدخل العديد من العقلاء لمنع ذلك - ولكن هيهيات فقد تغلبت قوى الشر والكفر وانتصرت وتم ما تم - في ليلة ما بيها ضو قمر - بكيناها بحرقة والم وذرفنا عليها الدموع - وكان احاسسنا ان عزيزا قد غيبة القدر - هذا هو زمان العهر والله المستعان -
كان يوزع علينا في حصص الزراعة العملي قطع بحجم 3 امتار ب 3 امتار كنا نقوم بزراعتها بمختلف الخضار مثل الفجل والخس والسبانخ والبصل واحيانا الجزر
وكنا نتبارى في الاهتمام بها واخراجها باحسن صورة
كنا نحضر لها الزبل بالشوالات على ظهر الحمير من بابور الطحين - بابور ابو غيث - في نهاية الحارة التحتا
كان في نهاية الفصل يتم اختيار افضل قطعة مزروعة واذكر ان سعد حرب قد فاز بالمرتبة الاولى وابراهيم حسين الصالح بني ياسين بالمرتبة الثانية والسبب كثرة ما احضروا من الزبل الطبيعي لقطعتيهما
في احدى المرات ترجيت سعد حرب ان يمنحني قليلا من الزبل – فرفض رفضا قاطعا وقال لي يا اخي دبر نفسك –
كان مديرنا واستاذنا العملاق كمال اخودعسا يشرف ايضا على الحديقة فقد كان ديناميكا وعملاني – شعلة من النشاط والحيوية – كان دائب الحركة يراقب ويتابع كل صغيرة وكبيرة في المدرسة وفي الحديقة ايضا – كنت احترمة واحبه واجله كوالدي – كان طيب القلب مخلص متفاني في عملة – لا يكل ولا يمل – ظريف وصاحب نكتة ويحب الدعابة
لا اريد ان اطيل في كيل المديح لهذا العملاق فالاهرامات كاستاذنا العظيم ابو محمد ليست بحاجة لابواق مثلي للترويج لها
وساق الله ع ايام زمان
نوفمبر 12th, 2012 at 9:26 ص
عندي ملاحظة بسيطة
هو انني في تعليقاتي قد لا استخدم الالقاب للاشخاص زي الدكتور فلان او المهندس علان عندما يتم ذكر شخص ما
وهذا ليس انتقاص منهم - معاذ الله - بل هو تعظيم لهم فقد نادى الله انبياءه باسماءهم فقال : طه وعيس وموسى- ولله المثل الاعلى - وكنى اعداءة بابي جهل وغيرة
وارى ان اعظم شئ للاحترام ان تدعو الانسان باسمه المجرد
هذا ما اردت ان اوضحة -
وسقى الله ع ايام زمان
نوفمبر 12th, 2012 at 9:41 ص
كانت مادة الزراعة كما اسلفنا تدرس في المرحلة الاعدادية وربما كانت من امتع المواضيع التي كنا قد درسناها -واعتقد ان السبب بيسط ولعدة اسباب انها تخرج عن المالوف والحشو وبها جانب عملي نستطيع الانعتاق من جو الصف والطاولات ناهيك عن انها تلامس حياتنا فقد تعلمت منها اشياء لا زلت امارسها حتى يومنا هذا - كمثال عى ذلك تطعيم الاشجار - بالقلم - كنا مبهورين بالحديقة عندما تمكن احدنا من ان يطبق فكرة التطعيم وبالتالي يعمل شجرة حمضيات تنتج ع كل غصن نوع مختلف من الحمضيات - برتقال - ليمون - مندلينا
كان منهاج الزراعة غنيا جدا ويحفل بكل مواضيع الزراعة
الشئ بالشئ يذكر - اتذكر - انه كان بالجهة المقابلة لباب الحديقة من جهة الشمال - قطعة ارض فاضية - بالشتوية تمتلئ بمياه الامطار وتصبح بركة -
المهم انه في تلك القطعة كانت وزارة الزراعة تعلن من خلال سماعة المسجد انه اليوم سوف تقوم بعد المغرب سيارة - تحمل سينما - ببث فليم مثلا عن امراض الزيتون وكيفية مكافحتها
كانت بالليل تتوقف الشاحنه - التي تحمل سينما هناك - ويتم تركيب لوحة ضخمة - كشاشة يتم عرض المادة الفلمية عليها وكان يحضر معظم اهالي البلد نساء واطفال وكبارا لمشاهدة ذلك الفلم
- شو يا اخوانا - زمان كان كل شئ متطور الف مرة اكثر من اليوم
وسقى الله ع ايام زمان
نوفمبر 12th, 2012 at 1:25 م
” المهم انه في تلك القطعة كانت وزارة الزراعة تعلن من خلال سماعة المسجد انه اليوم سوف تقوم بعد المغرب سيارة - تحمل سينما - ببث فليم مثلا عن امراض الزيتون وكيفية مكافحتها
كانت بالليل تتوقف الشاحنه - التي تحمل سينما هناك - ويتم تركيب لوحة ضخمة - كشاشة يتم عرض المادة الفلمية عليها وكان يحضر معظم اهالي البلد نساء واطفال وكبارا لمشاهدة ذلك الفلم”
معلومه قيمه وجديده اشكرك ابا اسامه فستبقى الرافد الحقيقي لكل ما هو جميل
نوفمبر 12th, 2012 at 1:27 م
المشكله انه لما التحقت بالاول اعدادي اخذنا منهاج الزراعه او شهرين ثم التغي المنهاج والتغت الحديقه ودورها كطلاب وبقيت ملاذا لنا في الحر والشمس ولقطف اللزاب
نوفمبر 12th, 2012 at 1:30 م
اخي وليد لايسعني الا ان اقول اشكرك فهذا السرد لاجمل ايام العمر لما كان للعمر معنى
نوفمبر 12th, 2012 at 4:53 م
بالفعل كانت المدارس لها حدائق للنزهات والقعدات ثم ازيلت وبنوا فيها عمارات
ضيقوا علينا الله يضيقها عليهم
صاحب المدونه لك الشكر على هذه الكنوز الجميله
ابن البلد
انت موسوعة للعصر الماضي
ابو اسامه يعطيك العافيه على مجهودك المشكور
جزاكم الله كل خير على شغلكوا الكبير
نوفمبر 12th, 2012 at 4:59 م
إخوتي الأعزاء سلام الله عليكم
أشكر الأخوين عمر المدني وأبو أسامة وبقية المعلقين
الحديقة في ذاكرتنا إرتبطت بالاستاذ عبد الرحمن جرادات وبكتب التعليم الزراعي للصفوف الإعدادية الثلاثة , بقدر ما أحببنا ذلك الأستاذ , لغزارة علمه ومحبته الغير عادية للزراعة وأسلوبه الممزوج بين النظري والعملي , أحببنا الزراعة لدرجة أنني عندما ذهبت إلى الجامعة الاردنية للتسجيل إخترت تخصص الزراعة من أوائل التخصصات وليتني درسته , ولكن القدر أحيانا” هو من يقرر.
أقول مرة أخرى بأنني كنت أحفض كثب الزراعة بكل ما فيها من تفاصيل ودقائق , ولا أبالغ إذا قلت لكم بأنه وبما علق في ذهني من معلومات , أستطيع الآن أن أربي خمسة رؤوس من الماعز وأن أرعاها وأعالجها إذا مرضت وربما أحلبها إذا ما أعطيت قليلا” من التوجيهات, أو أن أزرع البطاطا و الزهرة , وأقلم الأشجار. كانت كتب التعليم الزراعي وقتها موسوعة بحد ذاتها , كانت تحتوي على كل ما يخص الزراعة , حتى أنها تطرقت إلى الحديث عن الأرجنتين والأبقار اللاحمة فيها وأثارت وقتها شهيتنا خصوصا” وأن حصص الزراعة كانت متأخرة بالعادة , ويكون الجوع قد بدأ يطرق بطوننا . إن إلغاء كتب الزراعة من المدارس كان أكثر القرارات تخبطا” بتاريخ وزارة التربية والتعليم , ولو تم حذف الرياضيات لكان عندي أهون , وإني في هذا المكان لأشاطر الأخ محمد كساسبه حزنه العميق على إلغاء تلك الكتب القيمة.
بالصف كانت عيوننا تتابع أحد أهم السجلات بيد الأستاذ عبد الرحمن , وكان أفضل طلاب الصف يطمح أن يدون اسمه في ذلك السجل , إنه دفتر (96) الأزرق وقد كتب عليه بخط عريض ( دفتر الزبل) , كنت مع خالد العطروز في نفس المقعد وقد أغشي عليه من الضحك بعد أن شاهدنا الدفتر لأول مرة , ثم مع الأيام تعودنا عليه وكنا نتسابق لإحضار الزبل للحديقة لنحضى بالعلامات , وبسبب علاقتي الجيدة مع سعد أباح لي بأهم الاسرار وقتها وهو أن زبل الحمام هو الافضل بين أنواع الزبل ويبدو أن هذا ما جعل قطعته تفوز بمسابقة أفضل قطعة بالمدرسة , وقد أعطاني ذات مرة بعضا” منه بعد أن اصطحبني معه إلى الدار.
كنت قد حصلت في ذلك العام على الأول في الصف, أما علامتي بالزراعة فكانت 99 ولا أزال حتى اليوم أحتفظ بشهادة الثالث الإعدادي والتي تعتبر واحدة من أهم مقتنياتي.
نوفمبر 12th, 2012 at 5:15 م
الله الله عليك يا ابن البلد
الله الله على التفاصيل الصغيره والجميله
الله الله على نذكرك الدفتر
وشهادتك التي معك الى الان
زمان اول حول وراح وجاءا زمن والله ما هو حلو ولا جميل
الاخ ابو اسامه ما قصر واضاف اشياء كثيره جميله ورائعه للمقاله
فعلا ان الاخ عمر والاخ ابن البلد والاخ ابو اسامه اشخاص يستحقون الاحترام والتقدير
لكم احتراماتي
نوفمبر 12th, 2012 at 9:56 م
بامانة كلام رائع وتعليقات اروع , الشكر موصول لكم جميعا ,,,, ما ابلغ الوصف التالي “لا اعلام كاذب ولا تصوير مخادع ولا كامرات عاهرة ولا نفاق ودجل وبهرجات فارغة اعادتنا الالاف السنين الى الوراء !!!!!!!!!”
نوفمبر 12th, 2012 at 11:55 م
كان سحر الحديقة الأخاذ هو من يدفعنا للتوسل إلى معلمينا بأخذ الحصص هناك , خصوصا” المواد الأدبية أو التي لا يتطلب درسها في تلك اللحظة الكتابة على اللوح , كان عماد الجبر هو من يتكفل بذلك بالعادة , مع مباركة ورجاء جماعي من الصف , بعض المعلمين كان يوافق والبعض الآخر يرفض , كنا نحسد الصف الآخر لأن معلمهم يأخذهم بالعادة إلى هناك , ولا يفوت هؤلاء أن يلتفتوا إلينا أثناء خروجهم بالطابور نحو الحديقة ونحن بالصف ويختلسوا من الإشارات والإيماءات والنظرات المملوئة بالسعادة من أجل أن يغيضوننا , وغالبا” ما كانوا ينجحون في ذلك .
كان محمد جميل العباس يحظى بمكانة خاصة لدى أستاذ الإجتماعيات طيب الذكر علي أبو نبهان , نظرا” لنشاطه واجتهاده في الحصة ,- وقد كان يشرح بعض الحصص بالنيابة عن الأستاذ- وعندما يطلب من الأستاذ أن يأخذنا , كان يتمنع بالبداية ثم يقول وهو يبتسم : يالله بس ولا صوت . نذهب ونحن في منتهى المسؤلية والإحترام له , أحيانا” كان يعرج بنا نحو مثلث السمط , أذكر ذلك في أيام الشتاء والربيع , كانت المنطقة خالية وكان الشارع الرئيسي وقتها لا يتعدى الثلاثة أمتار , وباتجاة الشمال نسير برفقته وعلى جانبي الطريق معاصر الماء الممتلئة بعد يوم ماطر من أيام أواخر الشتاء , وصدقوني أن آلاف الطيور من مختلف الأنواع كانت تغطي سماءنا طوال العام وهي ترفرف من حولنا اينما ذهبنا وأينما حللنا , لم تكن هناك حركة تذكر للسيارات , المنطقة هادئة , الهواء نقي , والرؤيا واضحة لعدم وجود التلوث بالهواء, والربيع يملأ المكان , ثم نعود إلى الصف وقد أخذنا دفعة معنوية كبرى إستعدادا” ليوم جديد , وهنا لا يفوتنا أن ننظر إلى طلاب الصفوف الجالسين في غرفهم , ونقوم بالإيحاءات ذاتها لإغاضتهم وكأننا عدنا للتو من رحلة إلى بلاد أخرى, والآن اتذكر وأجزم أن رحلة المشي مع الأستاذ وقتها هي أجمل من رحلة حقيقية نقوم بها هذه الأيام إلى جزر الكناري … رحم الله أيام زمان
نوفمبر 13th, 2012 at 11:05 ص
احسد الاخ ابو اسامة والاخ وليد على هذه الذاكرة الفذة وليس فقط حسد بل انا مبهوربتلك الذاكرة لله دركما لقد تفوقتما على صاحب المدونة فقط اصبحنا ننتظر التعليق اكثر من الموضوع الاساسي ارجو من الاخ عمر ان لا يعتب علينا فهو الاساس
ولكن بنظرة سريعة الى جيل اليوم وبعد مضي شهر على بداية الدوام تسأله من يدرسك الرياضيات يقول هاه والله مابدري شوه اسمه كانه باسم اومجدي والله مني متذكر بكره بسال عنه وفي اليوم التالي تكرر السؤال فيقول والله انسيت اسال شوه بدي منه شوه مكان اسمه يكون انا بدي اناسبه وكذلك بقيت المدرسين للمواد الاخرى
ولكن يعرف ايميله وعنوانه على الفيس بوك
نوفمبر 13th, 2012 at 11:18 ص
أخي وعزيزي وليد
وانا اقراء تعليقاتك وملاحظاتك بكل هذه التفاصيل الدقيقة أهرع الى القاموس المحيط للفيروز ابادي كي ابحث عن وصف يليق بك ولكنني في كل مره اقولها وللامانه افشل في ذلك
حماك الله وحفظ لك هذه الذاكرة المتقدة بكل تفاصيل الماضي الجميل
اتمنى من الاخ عمر ان تكون احدى مقالاته القادمة عن حفلات السمر في المدارس التي كانت تقام في الغالب في نهاية العام الدراسي
وسقى الله ع ايام زمان
نوفمبر 13th, 2012 at 12:11 م
الحديث عن الحديقة ذو شجون , إن مجرد فكرة سقاية أشجارها من نسوة البلد الأوائل يستحق أن ننشأ للحدث مدونة , إلى جداتنا وأمهاتنا الرحمة وأطال الله في عمر من بقي منهن حتى الآن , إلى ” أم سعيد ” الرحمة , كنت أذهب وأنا صغير اليهم مع أبناء أخوالي بحكم النسب , كانت هذه المرأة رحمها الله من أروع ومن أطيب ما عرفت , وقد عمرت حتى المئة , وتمتعت إلى آخر أيام عمرها بكامل صحتها وذاكرتها . إنني وإذ أكتب هذه الكلمات البسيطة التي جالت في خاطري الآن , فهي ليست إلا مساهمة متواضعة أضعها على صرح سأصنعه في ذاكرتي لكل امرأة ساهمت وجاهدت لتبني لنا صرحا” , لكل من احتطبت على ظهرها من شجر جفين وبرقش لتدرأ عن الغاليين برد الشتاء , أو لتنضج رغيفا” يقتاتون به بقية النهار, لكل من عبأت سطل ماء من عين دير أبي سعيد على رأسها لتروي به ظمأ الصغار , لكل من طينت بأيديها قبل أن يحل الشتاء جدران و سقف االدار , لكل من سهرت الليالي ليكمل ولدها المشوار , لكل من زرعت وحصدت ورجدت وربت الدجاج والحبش والأرانب والغنم والأبقار. كم أنتن رائعات يا جداتنا وأمهاتنا , كم أنتن كبار !
كان عيد الشجرة في السابق عيدا” وطنيا” بكل ما تحمله الكلمة من معنى , في الخامس عشر من كانون الثاني من كل عام , كانت الأنظار تتجه نحو دار أبو جمال (محمد الجبر المفلح الشريدة) حيث الزراعة القديمة قد استأجرت مبناها هناك , أذكر أن ذلك اليوم كان عطلة رسمية , كنا نتوجه لنحضر أشجار السرو واللزاب مجانا” لنزرعها أينما نشاء , ثم تجرى إحتفالات رسمية لزراعة الأشجار على أعلى المستويات .ذهبت ذات مرة مع إخوتي وأحضرت عددا” من أشجار السرو وزرعتها في حاكورة الدار الخلفية , وما هي إلا سنوات قليلة وإذا بها تناطح السماء , كم كان سروري عظيما” بعد أن كبرت وكبرت معي الأشجار , والله كنت دائم النظر إليها وأحبها لأنني أنا من زرعتها , ثم كان ما كان , أقتلعت بعد أن أفتتح شارع من هناك. وبعد حين تم إلغاء العطلة التي كانت مخصصة ليوم الشجرة وأصبحنا نذكر ذلك اليوم على استحياء ,وتم إلغاء كتب التعليم الزراعي , ثم قضي على زراعة القمح وأستبدلت سهول دير أبي سعيد الغربية ومناطق زراعة القمح فيها بزراعات أخرى لأنها أكثر جدوى كالبصل والبازيلا والباميا, وعلى كل حال فنحن أرحم من غيرنا فسهول إربد زرعت بدل القمح بالدخان , أي مسخرة هذه لا أدري !
إلى كل من يهمه أمر هذا البلد , لنعمل جميعا” للعودة إلى الزراعة فهي منقذنا بعد الله , أعيدي يا وزارة التربية كتب التعليم الزراعي إلى المدارس , فالرجوع عن الذنب فضيلة.
إلى اللقاء أن شاء الله
نوفمبر 13th, 2012 at 12:11 م
عزيزي مجهول
أشكر لك هذا الاطراء الجميل
انني اتفق معك في كل ما ذهبت اليه عن جيل اليوم
ولي في ذلك تفسير بسيط وهو
ان الماضي كان جميلا ورائعا بكل ما فيه حتى مكابدة الفقر والعوز والحرمان وقلة الحيلة كان فيه متعة حقيقية
لان كل الاشياء كانت نقية طاهرة تمشي على الفطرة وغير ملوثة
عندما اتذكر اجدادي العظماء وهم كل رجالات دير ابي سعيد القدماء وبدون استثناء- ابو الخراف، ابو رفيفان ،العماوي ، الحشوة ، صالح الخليل ، المختار ابو علي -حسن العلي ، المختار ابو احمد = محمود الحسين الرشدان ، علي العربي وغيرهم الكثير الكثير احار بهم وفي اخلاقهم في طيبتهم وفي وفي في ——- ماذا اقول وماذا اترك
لذلك حفر كل شئ في الذاكرة وط