الحديقة(حديقة مدرسة عطروز)..عمر المدني(الرشدان)…دير ابي سعيد

الحديقة(حديقة مدرسة عطروز)..عمر المدني(الرشدان)…دير ابي سعيد

كتبهاعمر المدني ، في 11 تشرين الثاني 2012 الساعة: 12:54 م

 

 

 

 

الحديقة(حديقة مدرسة عطروز)

 alt

كلما دسست انفي بين جلسات اخوتي واصدقائهم وهم يتحدثون عن احواضها وشجرها ودجاجها زادني الشوق وجرفني الفضول لرؤيتها.

وبعد ان افرج عني من مدرسة(ام جمال الملاح) ونزحت الى مدرسة عطروز كانت الى يسارنا……. بدأ الشوق الدفين يترطب برؤيتها والفضول يترنم بمغازلتها.

الى الوجه الغربي من مدرسة عطروز الضاربة في القدم كانت الحديقة المدرسيه….مستطيلة الشكل…. طويلة كالطموح …محروسة باشجار اللزاب الباسقة كمردة الليل (جمع مارد)  تشهد على تاريخ طويل كتبه اناس مروا من هنا.

في تلك الايام كانت مادة الزراعه احدى مناهج المرحلة الاعدادية وكان هذا يتطلب وجود ميدان تطبيقي لهذه الدروس الزراعيه الجافه فجاءت الحديقة تفسيرا وتاويلا لايات مادة الزراعة الصماء.

في اول وطاة قدم على ظهرها ابهرتني احواضها الكثيرة المقسمه باتقان المخضره بشتى انواع الخضروات . كنا نريد ان نلتهم كل صفحات كتابها دفعة واحده لنفهم هذا النسغ الجديد الى عالمنا.

بصحبة معلم الزراعه تم التعرف على معالمها ومفاتنها ثم منحنا احواضا نملكها طول العام ولنا زراعتها بالخضرة المناسبه نختارها من قائمة طويله بارشاد من مدرسنا.

الاستاذ كمال اخو دعسه كمدير للمدرسه كان لايحبذ الجلوس خلف الطاوله بقدر ما ان يكون في الميدان….كان ينزع الى الاشراف على توزيع المياه وكان بنفسه يروي بعض الاحواض الذابلة لبعض الكسالى.

اقتطع لي حوضا كما اذكر وبذرته بالسبانخ ورويته بالتعب والحب فقام اخضرا زف الفرح الى قلبي يومها………………..ما اجمل تلك الايام !

الى الجهة الشمالية من الحديقة انتصبت غرف مربعة الشكل رمادية اللون وعند السؤال عرفنا انها لتربية الارانب والدجاج……..اي حلم نحن به ؟!

كان المرحوم ابو عماد دمج مديرا فنيا للحديقة يحرسها ويرعاها كانها جزء من ملكه…………….يا الله حتى الرجال يختلفون وقتئذ !

في الحديقة تعلمنا حب الارض ………………..عشقنا رائحة التعب المجبول بالتراب………………… تمرسنا على قراءة الفصول بحكمة……. شدّت من حبال صداقتنا كفلاحين صغار.

كيف كنا نعود بعد المدرسه نحمل زبلا نرشه على احواضنا ….كيف نقضي ساعات العصاري ونحن ننظفها من الاعشاب ونعزقها من الحجارة ؟!!!!

كان منهاج الزراعه قيما غتيا مفيدا ونحن نقف على اول دروس حب الارض وعندما اكتشفت وزارتنا الموقرة هذا العشق الممنوع بين فطرتنا والارض  الغت المنهاج واستبدلته بمنهاج مهني يقدم كل شيء الا تعلم المهن.

اضحت الحديقة يبابا جافة كقلوب بعض القساة…… ردمت الغرف انقاضا على ريش دجاج ووبر ارانب كانت تملأ الدنيا حياة ذات يوم.

ولم تكتفي وزارتنا بحز ذبيحتها بل قامت على التمثيل بها بعدما فارقت الحياة فاقامت بنايات للمدارس وقاعات اجتماعات نفاق على ارضها لتعلن بملء فيها دون حرج او خجل بانها اجهزت على كل معقل من معاقل الفرح.

لم بحدث هذا ؟ اهو الجهل ؟ ام الغباء ؟

ام حاقدون يقطعون كل معابر الفرح؟!!!!!!!!!!!

.

تمت

عمر المدني

صباح الخميس/ 25/10/2012

  1. للنذكير اخ عمر كان من معلمي مادة الزراعة معلم من الضفة الغربية اسمه عبد الرحمن جردات واتمثله وهو أمامي الان في الحديقة التي ذكرت يعلمنا أبجديات الزراعة ونحن في منتهى الشوق لدرسه
    ايضا اذكر ان المنتوج الفائض من المحاصيل كان يسوق الى المجتمع المحلي وكأني أرى الان عربات المواطنين ملىءبمادة البطاطا وبسعر بخس تخرج من تلك الحديقة وكان جزءا من المبيع يوزع على طلاب المدرسة تشجيعا وتحفيزا لهم ان الارض أمنا بلا منازع
    أيام الحديقة جميلة ولا يمكن نسيانها من سفر الذكريات العطرة ولا وجه مقارنة بينها وبين مدارسنا الان
    كمال اخو دعسه مثال للمدير النشيط وكان قلبه متعلقا بالحديقة المدرسية وتراه متواجدا فيها خلال ساعات الدوام وبعدها اي تفان واي عطاء كان يحمله أولئك النفر من الرجال حينما نراهم الان نتذكر مقولة نسيت قائلها على هذه الارض ما يستحق الحياة
    لا يسعني في هذا المقام الا أن أشكر صاحب هذه المدونة الاخ عمر وابو اسامة في عمان ( بضم العين) وابن البلد الذي نحمد الله ان بان عن نفسه وبدد الشكوك التي كان يظنها بعض القراء عن ابن البلد الحقيقي فيذهبون بعيدين عنه
    واسف ان نسيت ذكر بعض القراء المعلقين فلهم جميعا كل الاحترام والتقدير

  2. altمحمد الكساسبه قال:

    لما لغو كتاب الزراعه بطل الواحد يعرف متى ينزرع القمح والشعير والباميا
    حتى الارض بطل يحبها
    جابو منهاج مهني مقرف زي صباحاتهم

    لك كل الشكر يا اصيل

  3. altابن البلد قال:

    السلام عليكم…
    ما من خطيئة ارتكبت بحق هذه البلدة وناسها الطيبين أكثر من إزالة زيتونة السوق الرومية وسط البلد, وتدمير الحديقة , واجتثاث شجرة الزنزلخت الشاهقة إلى الجنوب من الجامع القديم , وتحطيم بد الزيتون بالحارة التحتى. وبما أن الحديث ينصب الآن عن الحديقة فأقول أنه لن ينفع الندم أو التبرير , فكان بالإمكان بناء أكوام الإسمنت هذه في غير ذلك المكان الذي شهد فرحنا ومرحنا ولعبنا وتعلمنا وشقاوتنا , منها أكلنا الفستق الحلبي والإجاص المجفف, وتبارينا لإسقاط اللزاب والتهامه بالحلة من شجرها ,في أرضها زرعنا قطعا صغيرة بأيدينا , اعتنينا بها ورعيناها , وقطعنا من المسافات ما قطعنا نبحث عن الزبل البلدي لتربتها حتى اخضرت ثم ذهبنا بمنتوجها ذات مرة فرحين إلى أهلنا , فيها مارسنا عبثنا , فمن شيكها قطعنا, لنصنع عربات الأسلاك لنسوقها بحاراتنا, وأفخاخا” لقنابير الميسر والمراغة, وسودات الجرد والقبيطي , ودويريات قاع الدار !! , في الجهة الجنوبية الغربية منها تدربنا على تمثيلية ” إسلام عمر” لنعرضها لاحقا” في حفلة السمر بالمدرسة الفوقا كما كان الأمر يحدث في إحدى ليالي الصيف من كل عام.

    كم كانت الفرحة تغمرنا ونحن ننطلق اليها في حصة الزراعة مع أستاذنا الحبيب طيب الذكر عبد الرحمن جرادات , أذكره وهو يطبق لنا ما كنا قد تعلمناه من دروس نظرية في الحصة السابقة من منهاج التعليم الزراعي . أذكره مثلا” وهو يشرح لنا طريقة تحضير الأرض لزراعة الكوسا , كان مخلصا” في عمله , محبا” للزراعة , عاشقا” للأرض , لهذا أحببناه وتعلقنا به. أذكر شتلات الخس ونبات الفجل ورؤوس الزهرة البيضاء كبياض قلوبنا وقتها.

    كان الأستاذ الكبير- أطال الله في عمره- كمال أخو دعسا مدير المدرسة دائم التواجد هناك , يعطي توجيها” من هنا , ويروي بيده حوضا” من هناك , ويعاقب طالبا” تناهى إلى سمعه قطعه سلكا” من الشيك في اليوم السابق , كان دائم الحب للحديقة ولعمله ولطلبته , كنا نحبه كثيرا” ولا زلنا وسنبقى , وأراهن أن الجميع كذلك .. وفي هذا المكان لا يسعني إلا أن أتوجه بكل معاني الحب والوفاء والعرفان إلى معلمي الأوائل الأفاضل واللذين لن أنساهم حتى الممات. من المعلمين من كان يعطي بعض حصصه هناك وبالأخص بعض معلمي المواد الأدبية.

    عندما كنت صغيرا” ولم أدخل المدرسة بعد , كنت آتي إلى دير أبي سعيد مع أهلي من الزرقاء حيث كنا نسكن هناك, كنت أسمع أمي وعمتي وغيرهما يقولون وقت المساء , لنذهب إلى الحديقة ومنهم من كان يطلق عليها ” الجنينة ” وكنت لم أرها بعد , أتحدث هنا عن المرة الأولى التي ذهبت بها أواسط الستينيات , المنطقة هادئة , لا ضجيج ولا تلوث ولا فوضى كأيامنا هذه , أذكر نسيم الصيف المنعش وقتها ا وقد تخلل الأشجار , ربما يمر يوم كامل لا نسمع فيه صوت خمس سيارات , تلك الأيام التي مضت هي من أيام الذكرى فقط , وليت الزمن توقف أو أن الحياة القديمة لم تتغير , ولكن لم يحدث هذا ولا ذاك. تكررت زياراتنا للحديقة كلما أتيت إلى دير أبي سعيد ولم تنقطع إلا بعد عام 1967م بعد أن عدنا للإستقرار هنا. أتذكر تلك الأيام المريرة التي عاشتها البلاد , أيام القصف الجوي وقصف الصواريخ . أيام المغر والملاجيء, ايام الخوف , لقد كان الصمود الذي سطره أهلنا على قلة إمكانياتهم وقتها, تحلقا” حقيقيا” في سماء البطولة ,ومساهمة كبرى في معركة الدفاع عن الوطن, سيبقى حديث الناس إلى الأبد.

    كانت الحديقة يومها وارفة الظلال , تحيط بها من كل جانب أشجار الصنوبر الشاهقة- سقط بعضها أوائل السبعينيات إثر رياح ليلية عاصفة- لم أشهد مثيلا” لها من قبل-.وكانت أرضها خصبة , إضافة للرعاية الإستثنائية التي حضيت بها من قبل الأستاذ عبد الرحمن وقبله الأستاذ عبد الحليم , وقد أنشأ في وقت سابق غرفتين , إحداهما للحارس ثم فتح بها عيادة للجيش لمدة قصيرة إبان حرب الإستنزاف , وذهبت إليها للعلاج ذات مرة بعد أن أصبت أثناء لعبي بملعب محمد الحمد القديم. وهناك غرفة أخرى كان يتم تأمين أدوات العمل بها , مقابل هاتين الغرفتين من الجنوب , كانت تنتصب شجرة الفستق الحلبي التي طالما استظللنا بظلها الوارف , وكانت بعض الممرات تتخلل أحواض الورد التي زرعت هنا وهناك. أحضر الأستاذ عبد الرحمن أنواعا” من دجاج الجهورن الأبيض والأحمر وأرانب الفلاندر والشنشيلا , أذكر أرنب الفلاندر الضخم ذو اللون العسلي وهو يحمله الأستاذ بين يديه ليعلمنا طريقة الحمل الصحيحة, وهي وضع إحدى اليدين في منطقة التقاء الساقين مع الذنب , بينما تكون اليد الأخرى قد أمسكت بشكل جيد بأذني الأرنب.

    ذات مرة بغرفة الصف أحضر لنا نبتة من البصل زرعت في وقت سابق , وكان الهدف من إحضارها هو أن يرينا كيف أن النبات في مراحله الأولى يتغذى على عناصرة الذاتية قبل أن تتركز جذوره بالأرض ويبدأ بالتغذية من التربة , وبعد اقتلاع نبتة البصل , ظهر لنا للوهلة الأولى أن القشرة لا تزال تحتفظ بمكوناتها الأصلية , أي أن البصلة توحي من حيث الشكل بأنها سليمة , وسألنا فقلنا له لا تزال سليمة , فطلب منا الإقتراب من إحدى المقاعد حوله , وضغط على البصلة أمامنا فإذا هي فارغة من الداخل , وما كان من أحد الطلبة وبشكل مفاجيْ أن صرخ بأعلى صوته : يا الله ! ويبدو أن الأستاذ قد استجفل من ذلك فرد عليه بغضب وبأعلى صوته أيضا” : الله يسخطك , فضحكنا بشدة , ولا زلنا نتذكر تلك الحادثة ونذكر بعضنا بها, وهي واحدة من عشرات قصص مدرسة عطروز القديمة الحبيبة.

    أذكر أن هناك شجرتين ضخمتين من السرو كانتا تنتصبان مقابل مدرستنا , وتبعدان نحو ثلاثة أمتار عن صف شجر الصنوبر الذي يشكل السياج الرئيسي من الشرق , وقد تم اقتلاعهما بعد توسعة الشارع الرئيسي . تحت هاتين الشجرتين كان معلموا المدرسة ينتظرون بالعادة سيارات ال190 لتعود بهم إلى إربد, وكان بعضهم ينخرط بالحديث بشؤون الساعة وقتها, أذكر ذات مرة أنني اقتربت منهم وكان مدير المدرسة الفوقا (العطار) في جدال مع آخر حول جدوى إرسال الرئيس جمال عبدالناصر قوات إلى اليمن في أواسط الستينيات إبان الحرب الأهلية التي كانت تشهدها البلاد آنذاك. كان بائعوا البوظة والسحلب والكرابيج والهريسة( أذكر منهم أبو باير) والرمان الحلاوي( من جديتا ) يقفون , وعرباية سانويش أبو علي كذلك , إلا انه انتقل إلى التلة الواقعة في الجهة الجنوبية من المدرسة , وبقي هناك.

    علمت أن أرض الحديقة بالأصل – قبل أن يتم إستملاكها – كانت تعود إلى المرحوم سعادة الحداد والد جورجي وتركي الحداد , وكان من ملاكي البلد وقتها حيث كان له أيضا” أراضي بالسهل الغربي إضافة لقطعة أرض كبيرة من ضمنها منطقة البنك الإسلامي حاليا” وتمتد شرقا” حتى المدرسة الثانوية .

    أعتذر ان كنت قد أطلت الحديث , لكن في بعض الأحيان يصعب اجتزاء اجزاءا” منه , ويبقى الماضي ذكريات تمر أحيانا” ويطويها النسيان في أحايين أكثر .

  4. altمحمد احمد ملحم قال:

    اولا كل الشكر للاستاذ عمر على هذه المدونه التي تعرفت عليها كما قلت جديدا وعرفتني على امور جديدة لم اكن اعرفها
    وهنا لابد من ذكر ابن البلد الذي قرات تعليقه مرتين كم هو ممتع وجذاب وكلماته اضافت معلومات قيمه للمقال

    بالامس قرات تعليق ابو اسامه وكان رائعا جدا فعلمت ان ابن البلد وابو اسامه وجهين لعمله واحده ووجودهما ضروري لزيادة المعرفه والعلم
    بارك الله بكم جميعا

  5. altابن البلد قال:

    شكرا” لك أخ محمد ملحم من القلب , ومن باب إفراد هذه الأبواب للتعليقات لا يتم أحيانا” الرد على بعض الإخوة ليس تجاهلا” , بل كما قلت منعا” من زيادة عدد التعليقات حتى يتم التركيز على ما يكتبه المعلقون بخصوص موضوع المقال, أنا وأبو أسامة أبناء صف وكان لنا زملاء في الصف من جديتا : محمد صالح الغشمري , محمد حسين , منير ملحم , تحياتي لهم جميعا

  6. altأبو أسامه قال:

    اولا اشكر الاخ عمر على سرعة الاستجابة لطلبي بالكتابة عن الحديقة
    للحديث عن الحديقة شؤؤون وشجون
    كانت حديقة المدرسة رئة ديرابي سعيد والمتنفس الوحيد لنا نحن طلاب مدرسة عطروز الاعدادية
    لا اعرف ما اقول وماذا اكتب فالاخ وليد لم يترك لي شئ - ما شاء الله عليه - ولكنني ساحاول ان اكتب شئيا
    اولا الحديقة زرعت من قبل طلاب المدرسة ايام الثلاثينات او الاربعيعينات كما اخبرتني المرحومة جدتي - عريفة المحمود العيده - فقد اخبرتني ذات مرة انها ومجموعة من نسوة البلد كنا مسؤولات عن سقاية اشجار الحديقة عند بداية زراعتها - ولكن كيف تم ذلك كيف ؟؟؟
    قالت لي لما كان خالك سعيد طالب بالمدرسة امرهم المدير وكذلك الاساتذة بانه يجب على كل ام طالب ان تحضر اسبوعيا وتسقي هذه الاشجار - كيف - قالت لي جدتي كنا نحضر لها الماء من العين اللي غرب السمجد الكبير بسطول تحمل على رؤؤسهن لغاية الحديقة - وبقي ذلك الامر حتى تم الاطمئنان الى ان الاشجار لم تعد بحاجة الى السقاية
    اي اناس ذلك القوم ؟؟؟
    من اي طينة جبلو ؟؟؟؟
    لا اعلام كاذب ولا تصوير مخادع ولا كامرات عاهرة ولا نفاق ودجل وبهرجات فارغة اعادتنا الالاف السنين الى الوراء !!!!!!!!!
    كان حب الوطن اولا واخيرا عمل وعمل فقط يرافقة الصمت والشكر لله على كل شئ - فلم يبخل عليهم المولى براحة البال والسعادة والرضى والنوم الهانئ الطويل التي نحلم الان ان ننال ولو جزء بسيط منها - ولكن هيهات - فهذا هو زمان العهر ؟؟؟؟؟
    وللحديث بقية
    ساق الله ع ايام زمان

  7. altأبو أسامه قال:

    كانت مادة الزراعة ( نظري بالصف وعملي تطبيق بالحديقة ) تدرس لصفوف الاعدادي ( اول ثاني ثالث ) اعدادي من قبل الاستاذ الفاضل الرائع عبدالرحمن جراردات وهو فلسطيني من طولكرم – خريج معهد خضوري في طولكرم – الان تحول الى جامعة باسم جامعة فلسطين التقنية – وهذا المعهد من اشهر مراكز العلم والبحث في العالم العربي في مجال الزراعة وبلا منازع – فقد خرج علماء افذاذ في مجال الزراعة – كان يعرف كل شئ عن الزراعة وكان يسكن عند دار احمد الحسين الرفاعي بالحارة الفوقا – كان مخلص في عملة واتمنى في ايامنا هذه ان يكون واحد مخلص في عمله 1 على مئة من ذلك الفذ – ولول حدث هذا فسوف نكون بالف خير – ولكن مستحيل
    وكانت حصص العملي غالبا تكون اخر الحصص واحيانا بعد الرجعة – كان نظام الرجعة – نروح الظهر نتغدى ببيوتنا ونعود قبل العصر الى المدرسة لاكمال حصتين - كان يشرف على الحديقة – المرحوم باذن الله تعالى جبر الدمج – ولقد اطلق عليها كثير من الناس جبر الحديقة – للترابط الكبير بينهما – كان رحمة الله علية انسان رائع طيب القلب ذو اخلاق عالية واهم ما كان يميزه ابويته الصادقة – كان يعاملنا كابناءها – عماد وعبدالله – عماد كان زميل لنا في الصف –
    كانت الحديقة تنتج كل شئ من خضروات وفواكة وحيوانات لاحمة كالارانب والدجاج – كانت كلها organic - وقتها كان كل شئ من الطبيعة وطبيعي – لا كيماويات ولا غيرها – لذلك لم تكن تعرف الناس الامراض – عندما يمرض احد بالبلد كل الناس تعرف بخبر مرضة ويسارعوا لزيارته ومعهم ” الطلات ” وهي هدايا بسيطة - لكنها عظيمة
    كانت شجرة الفستق الحلبي ضخمة ورائعة كنا نجلس تحتها ونستظل بظلها – وناكل من ثمارها – واحيانا كنا ناخذ حصص تحتها – كانت رائعة – وارفة الظلال – وكنا ناكل النجاص – الاجاص – هكذا كان يسمى – المجفف طعمه لا يزال عالق بذاكرتي
    ساق الله ع ايام زمان

  8. altأبو أسامه قال:

    كانت الحديقة مستطيلة الشكل تحاط بشجر اللزاب والسرو وعليها وضع شيك ما الاسلاك ذات الاشواك وبداخلها بعض المباني ولها باب من الجهة الشمالية
    وكان بها شجرة فستق حلبي ضخمة ورائعة وورافة الظلال كنا ناكل من ثمرها نتفيئ تحت ظلالها واحيانا ناخذ الحصص تحتحها في ظل نسيم عليل
    عندما تم اتخاذ القرار المجنون والمتهور والغبي باجتثاث وتدمير الحديقة تدخل العديد من العقلاء لمنع ذلك - ولكن هيهيات فقد تغلبت قوى الشر والكفر وانتصرت وتم ما تم - في ليلة ما بيها ضو قمر - بكيناها بحرقة والم وذرفنا عليها الدموع - وكان احاسسنا ان عزيزا قد غيبة القدر - هذا هو زمان العهر والله المستعان -
    كان يوزع علينا في حصص الزراعة العملي قطع بحجم 3 امتار ب 3 امتار كنا نقوم بزراعتها بمختلف الخضار مثل الفجل والخس والسبانخ والبصل واحيانا الجزر
    وكنا نتبارى في الاهتمام بها واخراجها باحسن صورة
    كنا نحضر لها الزبل بالشوالات على ظهر الحمير من بابور الطحين - بابور ابو غيث - في نهاية الحارة التحتا
    كان في نهاية الفصل يتم اختيار افضل قطعة مزروعة واذكر ان سعد حرب قد فاز بالمرتبة الاولى وابراهيم حسين الصالح بني ياسين بالمرتبة الثانية والسبب كثرة ما احضروا من الزبل الطبيعي لقطعتيهما
    في احدى المرات ترجيت سعد حرب ان يمنحني قليلا من الزبل – فرفض رفضا قاطعا وقال لي يا اخي دبر نفسك –
    كان مديرنا واستاذنا العملاق كمال اخودعسا يشرف ايضا على الحديقة فقد كان ديناميكا وعملاني – شعلة من النشاط والحيوية – كان دائب الحركة يراقب ويتابع كل صغيرة وكبيرة في المدرسة وفي الحديقة ايضا – كنت احترمة واحبه واجله كوالدي – كان طيب القلب مخلص متفاني في عملة – لا يكل ولا يمل – ظريف وصاحب نكتة ويحب الدعابة
    لا اريد ان اطيل في كيل المديح لهذا العملاق فالاهرامات كاستاذنا العظيم ابو محمد ليست بحاجة لابواق مثلي للترويج لها
    وساق الله ع ايام زمان

  9. altأبو أسامه قال:

    عندي ملاحظة بسيطة
    هو انني في تعليقاتي قد لا استخدم الالقاب للاشخاص زي الدكتور فلان او المهندس علان عندما يتم ذكر شخص ما
    وهذا ليس انتقاص منهم - معاذ الله - بل هو تعظيم لهم فقد نادى الله انبياءه باسماءهم فقال : طه وعيس وموسى- ولله المثل الاعلى - وكنى اعداءة بابي جهل وغيرة
    وارى ان اعظم شئ للاحترام ان تدعو الانسان باسمه المجرد
    هذا ما اردت ان اوضحة -
    وسقى الله ع ايام زمان

  10. altأبو أسامه قال:

    كانت مادة الزراعة كما اسلفنا تدرس في المرحلة الاعدادية وربما كانت من امتع المواضيع التي كنا قد درسناها -واعتقد ان السبب بيسط ولعدة اسباب انها تخرج عن المالوف والحشو وبها جانب عملي نستطيع الانعتاق من جو الصف والطاولات ناهيك عن انها تلامس حياتنا فقد تعلمت منها اشياء لا زلت امارسها حتى يومنا هذا - كمثال عى ذلك تطعيم الاشجار - بالقلم - كنا مبهورين بالحديقة عندما تمكن احدنا من ان يطبق فكرة التطعيم وبالتالي يعمل شجرة حمضيات تنتج ع كل غصن نوع مختلف من الحمضيات - برتقال - ليمون - مندلينا
    كان منهاج الزراعة غنيا جدا ويحفل بكل مواضيع الزراعة
    الشئ بالشئ يذكر - اتذكر - انه كان بالجهة المقابلة لباب الحديقة من جهة الشمال - قطعة ارض فاضية - بالشتوية تمتلئ بمياه الامطار وتصبح بركة -
    المهم انه في تلك القطعة كانت وزارة الزراعة تعلن من خلال سماعة المسجد انه اليوم سوف تقوم بعد المغرب سيارة - تحمل سينما - ببث فليم مثلا عن امراض الزيتون وكيفية مكافحتها
    كانت بالليل تتوقف الشاحنه - التي تحمل سينما هناك - ويتم تركيب لوحة ضخمة - كشاشة يتم عرض المادة الفلمية عليها وكان يحضر معظم اهالي البلد نساء واطفال وكبارا لمشاهدة ذلك الفلم
    - شو يا اخوانا - زمان كان كل شئ متطور الف مرة اكثر من اليوم
    وسقى الله ع ايام زمان

  11. ” المهم انه في تلك القطعة كانت وزارة الزراعة تعلن من خلال سماعة المسجد انه اليوم سوف تقوم بعد المغرب سيارة - تحمل سينما - ببث فليم مثلا عن امراض الزيتون وكيفية مكافحتها
    كانت بالليل تتوقف الشاحنه - التي تحمل سينما هناك - ويتم تركيب لوحة ضخمة - كشاشة يتم عرض المادة الفلمية عليها وكان يحضر معظم اهالي البلد نساء واطفال وكبارا لمشاهدة ذلك الفلم”

    معلومه قيمه وجديده اشكرك ابا اسامه فستبقى الرافد الحقيقي لكل ما هو جميل

  12. المشكله انه لما التحقت بالاول اعدادي اخذنا منهاج الزراعه او شهرين ثم التغي المنهاج والتغت الحديقه ودورها كطلاب وبقيت ملاذا لنا في الحر والشمس ولقطف اللزاب

  13. اخي وليد لايسعني الا ان اقول اشكرك فهذا السرد لاجمل ايام العمر لما كان للعمر معنى

  14. altمحمد ربابعه قال:

    بالفعل كانت المدارس لها حدائق للنزهات والقعدات ثم ازيلت وبنوا فيها عمارات
    ضيقوا علينا الله يضيقها عليهم
    صاحب المدونه لك الشكر على هذه الكنوز الجميله
    ابن البلد
    انت موسوعة للعصر الماضي
    ابو اسامه يعطيك العافيه على مجهودك المشكور

    جزاكم الله كل خير على شغلكوا الكبير

  15. altابن البلد قال:

    إخوتي الأعزاء سلام الله عليكم
    أشكر الأخوين عمر المدني وأبو أسامة وبقية المعلقين

    الحديقة في ذاكرتنا إرتبطت بالاستاذ عبد الرحمن جرادات وبكتب التعليم الزراعي للصفوف الإعدادية الثلاثة , بقدر ما أحببنا ذلك الأستاذ , لغزارة علمه ومحبته الغير عادية للزراعة وأسلوبه الممزوج بين النظري والعملي , أحببنا الزراعة لدرجة أنني عندما ذهبت إلى الجامعة الاردنية للتسجيل إخترت تخصص الزراعة من أوائل التخصصات وليتني درسته , ولكن القدر أحيانا” هو من يقرر.

    أقول مرة أخرى بأنني كنت أحفض كثب الزراعة بكل ما فيها من تفاصيل ودقائق , ولا أبالغ إذا قلت لكم بأنه وبما علق في ذهني من معلومات , أستطيع الآن أن أربي خمسة رؤوس من الماعز وأن أرعاها وأعالجها إذا مرضت وربما أحلبها إذا ما أعطيت قليلا” من التوجيهات, أو أن أزرع البطاطا و الزهرة , وأقلم الأشجار. كانت كتب التعليم الزراعي وقتها موسوعة بحد ذاتها , كانت تحتوي على كل ما يخص الزراعة , حتى أنها تطرقت إلى الحديث عن الأرجنتين والأبقار اللاحمة فيها وأثارت وقتها شهيتنا خصوصا” وأن حصص الزراعة كانت متأخرة بالعادة , ويكون الجوع قد بدأ يطرق بطوننا . إن إلغاء كتب الزراعة من المدارس كان أكثر القرارات تخبطا” بتاريخ وزارة التربية والتعليم , ولو تم حذف الرياضيات لكان عندي أهون , وإني في هذا المكان لأشاطر الأخ محمد كساسبه حزنه العميق على إلغاء تلك الكتب القيمة.

    بالصف كانت عيوننا تتابع أحد أهم السجلات بيد الأستاذ عبد الرحمن , وكان أفضل طلاب الصف يطمح أن يدون اسمه في ذلك السجل , إنه دفتر (96) الأزرق وقد كتب عليه بخط عريض ( دفتر الزبل) , كنت مع خالد العطروز في نفس المقعد وقد أغشي عليه من الضحك بعد أن شاهدنا الدفتر لأول مرة , ثم مع الأيام تعودنا عليه وكنا نتسابق لإحضار الزبل للحديقة لنحضى بالعلامات , وبسبب علاقتي الجيدة مع سعد أباح لي بأهم الاسرار وقتها وهو أن زبل الحمام هو الافضل بين أنواع الزبل ويبدو أن هذا ما جعل قطعته تفوز بمسابقة أفضل قطعة بالمدرسة , وقد أعطاني ذات مرة بعضا” منه بعد أن اصطحبني معه إلى الدار.

    كنت قد حصلت في ذلك العام على الأول في الصف, أما علامتي بالزراعة فكانت 99 ولا أزال حتى اليوم أحتفظ بشهادة الثالث الإعدادي والتي تعتبر واحدة من أهم مقتنياتي.

  16. الله الله عليك يا ابن البلد
    الله الله على التفاصيل الصغيره والجميله
    الله الله على نذكرك الدفتر
    وشهادتك التي معك الى الان
    زمان اول حول وراح وجاءا زمن والله ما هو حلو ولا جميل
    الاخ ابو اسامه ما قصر واضاف اشياء كثيره جميله ورائعه للمقاله
    فعلا ان الاخ عمر والاخ ابن البلد والاخ ابو اسامه اشخاص يستحقون الاحترام والتقدير
    لكم احتراماتي

  17. altعبد الله الرشدان قال:

    بامانة كلام رائع وتعليقات اروع , الشكر موصول لكم جميعا ,,,, ما ابلغ الوصف التالي “لا اعلام كاذب ولا تصوير مخادع ولا كامرات عاهرة ولا نفاق ودجل وبهرجات فارغة اعادتنا الالاف السنين الى الوراء !!!!!!!!!”

  18. altابن البلد قال:

    كان سحر الحديقة الأخاذ هو من يدفعنا للتوسل إلى معلمينا بأخذ الحصص هناك , خصوصا” المواد الأدبية أو التي لا يتطلب درسها في تلك اللحظة الكتابة على اللوح , كان عماد الجبر هو من يتكفل بذلك بالعادة , مع مباركة ورجاء جماعي من الصف , بعض المعلمين كان يوافق والبعض الآخر يرفض , كنا نحسد الصف الآخر لأن معلمهم يأخذهم بالعادة إلى هناك , ولا يفوت هؤلاء أن يلتفتوا إلينا أثناء خروجهم بالطابور نحو الحديقة ونحن بالصف ويختلسوا من الإشارات والإيماءات والنظرات المملوئة بالسعادة من أجل أن يغيضوننا , وغالبا” ما كانوا ينجحون في ذلك .

    كان محمد جميل العباس يحظى بمكانة خاصة لدى أستاذ الإجتماعيات طيب الذكر علي أبو نبهان , نظرا” لنشاطه واجتهاده في الحصة ,- وقد كان يشرح بعض الحصص بالنيابة عن الأستاذ- وعندما يطلب من الأستاذ أن يأخذنا , كان يتمنع بالبداية ثم يقول وهو يبتسم : يالله بس ولا صوت . نذهب ونحن في منتهى المسؤلية والإحترام له , أحيانا” كان يعرج بنا نحو مثلث السمط , أذكر ذلك في أيام الشتاء والربيع , كانت المنطقة خالية وكان الشارع الرئيسي وقتها لا يتعدى الثلاثة أمتار , وباتجاة الشمال نسير برفقته وعلى جانبي الطريق معاصر الماء الممتلئة بعد يوم ماطر من أيام أواخر الشتاء , وصدقوني أن آلاف الطيور من مختلف الأنواع كانت تغطي سماءنا طوال العام وهي ترفرف من حولنا اينما ذهبنا وأينما حللنا , لم تكن هناك حركة تذكر للسيارات , المنطقة هادئة , الهواء نقي , والرؤيا واضحة لعدم وجود التلوث بالهواء, والربيع يملأ المكان , ثم نعود إلى الصف وقد أخذنا دفعة معنوية كبرى إستعدادا” ليوم جديد , وهنا لا يفوتنا أن ننظر إلى طلاب الصفوف الجالسين في غرفهم , ونقوم بالإيحاءات ذاتها لإغاضتهم وكأننا عدنا للتو من رحلة إلى بلاد أخرى, والآن اتذكر وأجزم أن رحلة المشي مع الأستاذ وقتها هي أجمل من رحلة حقيقية نقوم بها هذه الأيام إلى جزر الكناري … رحم الله أيام زمان

  19. احسد الاخ ابو اسامة والاخ وليد على هذه الذاكرة الفذة وليس فقط حسد بل انا مبهوربتلك الذاكرة لله دركما لقد تفوقتما على صاحب المدونة فقط اصبحنا ننتظر التعليق اكثر من الموضوع الاساسي ارجو من الاخ عمر ان لا يعتب علينا فهو الاساس
    ولكن بنظرة سريعة الى جيل اليوم وبعد مضي شهر على بداية الدوام تسأله من يدرسك الرياضيات يقول هاه والله مابدري شوه اسمه كانه باسم اومجدي والله مني متذكر بكره بسال عنه وفي اليوم التالي تكرر السؤال فيقول والله انسيت اسال شوه بدي منه شوه مكان اسمه يكون انا بدي اناسبه وكذلك بقيت المدرسين للمواد الاخرى
    ولكن يعرف ايميله وعنوانه على الفيس بوك

  20. altأبو أسامه قال:

    أخي وعزيزي وليد
    وانا اقراء تعليقاتك وملاحظاتك بكل هذه التفاصيل الدقيقة أهرع الى القاموس المحيط للفيروز ابادي كي ابحث عن وصف يليق بك ولكنني في كل مره اقولها وللامانه افشل في ذلك
    حماك الله وحفظ لك هذه الذاكرة المتقدة بكل تفاصيل الماضي الجميل
    اتمنى من الاخ عمر ان تكون احدى مقالاته القادمة عن حفلات السمر في المدارس التي كانت تقام في الغالب في نهاية العام الدراسي
    وسقى الله ع ايام زمان

  21. altابن البلد قال:

    الحديث عن الحديقة ذو شجون , إن مجرد فكرة سقاية أشجارها من نسوة البلد الأوائل يستحق أن ننشأ للحدث مدونة , إلى جداتنا وأمهاتنا الرحمة وأطال الله في عمر من بقي منهن حتى الآن , إلى ” أم سعيد ” الرحمة , كنت أذهب وأنا صغير اليهم مع أبناء أخوالي بحكم النسب , كانت هذه المرأة رحمها الله من أروع ومن أطيب ما عرفت , وقد عمرت حتى المئة , وتمتعت إلى آخر أيام عمرها بكامل صحتها وذاكرتها . إنني وإذ أكتب هذه الكلمات البسيطة التي جالت في خاطري الآن , فهي ليست إلا مساهمة متواضعة أضعها على صرح سأصنعه في ذاكرتي لكل امرأة ساهمت وجاهدت لتبني لنا صرحا” , لكل من احتطبت على ظهرها من شجر جفين وبرقش لتدرأ عن الغاليين برد الشتاء , أو لتنضج رغيفا” يقتاتون به بقية النهار, لكل من عبأت سطل ماء من عين دير أبي سعيد على رأسها لتروي به ظمأ الصغار , لكل من طينت بأيديها قبل أن يحل الشتاء جدران و سقف االدار , لكل من سهرت الليالي ليكمل ولدها المشوار , لكل من زرعت وحصدت ورجدت وربت الدجاج والحبش والأرانب والغنم والأبقار. كم أنتن رائعات يا جداتنا وأمهاتنا , كم أنتن كبار !

    كان عيد الشجرة في السابق عيدا” وطنيا” بكل ما تحمله الكلمة من معنى , في الخامس عشر من كانون الثاني من كل عام , كانت الأنظار تتجه نحو دار أبو جمال (محمد الجبر المفلح الشريدة) حيث الزراعة القديمة قد استأجرت مبناها هناك , أذكر أن ذلك اليوم كان عطلة رسمية , كنا نتوجه لنحضر أشجار السرو واللزاب مجانا” لنزرعها أينما نشاء , ثم تجرى إحتفالات رسمية لزراعة الأشجار على أعلى المستويات .ذهبت ذات مرة مع إخوتي وأحضرت عددا” من أشجار السرو وزرعتها في حاكورة الدار الخلفية , وما هي إلا سنوات قليلة وإذا بها تناطح السماء , كم كان سروري عظيما” بعد أن كبرت وكبرت معي الأشجار , والله كنت دائم النظر إليها وأحبها لأنني أنا من زرعتها , ثم كان ما كان , أقتلعت بعد أن أفتتح شارع من هناك. وبعد حين تم إلغاء العطلة التي كانت مخصصة ليوم الشجرة وأصبحنا نذكر ذلك اليوم على استحياء ,وتم إلغاء كتب التعليم الزراعي , ثم قضي على زراعة القمح وأستبدلت سهول دير أبي سعيد الغربية ومناطق زراعة القمح فيها بزراعات أخرى لأنها أكثر جدوى كالبصل والبازيلا والباميا, وعلى كل حال فنحن أرحم من غيرنا فسهول إربد زرعت بدل القمح بالدخان , أي مسخرة هذه لا أدري !

    إلى كل من يهمه أمر هذا البلد , لنعمل جميعا” للعودة إلى الزراعة فهي منقذنا بعد الله , أعيدي يا وزارة التربية كتب التعليم الزراعي إلى المدارس , فالرجوع عن الذنب فضيلة.

    إلى اللقاء أن شاء الله

  22. altبو أسامه قال:

    عزيزي مجهول
    أشكر لك هذا الاطراء الجميل
    انني اتفق معك في كل ما ذهبت اليه عن جيل اليوم
    ولي في ذلك تفسير بسيط وهو
    ان الماضي كان جميلا ورائعا بكل ما فيه حتى مكابدة الفقر والعوز والحرمان وقلة الحيلة كان فيه متعة حقيقية
    لان كل الاشياء كانت نقية طاهرة تمشي على الفطرة وغير ملوثة
    عندما اتذكر اجدادي العظماء وهم كل رجالات دير ابي سعيد القدماء وبدون استثناء- ابو الخراف، ابو رفيفان ،العماوي ، الحشوة ، صالح الخليل ، المختار ابو علي -حسن العلي ، المختار ابو احمد = محمود الحسين الرشدان ، علي العربي وغيرهم الكثير الكثير احار بهم وفي اخلاقهم في طيبتهم وفي وفي في ——- ماذا اقول وماذا اترك
    لذلك حفر كل شئ في الذاكرة وط

التعليقات

  1. ..... علق :

    مجهول قال:
    نوفمبر 11th, 2012 at 2:07 م

    للنذكير اخ عمر كان من معلمي مادة الزراعة معلم من الضفة الغربية اسمه عبد الرحمن جردات واتمثله وهو أمامي الان في الحديقة التي ذكرت يعلمنا أبجديات الزراعة ونحن في منتهى الشوق لدرسه
    ايضا اذكر ان المنتوج الفائض من المحاصيل كان يسوق الى المجتمع المحلي وكأني أرى الان عربات المواطنين ملىءبمادة البطاطا وبسعر بخس تخرج من تلك الحديقة وكان جزءا من المبيع يوزع على طلاب المدرسة تشجيعا وتحفيزا لهم ان الارض أمنا بلا منازع
    أيام الحديقة جميلة ولا يمكن نسيانها من سفر الذكريات العطرة ولا وجه مقارنة بينها وبين مدارسنا الان
    كمال اخو دعسه مثال للمدير النشيط وكان قلبه متعلقا بالحديقة المدرسية وتراه متواجدا فيها خلال ساعات الدوام وبعدها اي تفان واي عطاء كان يحمله أولئك النفر من الرجال حينما نراهم الان نتذكر مقولة نسيت قائلها على هذه الارض ما يستحق الحياة
    لا يسعني في هذا المقام الا أن أشكر صاحب هذه المدونة الاخ عمر وابو اسامة في عمان ( بضم العين) وابن البلد الذي نحمد الله ان بان عن نفسه وبدد الشكوك التي كان يظنها بعض القراء عن ابن البلد الحقيقي فيذهبون بعيدين عنه
    واسف ان نسيت ذكر بعض القراء المعلقين فلهم جميعا كل الاحترام والتقدير
    محمد الكساسبه قال:
    نوفمبر 11th, 2012 at 5:45 م

    لما لغو كتاب الزراعه بطل الواحد يعرف متى ينزرع القمح والشعير والباميا
    حتى الارض بطل يحبها
    جابو منهاج مهني مقرف زي صباحاتهم

    لك كل الشكر يا اصيل
    ابن البلد قال:
    نوفمبر 11th, 2012 at 5:50 م

    السلام عليكم…
    ما من خطيئة ارتكبت بحق هذه البلدة وناسها الطيبين أكثر من إزالة زيتونة السوق الرومية وسط البلد, وتدمير الحديقة , واجتثاث شجرة الزنزلخت الشاهقة إلى الجنوب من الجامع القديم , وتحطيم بد الزيتون بالحارة التحتى. وبما أن الحديث ينصب الآن عن الحديقة فأقول أنه لن ينفع الندم أو التبرير , فكان بالإمكان بناء أكوام الإسمنت هذه في غير ذلك المكان الذي شهد فرحنا ومرحنا ولعبنا وتعلمنا وشقاوتنا , منها أكلنا الفستق الحلبي والإجاص المجفف, وتبارينا لإسقاط اللزاب والتهامه بالحلة من شجرها ,في أرضها زرعنا قطعا صغيرة بأيدينا , اعتنينا بها ورعيناها , وقطعنا من المسافات ما قطعنا نبحث عن الزبل البلدي لتربتها حتى اخضرت ثم ذهبنا بمنتوجها ذات مرة فرحين إلى أهلنا , فيها مارسنا عبثنا , فمن شيكها قطعنا, لنصنع عربات الأسلاك لنسوقها بحاراتنا, وأفخاخا” لقنابير الميسر والمراغة, وسودات الجرد والقبيطي , ودويريات قاع الدار !! , في الجهة الجنوبية الغربية منها تدربنا على تمثيلية ” إسلام عمر” لنعرضها لاحقا” في حفلة السمر بالمدرسة الفوقا كما كان الأمر يحدث في إحدى ليالي الصيف من كل عام.

    كم كانت الفرحة تغمرنا ونحن ننطلق اليها في حصة الزراعة مع أستاذنا الحبيب طيب الذكر عبد الرحمن جرادات , أذكره وهو يطبق لنا ما كنا قد تعلمناه من دروس نظرية في الحصة السابقة من منهاج التعليم الزراعي . أذكره مثلا” وهو يشرح لنا طريقة تحضير الأرض لزراعة الكوسا , كان مخلصا” في عمله , محبا” للزراعة , عاشقا” للأرض , لهذا أحببناه وتعلقنا به. أذكر شتلات الخس ونبات الفجل ورؤوس الزهرة البيضاء كبياض قلوبنا وقتها.

    كان الأستاذ الكبير- أطال الله في عمره- كمال أخو دعسا مدير المدرسة دائم التواجد هناك , يعطي توجيها” من هنا , ويروي بيده حوضا” من هناك , ويعاقب طالبا” تناهى إلى سمعه قطعه سلكا” من الشيك في اليوم السابق , كان دائم الحب للحديقة ولعمله ولطلبته , كنا نحبه كثيرا” ولا زلنا وسنبقى , وأراهن أن الجميع كذلك .. وفي هذا المكان لا يسعني إلا أن أتوجه بكل معاني الحب والوفاء والعرفان إلى معلمي الأوائل الأفاضل واللذين لن أنساهم حتى الممات. من المعلمين من كان يعطي بعض حصصه هناك وبالأخص بعض معلمي المواد الأدبية.

    عندما كنت صغيرا” ولم أدخل المدرسة بعد , كنت آتي إلى دير أبي سعيد مع أهلي من الزرقاء حيث كنا نسكن هناك, كنت أسمع أمي وعمتي وغيرهما يقولون وقت المساء , لنذهب إلى الحديقة ومنهم من كان يطلق عليها ” الجنينة ” وكنت لم أرها بعد , أتحدث هنا عن المرة الأولى التي ذهبت بها أواسط الستينيات , المنطقة هادئة , لا ضجيج ولا تلوث ولا فوضى كأيامنا هذه , أذكر نسيم الصيف المنعش وقتها ا وقد تخلل الأشجار , ربما يمر يوم كامل لا نسمع فيه صوت خمس سيارات , تلك الأيام التي مضت هي من أيام الذكرى فقط , وليت الزمن توقف أو أن الحياة القديمة لم تتغير , ولكن لم يحدث هذا ولا ذاك. تكررت زياراتنا للحديقة كلما أتيت إلى دير أبي سعيد ولم تنقطع إلا بعد عام 1967م بعد أن عدنا للإستقرار هنا. أتذكر تلك الأيام المريرة التي عاشتها البلاد , أيام القصف الجوي وقصف الصواريخ . أيام المغر والملاجيء, ايام الخوف , لقد كان الصمود الذي سطره أهلنا على قلة إمكانياتهم وقتها, تحلقا” حقيقيا” في سماء البطولة ,ومساهمة كبرى في معركة الدفاع عن الوطن, سيبقى حديث الناس إلى الأبد.

    كانت الحديقة يومها وارفة الظلال , تحيط بها من كل جانب أشجار الصنوبر الشاهقة- سقط بعضها أوائل السبعينيات إثر رياح ليلية عاصفة- لم أشهد مثيلا” لها من قبل-.وكانت أرضها خصبة , إضافة للرعاية الإستثنائية التي حضيت بها من قبل الأستاذ عبد الرحمن وقبله الأستاذ عبد الحليم , وقد أنشأ في وقت سابق غرفتين , إحداهما للحارس ثم فتح بها عيادة للجيش لمدة قصيرة إبان حرب الإستنزاف , وذهبت إليها للعلاج ذات مرة بعد أن أصبت أثناء لعبي بملعب محمد الحمد القديم. وهناك غرفة أخرى كان يتم تأمين أدوات العمل بها , مقابل هاتين الغرفتين من الجنوب , كانت تنتصب شجرة الفستق الحلبي التي طالما استظللنا بظلها الوارف , وكانت بعض الممرات تتخلل أحواض الورد التي زرعت هنا وهناك. أحضر الأستاذ عبد الرحمن أنواعا” من دجاج الجهورن الأبيض والأحمر وأرانب الفلاندر والشنشيلا , أذكر أرنب الفلاندر الضخم ذو اللون العسلي وهو يحمله الأستاذ بين يديه ليعلمنا طريقة الحمل الصحيحة, وهي وضع إحدى اليدين في منطقة التقاء الساقين مع الذنب , بينما تكون اليد الأخرى قد أمسكت بشكل جيد بأذني الأرنب.

    ذات مرة بغرفة الصف أحضر لنا نبتة من البصل زرعت في وقت سابق , وكان الهدف من إحضارها هو أن يرينا كيف أن النبات في مراحله الأولى يتغذى على عناصرة الذاتية قبل أن تتركز جذوره بالأرض ويبدأ بالتغذية من التربة , وبعد اقتلاع نبتة البصل , ظهر لنا للوهلة الأولى أن القشرة لا تزال تحتفظ بمكوناتها الأصلية , أي أن البصلة توحي من حيث الشكل بأنها سليمة , وسألنا فقلنا له لا تزال سليمة , فطلب منا الإقتراب من إحدى المقاعد حوله , وضغط على البصلة أمامنا فإذا هي فارغة من الداخل , وما كان من أحد الطلبة وبشكل مفاجيْ أن صرخ بأعلى صوته : يا الله ! ويبدو أن الأستاذ قد استجفل من ذلك فرد عليه بغضب وبأعلى صوته أيضا” : الله يسخطك , فضحكنا بشدة , ولا زلنا نتذكر تلك الحادثة ونذكر بعضنا بها, وهي واحدة من عشرات قصص مدرسة عطروز القديمة الحبيبة.

    أذكر أن هناك شجرتين ضخمتين من السرو كانتا تنتصبان مقابل مدرستنا , وتبعدان نحو ثلاثة أمتار عن صف شجر الصنوبر الذي يشكل السياج الرئيسي من الشرق , وقد تم اقتلاعهما بعد توسعة الشارع الرئيسي . تحت هاتين الشجرتين كان معلموا المدرسة ينتظرون بالعادة سيارات ال190 لتعود بهم إلى إربد, وكان بعضهم ينخرط بالحديث بشؤون الساعة وقتها, أذكر ذات مرة أنني اقتربت منهم وكان مدير المدرسة الفوقا (العطار) في جدال مع آخر حول جدوى إرسال الرئيس جمال عبدالناصر قوات إلى اليمن في أواسط الستينيات إبان الحرب الأهلية التي كانت تشهدها البلاد آنذاك. كان بائعوا البوظة والسحلب والكرابيج والهريسة( أذكر منهم أبو باير) والرمان الحلاوي( من جديتا ) يقفون , وعرباية سانويش أبو علي كذلك , إلا انه انتقل إلى التلة الواقعة في الجهة الجنوبية من المدرسة , وبقي هناك.

    علمت أن أرض الحديقة بالأصل – قبل أن يتم إستملاكها – كانت تعود إلى المرحوم سعادة الحداد والد جورجي وتركي الحداد , وكان من ملاكي البلد وقتها حيث كان له أيضا” أراضي بالسهل الغربي إضافة لقطعة أرض كبيرة من ضمنها منطقة البنك الإسلامي حاليا” وتمتد شرقا” حتى المدرسة الثانوية .

    أعتذر ان كنت قد أطلت الحديث , لكن في بعض الأحيان يصعب اجتزاء اجزاءا” منه , ويبقى الماضي ذكريات تمر أحيانا” ويطويها النسيان في أحايين أكثر .
    محمد احمد ملحم قال:
    نوفمبر 11th, 2012 at 7:01 م

    اولا كل الشكر للاستاذ عمر على هذه المدونه التي تعرفت عليها كما قلت جديدا وعرفتني على امور جديدة لم اكن اعرفها
    وهنا لابد من ذكر ابن البلد الذي قرات تعليقه مرتين كم هو ممتع وجذاب وكلماته اضافت معلومات قيمه للمقال

    بالامس قرات تعليق ابو اسامه وكان رائعا جدا فعلمت ان ابن البلد وابو اسامه وجهين لعمله واحده ووجودهما ضروري لزيادة المعرفه والعلم
    بارك الله بكم جميعا
    ابن البلد قال:
    نوفمبر 11th, 2012 at 7:34 م

    شكرا” لك أخ محمد ملحم من القلب , ومن باب إفراد هذه الأبواب للتعليقات لا يتم أحيانا” الرد على بعض الإخوة ليس تجاهلا” , بل كما قلت منعا” من زيادة عدد التعليقات حتى يتم التركيز على ما يكتبه المعلقون بخصوص موضوع المقال, أنا وأبو أسامة أبناء صف وكان لنا زملاء في الصف من جديتا : محمد صالح الغشمري , محمد حسين , منير ملحم , تحياتي لهم جميعا
    أبو أسامه قال:
    نوفمبر 12th, 2012 at 7:04 ص

    اولا اشكر الاخ عمر على سرعة الاستجابة لطلبي بالكتابة عن الحديقة
    للحديث عن الحديقة شؤؤون وشجون
    كانت حديقة المدرسة رئة ديرابي سعيد والمتنفس الوحيد لنا نحن طلاب مدرسة عطروز الاعدادية
    لا اعرف ما اقول وماذا اكتب فالاخ وليد لم يترك لي شئ - ما شاء الله عليه - ولكنني ساحاول ان اكتب شئيا
    اولا الحديقة زرعت من قبل طلاب المدرسة ايام الثلاثينات او الاربعيعينات كما اخبرتني المرحومة جدتي - عريفة المحمود العيده - فقد اخبرتني ذات مرة انها ومجموعة من نسوة البلد كنا مسؤولات عن سقاية اشجار الحديقة عند بداية زراعتها - ولكن كيف تم ذلك كيف ؟؟؟
    قالت لي لما كان خالك سعيد طالب بالمدرسة امرهم المدير وكذلك الاساتذة بانه يجب على كل ام طالب ان تحضر اسبوعيا وتسقي هذه الاشجار - كيف - قالت لي جدتي كنا نحضر لها الماء من العين اللي غرب السمجد الكبير بسطول تحمل على رؤؤسهن لغاية الحديقة - وبقي ذلك الامر حتى تم الاطمئنان الى ان الاشجار لم تعد بحاجة الى السقاية
    اي اناس ذلك القوم ؟؟؟
    من اي طينة جبلو ؟؟؟؟
    لا اعلام كاذب ولا تصوير مخادع ولا كامرات عاهرة ولا نفاق ودجل وبهرجات فارغة اعادتنا الالاف السنين الى الوراء !!!!!!!!!
    كان حب الوطن اولا واخيرا عمل وعمل فقط يرافقة الصمت والشكر لله على كل شئ - فلم يبخل عليهم المولى براحة البال والسعادة والرضى والنوم الهانئ الطويل التي نحلم الان ان ننال ولو جزء بسيط منها - ولكن هيهات - فهذا هو زمان العهر ؟؟؟؟؟
    وللحديث بقية
    ساق الله ع ايام زمان
    أبو أسامه قال:
    نوفمبر 12th, 2012 at 7:38 ص

    كانت مادة الزراعة ( نظري بالصف وعملي تطبيق بالحديقة ) تدرس لصفوف الاعدادي ( اول ثاني ثالث ) اعدادي من قبل الاستاذ الفاضل الرائع عبدالرحمن جراردات وهو فلسطيني من طولكرم – خريج معهد خضوري في طولكرم – الان تحول الى جامعة باسم جامعة فلسطين التقنية – وهذا المعهد من اشهر مراكز العلم والبحث في العالم العربي في مجال الزراعة وبلا منازع – فقد خرج علماء افذاذ في مجال الزراعة – كان يعرف كل شئ عن الزراعة وكان يسكن عند دار احمد الحسين الرفاعي بالحارة الفوقا – كان مخلص في عملة واتمنى في ايامنا هذه ان يكون واحد مخلص في عمله 1 على مئة من ذلك الفذ – ولول حدث هذا فسوف نكون بالف خير – ولكن مستحيل
    وكانت حصص العملي غالبا تكون اخر الحصص واحيانا بعد الرجعة – كان نظام الرجعة – نروح الظهر نتغدى ببيوتنا ونعود قبل العصر الى المدرسة لاكمال حصتين - كان يشرف على الحديقة – المرحوم باذن الله تعالى جبر الدمج – ولقد اطلق عليها كثير من الناس جبر الحديقة – للترابط الكبير بينهما – كان رحمة الله علية انسان رائع طيب القلب ذو اخلاق عالية واهم ما كان يميزه ابويته الصادقة – كان يعاملنا كابناءها – عماد وعبدالله – عماد كان زميل لنا في الصف –
    كانت الحديقة تنتج كل شئ من خضروات وفواكة وحيوانات لاحمة كالارانب والدجاج – كانت كلها organic - وقتها كان كل شئ من الطبيعة وطبيعي – لا كيماويات ولا غيرها – لذلك لم تكن تعرف الناس الامراض – عندما يمرض احد بالبلد كل الناس تعرف بخبر مرضة ويسارعوا لزيارته ومعهم ” الطلات ” وهي هدايا بسيطة - لكنها عظيمة
    كانت شجرة الفستق الحلبي ضخمة ورائعة كنا نجلس تحتها ونستظل بظلها – وناكل من ثمارها – واحيانا كنا ناخذ حصص تحتها – كانت رائعة – وارفة الظلال – وكنا ناكل النجاص – الاجاص – هكذا كان يسمى – المجفف طعمه لا يزال عالق بذاكرتي
    ساق الله ع ايام زمان
    أبو أسامه قال:
    نوفمبر 12th, 2012 at 9:02 ص

    كانت الحديقة مستطيلة الشكل تحاط بشجر اللزاب والسرو وعليها وضع شيك ما الاسلاك ذات الاشواك وبداخلها بعض المباني ولها باب من الجهة الشمالية
    وكان بها شجرة فستق حلبي ضخمة ورائعة وورافة الظلال كنا ناكل من ثمرها نتفيئ تحت ظلالها واحيانا ناخذ الحصص تحتحها في ظل نسيم عليل
    عندما تم اتخاذ القرار المجنون والمتهور والغبي باجتثاث وتدمير الحديقة تدخل العديد من العقلاء لمنع ذلك - ولكن هيهيات فقد تغلبت قوى الشر والكفر وانتصرت وتم ما تم - في ليلة ما بيها ضو قمر - بكيناها بحرقة والم وذرفنا عليها الدموع - وكان احاسسنا ان عزيزا قد غيبة القدر - هذا هو زمان العهر والله المستعان -
    كان يوزع علينا في حصص الزراعة العملي قطع بحجم 3 امتار ب 3 امتار كنا نقوم بزراعتها بمختلف الخضار مثل الفجل والخس والسبانخ والبصل واحيانا الجزر
    وكنا نتبارى في الاهتمام بها واخراجها باحسن صورة
    كنا نحضر لها الزبل بالشوالات على ظهر الحمير من بابور الطحين - بابور ابو غيث - في نهاية الحارة التحتا
    كان في نهاية الفصل يتم اختيار افضل قطعة مزروعة واذكر ان سعد حرب قد فاز بالمرتبة الاولى وابراهيم حسين الصالح بني ياسين بالمرتبة الثانية والسبب كثرة ما احضروا من الزبل الطبيعي لقطعتيهما
    في احدى المرات ترجيت سعد حرب ان يمنحني قليلا من الزبل – فرفض رفضا قاطعا وقال لي يا اخي دبر نفسك –
    كان مديرنا واستاذنا العملاق كمال اخودعسا يشرف ايضا على الحديقة فقد كان ديناميكا وعملاني – شعلة من النشاط والحيوية – كان دائب الحركة يراقب ويتابع كل صغيرة وكبيرة في المدرسة وفي الحديقة ايضا – كنت احترمة واحبه واجله كوالدي – كان طيب القلب مخلص متفاني في عملة – لا يكل ولا يمل – ظريف وصاحب نكتة ويحب الدعابة
    لا اريد ان اطيل في كيل المديح لهذا العملاق فالاهرامات كاستاذنا العظيم ابو محمد ليست بحاجة لابواق مثلي للترويج لها
    وساق الله ع ايام زمان
    أبو أسامه قال:
    نوفمبر 12th, 2012 at 9:26 ص

    عندي ملاحظة بسيطة
    هو انني في تعليقاتي قد لا استخدم الالقاب للاشخاص زي الدكتور فلان او المهندس علان عندما يتم ذكر شخص ما
    وهذا ليس انتقاص منهم - معاذ الله - بل هو تعظيم لهم فقد نادى الله انبياءه باسماءهم فقال : طه وعيس وموسى- ولله المثل الاعلى - وكنى اعداءة بابي جهل وغيرة
    وارى ان اعظم شئ للاحترام ان تدعو الانسان باسمه المجرد
    هذا ما اردت ان اوضحة -
    وسقى الله ع ايام زمان
    أبو أسامه قال:
    نوفمبر 12th, 2012 at 9:41 ص

    كانت مادة الزراعة كما اسلفنا تدرس في المرحلة الاعدادية وربما كانت من امتع المواضيع التي كنا قد درسناها -واعتقد ان السبب بيسط ولعدة اسباب انها تخرج عن المالوف والحشو وبها جانب عملي نستطيع الانعتاق من جو الصف والطاولات ناهيك عن انها تلامس حياتنا فقد تعلمت منها اشياء لا زلت امارسها حتى يومنا هذا - كمثال عى ذلك تطعيم الاشجار - بالقلم - كنا مبهورين بالحديقة عندما تمكن احدنا من ان يطبق فكرة التطعيم وبالتالي يعمل شجرة حمضيات تنتج ع كل غصن نوع مختلف من الحمضيات - برتقال - ليمون - مندلينا
    كان منهاج الزراعة غنيا جدا ويحفل بكل مواضيع الزراعة
    الشئ بالشئ يذكر - اتذكر - انه كان بالجهة المقابلة لباب الحديقة من جهة الشمال - قطعة ارض فاضية - بالشتوية تمتلئ بمياه الامطار وتصبح بركة -
    المهم انه في تلك القطعة كانت وزارة الزراعة تعلن من خلال سماعة المسجد انه اليوم سوف تقوم بعد المغرب سيارة - تحمل سينما - ببث فليم مثلا عن امراض الزيتون وكيفية مكافحتها
    كانت بالليل تتوقف الشاحنه - التي تحمل سينما هناك - ويتم تركيب لوحة ضخمة - كشاشة يتم عرض المادة الفلمية عليها وكان يحضر معظم اهالي البلد نساء واطفال وكبارا لمشاهدة ذلك الفلم
    - شو يا اخوانا - زمان كان كل شئ متطور الف مرة اكثر من اليوم
    وسقى الله ع ايام زمان
    عمر المدني قال:
    نوفمبر 12th, 2012 at 1:25 م

    ” المهم انه في تلك القطعة كانت وزارة الزراعة تعلن من خلال سماعة المسجد انه اليوم سوف تقوم بعد المغرب سيارة - تحمل سينما - ببث فليم مثلا عن امراض الزيتون وكيفية مكافحتها
    كانت بالليل تتوقف الشاحنه - التي تحمل سينما هناك - ويتم تركيب لوحة ضخمة - كشاشة يتم عرض المادة الفلمية عليها وكان يحضر معظم اهالي البلد نساء واطفال وكبارا لمشاهدة ذلك الفلم”

    معلومه قيمه وجديده اشكرك ابا اسامه فستبقى الرافد الحقيقي لكل ما هو جميل
    عمر المدني قال:
    نوفمبر 12th, 2012 at 1:27 م

    المشكله انه لما التحقت بالاول اعدادي اخذنا منهاج الزراعه او شهرين ثم التغي المنهاج والتغت الحديقه ودورها كطلاب وبقيت ملاذا لنا في الحر والشمس ولقطف اللزاب
    عمر المدني قال:
    نوفمبر 12th, 2012 at 1:30 م

    اخي وليد لايسعني الا ان اقول اشكرك فهذا السرد لاجمل ايام العمر لما كان للعمر معنى
    محمد ربابعه قال:
    نوفمبر 12th, 2012 at 4:53 م

    بالفعل كانت المدارس لها حدائق للنزهات والقعدات ثم ازيلت وبنوا فيها عمارات
    ضيقوا علينا الله يضيقها عليهم
    صاحب المدونه لك الشكر على هذه الكنوز الجميله
    ابن البلد
    انت موسوعة للعصر الماضي
    ابو اسامه يعطيك العافيه على مجهودك المشكور

    جزاكم الله كل خير على شغلكوا الكبير
    ابن البلد قال:
    نوفمبر 12th, 2012 at 4:59 م

    إخوتي الأعزاء سلام الله عليكم
    أشكر الأخوين عمر المدني وأبو أسامة وبقية المعلقين

    الحديقة في ذاكرتنا إرتبطت بالاستاذ عبد الرحمن جرادات وبكتب التعليم الزراعي للصفوف الإعدادية الثلاثة , بقدر ما أحببنا ذلك الأستاذ , لغزارة علمه ومحبته الغير عادية للزراعة وأسلوبه الممزوج بين النظري والعملي , أحببنا الزراعة لدرجة أنني عندما ذهبت إلى الجامعة الاردنية للتسجيل إخترت تخصص الزراعة من أوائل التخصصات وليتني درسته , ولكن القدر أحيانا” هو من يقرر.

    أقول مرة أخرى بأنني كنت أحفض كثب الزراعة بكل ما فيها من تفاصيل ودقائق , ولا أبالغ إذا قلت لكم بأنه وبما علق في ذهني من معلومات , أستطيع الآن أن أربي خمسة رؤوس من الماعز وأن أرعاها وأعالجها إذا مرضت وربما أحلبها إذا ما أعطيت قليلا” من التوجيهات, أو أن أزرع البطاطا و الزهرة , وأقلم الأشجار. كانت كتب التعليم الزراعي وقتها موسوعة بحد ذاتها , كانت تحتوي على كل ما يخص الزراعة , حتى أنها تطرقت إلى الحديث عن الأرجنتين والأبقار اللاحمة فيها وأثارت وقتها شهيتنا خصوصا” وأن حصص الزراعة كانت متأخرة بالعادة , ويكون الجوع قد بدأ يطرق بطوننا . إن إلغاء كتب الزراعة من المدارس كان أكثر القرارات تخبطا” بتاريخ وزارة التربية والتعليم , ولو تم حذف الرياضيات لكان عندي أهون , وإني في هذا المكان لأشاطر الأخ محمد كساسبه حزنه العميق على إلغاء تلك الكتب القيمة.

    بالصف كانت عيوننا تتابع أحد أهم السجلات بيد الأستاذ عبد الرحمن , وكان أفضل طلاب الصف يطمح أن يدون اسمه في ذلك السجل , إنه دفتر (96) الأزرق وقد كتب عليه بخط عريض ( دفتر الزبل) , كنت مع خالد العطروز في نفس المقعد وقد أغشي عليه من الضحك بعد أن شاهدنا الدفتر لأول مرة , ثم مع الأيام تعودنا عليه وكنا نتسابق لإحضار الزبل للحديقة لنحضى بالعلامات , وبسبب علاقتي الجيدة مع سعد أباح لي بأهم الاسرار وقتها وهو أن زبل الحمام هو الافضل بين أنواع الزبل ويبدو أن هذا ما جعل قطعته تفوز بمسابقة أفضل قطعة بالمدرسة , وقد أعطاني ذات مرة بعضا” منه بعد أن اصطحبني معه إلى الدار.

    كنت قد حصلت في ذلك العام على الأول في الصف, أما علامتي بالزراعة فكانت 99 ولا أزال حتى اليوم أحتفظ بشهادة الثالث الإعدادي والتي تعتبر واحدة من أهم مقتنياتي.
    momen قال:
    نوفمبر 12th, 2012 at 5:15 م

    الله الله عليك يا ابن البلد
    الله الله على التفاصيل الصغيره والجميله
    الله الله على نذكرك الدفتر
    وشهادتك التي معك الى الان
    زمان اول حول وراح وجاءا زمن والله ما هو حلو ولا جميل
    الاخ ابو اسامه ما قصر واضاف اشياء كثيره جميله ورائعه للمقاله
    فعلا ان الاخ عمر والاخ ابن البلد والاخ ابو اسامه اشخاص يستحقون الاحترام والتقدير
    لكم احتراماتي
    عبد الله الرشدان قال:
    نوفمبر 12th, 2012 at 9:56 م

    بامانة كلام رائع وتعليقات اروع , الشكر موصول لكم جميعا ,,,, ما ابلغ الوصف التالي “لا اعلام كاذب ولا تصوير مخادع ولا كامرات عاهرة ولا نفاق ودجل وبهرجات فارغة اعادتنا الالاف السنين الى الوراء !!!!!!!!!”
    ابن البلد قال:
    نوفمبر 12th, 2012 at 11:55 م

    كان سحر الحديقة الأخاذ هو من يدفعنا للتوسل إلى معلمينا بأخذ الحصص هناك , خصوصا” المواد الأدبية أو التي لا يتطلب درسها في تلك اللحظة الكتابة على اللوح , كان عماد الجبر هو من يتكفل بذلك بالعادة , مع مباركة ورجاء جماعي من الصف , بعض المعلمين كان يوافق والبعض الآخر يرفض , كنا نحسد الصف الآخر لأن معلمهم يأخذهم بالعادة إلى هناك , ولا يفوت هؤلاء أن يلتفتوا إلينا أثناء خروجهم بالطابور نحو الحديقة ونحن بالصف ويختلسوا من الإشارات والإيماءات والنظرات المملوئة بالسعادة من أجل أن يغيضوننا , وغالبا” ما كانوا ينجحون في ذلك .

    كان محمد جميل العباس يحظى بمكانة خاصة لدى أستاذ الإجتماعيات طيب الذكر علي أبو نبهان , نظرا” لنشاطه واجتهاده في الحصة ,- وقد كان يشرح بعض الحصص بالنيابة عن الأستاذ- وعندما يطلب من الأستاذ أن يأخذنا , كان يتمنع بالبداية ثم يقول وهو يبتسم : يالله بس ولا صوت . نذهب ونحن في منتهى المسؤلية والإحترام له , أحيانا” كان يعرج بنا نحو مثلث السمط , أذكر ذلك في أيام الشتاء والربيع , كانت المنطقة خالية وكان الشارع الرئيسي وقتها لا يتعدى الثلاثة أمتار , وباتجاة الشمال نسير برفقته وعلى جانبي الطريق معاصر الماء الممتلئة بعد يوم ماطر من أيام أواخر الشتاء , وصدقوني أن آلاف الطيور من مختلف الأنواع كانت تغطي سماءنا طوال العام وهي ترفرف من حولنا اينما ذهبنا وأينما حللنا , لم تكن هناك حركة تذكر للسيارات , المنطقة هادئة , الهواء نقي , والرؤيا واضحة لعدم وجود التلوث بالهواء, والربيع يملأ المكان , ثم نعود إلى الصف وقد أخذنا دفعة معنوية كبرى إستعدادا” ليوم جديد , وهنا لا يفوتنا أن ننظر إلى طلاب الصفوف الجالسين في غرفهم , ونقوم بالإيحاءات ذاتها لإغاضتهم وكأننا عدنا للتو من رحلة إلى بلاد أخرى, والآن اتذكر وأجزم أن رحلة المشي مع الأستاذ وقتها هي أجمل من رحلة حقيقية نقوم بها هذه الأيام إلى جزر الكناري … رحم الله أيام زمان
    مجهول قال:
    نوفمبر 13th, 2012 at 11:05 ص

    احسد الاخ ابو اسامة والاخ وليد على هذه الذاكرة الفذة وليس فقط حسد بل انا مبهوربتلك الذاكرة لله دركما لقد تفوقتما على صاحب المدونة فقط اصبحنا ننتظر التعليق اكثر من الموضوع الاساسي ارجو من الاخ عمر ان لا يعتب علينا فهو الاساس
    ولكن بنظرة سريعة الى جيل اليوم وبعد مضي شهر على بداية الدوام تسأله من يدرسك الرياضيات يقول هاه والله مابدري شوه اسمه كانه باسم اومجدي والله مني متذكر بكره بسال عنه وفي اليوم التالي تكرر السؤال فيقول والله انسيت اسال شوه بدي منه شوه مكان اسمه يكون انا بدي اناسبه وكذلك بقيت المدرسين للمواد الاخرى
    ولكن يعرف ايميله وعنوانه على الفيس بوك
    أبو أسامه قال:
    نوفمبر 13th, 2012 at 11:18 ص

    أخي وعزيزي وليد
    وانا اقراء تعليقاتك وملاحظاتك بكل هذه التفاصيل الدقيقة أهرع الى القاموس المحيط للفيروز ابادي كي ابحث عن وصف يليق بك ولكنني في كل مره اقولها وللامانه افشل في ذلك
    حماك الله وحفظ لك هذه الذاكرة المتقدة بكل تفاصيل الماضي الجميل
    اتمنى من الاخ عمر ان تكون احدى مقالاته القادمة عن حفلات السمر في المدارس التي كانت تقام في الغالب في نهاية العام الدراسي
    وسقى الله ع ايام زمان
    ابن البلد قال:
    نوفمبر 13th, 2012 at 12:11 م

    الحديث عن الحديقة ذو شجون , إن مجرد فكرة سقاية أشجارها من نسوة البلد الأوائل يستحق أن ننشأ للحدث مدونة , إلى جداتنا وأمهاتنا الرحمة وأطال الله في عمر من بقي منهن حتى الآن , إلى ” أم سعيد ” الرحمة , كنت أذهب وأنا صغير اليهم مع أبناء أخوالي بحكم النسب , كانت هذه المرأة رحمها الله من أروع ومن أطيب ما عرفت , وقد عمرت حتى المئة , وتمتعت إلى آخر أيام عمرها بكامل صحتها وذاكرتها . إنني وإذ أكتب هذه الكلمات البسيطة التي جالت في خاطري الآن , فهي ليست إلا مساهمة متواضعة أضعها على صرح سأصنعه في ذاكرتي لكل امرأة ساهمت وجاهدت لتبني لنا صرحا” , لكل من احتطبت على ظهرها من شجر جفين وبرقش لتدرأ عن الغاليين برد الشتاء , أو لتنضج رغيفا” يقتاتون به بقية النهار, لكل من عبأت سطل ماء من عين دير أبي سعيد على رأسها لتروي به ظمأ الصغار , لكل من طينت بأيديها قبل أن يحل الشتاء جدران و سقف االدار , لكل من سهرت الليالي ليكمل ولدها المشوار , لكل من زرعت وحصدت ورجدت وربت الدجاج والحبش والأرانب والغنم والأبقار. كم أنتن رائعات يا جداتنا وأمهاتنا , كم أنتن كبار !

    كان عيد الشجرة في السابق عيدا” وطنيا” بكل ما تحمله الكلمة من معنى , في الخامس عشر من كانون الثاني من كل عام , كانت الأنظار تتجه نحو دار أبو جمال (محمد الجبر المفلح الشريدة) حيث الزراعة القديمة قد استأجرت مبناها هناك , أذكر أن ذلك اليوم كان عطلة رسمية , كنا نتوجه لنحضر أشجار السرو واللزاب مجانا” لنزرعها أينما نشاء , ثم تجرى إحتفالات رسمية لزراعة الأشجار على أعلى المستويات .ذهبت ذات مرة مع إخوتي وأحضرت عددا” من أشجار السرو وزرعتها في حاكورة الدار الخلفية , وما هي إلا سنوات قليلة وإذا بها تناطح السماء , كم كان سروري عظيما” بعد أن كبرت وكبرت معي الأشجار , والله كنت دائم النظر إليها وأحبها لأنني أنا من زرعتها , ثم كان ما كان , أقتلعت بعد أن أفتتح شارع من هناك. وبعد حين تم إلغاء العطلة التي كانت مخصصة ليوم الشجرة وأصبحنا نذكر ذلك اليوم على استحياء ,وتم إلغاء كتب التعليم الزراعي , ثم قضي على زراعة القمح وأستبدلت سهول دير أبي سعيد الغربية ومناطق زراعة القمح فيها بزراعات أخرى لأنها أكثر جدوى كالبصل والبازيلا والباميا, وعلى كل حال فنحن أرحم من غيرنا فسهول إربد زرعت بدل القمح بالدخان , أي مسخرة هذه لا أدري !

    إلى كل من يهمه أمر هذا البلد , لنعمل جميعا” للعودة إلى الزراعة فهي منقذنا بعد الله , أعيدي يا وزارة التربية كتب التعليم الزراعي إلى المدارس , فالرجوع عن الذنب فضيلة.

    إلى اللقاء أن شاء الله
    بو أسامه قال:
    نوفمبر 13th, 2012 at 12:11 م

    عزيزي مجهول
    أشكر لك هذا الاطراء الجميل
    انني اتفق معك في كل ما ذهبت اليه عن جيل اليوم
    ولي في ذلك تفسير بسيط وهو
    ان الماضي كان جميلا ورائعا بكل ما فيه حتى مكابدة الفقر والعوز والحرمان وقلة الحيلة كان فيه متعة حقيقية
    لان كل الاشياء كانت نقية طاهرة تمشي على الفطرة وغير ملوثة
    عندما اتذكر اجدادي العظماء وهم كل رجالات دير ابي سعيد القدماء وبدون استثناء- ابو الخراف، ابو رفيفان ،العماوي ، الحشوة ، صالح الخليل ، المختار ابو علي -حسن العلي ، المختار ابو احمد = محمود الحسين الرشدان ، علي العربي وغيرهم الكثير الكثير احار بهم وفي اخلاقهم في طيبتهم وفي وفي في ——- ماذا اقول وماذا اترك
    لذلك حفر كل شئ في الذاكرة وطبعت عليه ليبل تقول ” غير قابل للمسح ”
    سؤالي هنا : ما هو ماضي وحاضر جيل اليوم ياترى
    فيس بوك اللعين وتويتر الملعون وكل قذارات الغرب المنحط هذه هي ثقافة الجيل الحالي - والله المستعان

    وساق الله ع ايام زمان
    بو أسامه قال:
    نوفمبر 13th, 2012 at 12:23 م

    عزيزي الحبيب وليد
    في كل تعليق لك تفتح جروحي المندملة
    لله درك ؟؟؟؟
    نساء دير ابي سعيد القديمات ( وكل الحرائر من جميع القرى ) اهم بالف مرة من الرجال
    واروع واحسن واجمل وابسل بمليون مرة
    كل واحدة منهن بطلة لا تقل عن جميلة بوحريد في التضحية والعطاء والبذل والسخاء
    اتذكر العديد منهن واتنمنى ان اكون خادم تحت ارجلهن
    لكل واحده منهن بطولات وصولات وجولات
    لكل واحدة منهن قصص وحكايات
    كان الشرف والعفة والطهر والنقاء طابع كل واحدة منهن
    كنا الجندي المجهول

    لا اريد ان اسهب اكثر
    اتمنى من الاخ عمر ان تكون نساء زمان موضوع لاحدى مقالاته القادمة -
    أسف لخروجي عن النص

    وسقى الله ع ايام زمان
    محمود ربابعه قال:
    نوفمبر 13th, 2012 at 1:01 م

    بعد التحيه
    احييك اخ عمر على هذه الكلمات الجميله عن الحديقة المدرسيه لانها كانت المدارس وقتها احسن بكثير من هذه الايام
    احييك اخ ابن البلد على سعة الذاكره والمعلومات والامور المفيده
    احييك اخ ابو اسامه على هذه الكلمات الرائعه
    اطال الله بعماركوا لتبقوا تتحفونا بمثلل هيك مقالات وتعليقات جميله
    ابن البلد قال:
    نوفمبر 13th, 2012 at 1:24 م

    إخوتي وأحبتي الأعزاء :

    قد يؤخذ علي أنني أركز في تعليقاتي على الحارة التحتى في دير أبي سعيد , لقد عشت هناك طوال سني عمري , مشيت بطريق العجال ما يعادل نصف محيط الكرة الأرضية , لم تبق بقعة من الجرد أو بلوطة أو السقاية أو القبيطي أو صجير أو القراطية أو القعقاع أو وعرة العبد أو المنصورة أو الدباس أو الميسر أو المراغة أو أبو رقبة أو طواقي السكران أو الخلة أو المنحسة او السلم أو عراق الحمر إلا ووطئتها عشرات المرات . إن وجودي في تلك البقعة المحددة من خارطة دير أبي سعيد , قد عاقني عن تتبع مجريات الأحداث التي كانت تجري في مناطق اخرى, قبل فترة زارني صديق لي , وقبل أن يجلس طلبت منه أن يكون موضوع الجلسة عن دير أبي سعيد القديمة و فاجئني بمعلومات لم اكن أعرفها لأن مجرياتها الرئيسية كانت تدور بين حارتين من خارج حدود مملكتي الصغيرة , تحدث عن عجال البقر في السمط , وكيف أنه كان في الصباح يوصل بقراتهم من الحارة الفوقا إلى السمط , وتحدث عن السمط كيف كانت وقتها وعن شارع دير أبي سعيد الرئيسي- وهذا أتذكره جيدا”-, وكذلك عن الحارة الفوقا. لقد كانت إحدى أكثر الجلسات متعة لي في الثلاث سنوات الأخيرة.

    ما أردت قوله , هو رجائي بانضمام آخرين للتعليق على هذه المدونة من مناطق أخرى , من دير أبي سعيد أو غيرها لنجمع صفحات التاريخ هذه إلى بعض ولنشكل صورة كاملة عن تلك الحقبة.
    مجهول قال:
    نوفمبر 13th, 2012 at 2:42 م

    ما شاء الله عليك يا استاذ وليد والمرادف لك الاخ ابو اسامة فانت تتحدث عن الحارة التحتا والمكمل لك ابواسامة يتحدث عن الحارة الفوقا ولو انك تحيط باخبار الحارتين كذلك هو
    فهو ملم برجالات الحارة التحتا وانت ملم باسماء الاماكن الحارة الفوقافقدزدتما المدونة جمالا
    اطال الله في عمريكما
    لقد كانت هذه الاماكن في طي النسيان كذلك رجلاات دير ابي سعيد القداماء
    ارجو ممن يعرف من الاخوة ماهو سبب تسميتها بهذاالاسم تزويدنا بذلك وله الشكر
    محمد الزعبي قال:
    نوفمبر 13th, 2012 at 6:31 م

    ابن البلد الكبير
    ابو اسامه الرائع
    الاستاذ المبدع عمر
    اولا اريد ان اشكركم كل الشكر على هذه المدونه الفريده والرائعه والعظيمه والتعليقات التي تزيد المقال روعه وجمالا.
    اذكر دير ابي سعيد عندما كانت شارعا واحد واتذكر دخنوش وهو يبيعنا البوظه وكيف كانت دير ابي سعيد بالنسبه لجفين مثل المدينه والقريه الصغيره.
    واذا رجعنا الى المقاله السابقه تذكرت الهوشات بين دير ابي سعيد واولاد جفين وكيف كنا نقعد في جفين لنتفق على خطة نواجه فيها اولاد دير ابي سعيد.
    ذكرني الاستاذ ابو اسامه والاستاذ وليد بالمقال بجمال الزيتون كيف كان بالحق يذعرنا ويجننا عندما ناتي الى الببور.
    الحديث يطول ولكن تبقوا رائعين واتمنى ان تحافظو على هذه المدونه لانها اعتبرها المرجع الوحيد عند دير ابي سعيد بلغة بليغه وتعليقات وتوضيحات عميقه
    ...........الزعبي................ قال:
    نوفمبر 13th, 2012 at 7:15 م

    ساختار بعض الجمل بعد اذنكوا………….

    ” فجاءت الحديقة تفسيرا وتاويلا لايات مادة الزراعة الصماء.”

    “في الحديقة تعلمنا حب الارض ………………..عشقنا رائحة التعب المجبول بالتراب………………… تمرسنا على قراءة الفصول بحكمة……. شدّت من حبال صداقتنا كفلاحين صغار.”

    ” كان منهاج الزراعه قيما غتيا مفيدا ونحن نقف على اول دروس حب الارض وعندما اكتشفت وزارتنا الموقرة هذا العشق الممنوع بين فطرتنا والارض الغت المنهاج واستبدلته بمنهاج مهني يقدم كل شيء الا تعلم المهن. ”

    “لم بحدث هذا ؟ اهو الجهل ؟ ام الغباء ؟

    ام حاقدون يقطعون كل معابر الفرح؟!!!!!!!!!!!”

    **** لغة وبلاغه رائعتين”

    “”"” ما من خطيئة ارتكبت بحق هذه البلدة وناسها الطيبين أكثر من إزالة زيتونة السوق الرومية وسط البلد, وتدمير الحديقة , واجتثاث شجرة الزنزلخت الشاهقة إلى الجنوب من الجامع القديم , وتحطيم بد الزيتون بالحارة التحتى. وبما أن الحديث ينصب الآن عن الحديقة فأقول أنه لن ينفع الندم أو التبرير , فكان بالإمكان بناء أكوام الإسمنت هذه في غير ذلك المكان الذي شهد فرحنا ومرحنا ولعبنا وتعلمنا وشقاوتنا , منها أكلنا الفستق الحلبي والإجاص المجفف, وتبارينا لإسقاط اللزاب والتهامه بالحلة من شجرها ,في أرضها زرعنا قطعا صغيرة بأيدينا , اعتنينا بها ورعيناها , وقطعنا من المسافات ما قطعنا نبحث عن الزبل البلدي لتربتها حتى اخضرت ثم ذهبنا بمنتوجها ذات مرة فرحين إلى أهلنا , فيها مارسنا عبثنا , فمن شيكها قطعنا, لنصنع عربات الأسلاك لنسوقها بحاراتنا, وأفخاخا” لقنابير الميسر والمراغة, وسودات الجرد والقبيطي , ودويريات قاع الدار !! , في الجهة الجنوبية الغربية منها تدربنا على تمثيلية ” إسلام عمر” لنعرضها لاحقا” في حفلة السمر بالمدرسة الفوقا كما كان الأمر يحدث في إحدى ليالي الصيف من كل عام.

    كم كانت الفرحة تغمرنا ونحن ننطلق اليها في حصة الزراعة مع أستاذنا الحبيب طيب الذكر عبد الرحمن جرادات , أذكره وهو يطبق لنا ما كنا قد تعلمناه من دروس نظرية في الحصة السابقة من منهاج التعليم الزراعي . أذكره مثلا” وهو يشرح لنا طريقة تحضير الأرض لزراعة الكوسا , كان مخلصا” في عمله , محبا” للزراعة , عاشقا” للأرض , لهذا أحببناه وتعلقنا به. أذكر شتلات الخس ونبات الفجل ورؤوس الزهرة البيضاء كبياض قلوبنا وقتها.

    كان الأستاذ الكبير- أطال الله في عمره- كمال أخو دعسا مدير المدرسة دائم التواجد هناك , يعطي توجيها” من هنا , ويروي بيده حوضا” من هناك , ويعاقب طالبا” تناهى إلى سمعه قطعه سلكا” من الشيك في اليوم السابق , كان دائم الحب للحديقة ولعمله ولطلبته , كنا نحبه كثيرا” ولا زلنا وسنبقى , وأراهن أن الجميع كذلك .. وفي هذا المكان لا يسعني إلا أن أتوجه بكل معاني الحب والوفاء والعرفان إلى معلمي الأوائل الأفاضل واللذين لن أنساهم حتى الممات. من المعلمين من كان يعطي بعض حصصه هناك وبالأخص بعض معلمي المواد الأدبية.

    عندما كنت صغيرا” ولم أدخل المدرسة بعد , كنت آتي إلى دير أبي سعيد مع أهلي من الزرقاء حيث كنا نسكن هناك, كنت أسمع أمي وعمتي وغيرهما يقولون وقت المساء , لنذهب إلى الحديقة ومنهم من كان يطلق عليها ” الجنينة ” وكنت لم أرها بعد , أتحدث هنا عن المرة الأولى التي ذهبت بها أواسط الستينيات , المنطقة هادئة , لا ضجيج ولا تلوث ولا فوضى كأيامنا هذه , أذكر نسيم الصيف المنعش وقتها ا وقد تخلل الأشجار , ربما يمر يوم كامل لا نسمع فيه صوت خمس سيارات , تلك الأيام التي مضت هي من أيام الذكرى فقط , وليت الزمن توقف أو أن الحياة القديمة لم تتغير , ولكن لم يحدث هذا ولا ذاك. تكررت زياراتنا للحديقة كلما أتيت إلى دير أبي سعيد ولم تنقطع إلا بعد عام 1967م بعد أن عدنا للإستقرار هنا. أتذكر تلك الأيام المريرة التي عاشتها البلاد , أيام القصف الجوي وقصف الصواريخ . أيام المغر والملاجيء, ايام الخوف , لقد كان الصمود الذي سطره أهلنا على قلة إمكانياتهم وقتها, تحلقا” حقيقيا” في سماء البطولة ,ومساهمة كبرى في معركة الدفاع عن الوطن, سيبقى حديث الناس إلى الأبد.

    كانت الحديقة يومها وارفة الظلال , تحيط بها من كل جانب أشجار الصنوبر الشاهقة- سقط بعضها أوائل السبعينيات إثر رياح ليلية عاصفة- لم أشهد مثيلا” لها من قبل-.وكانت أرضها خصبة , إضافة للرعاية الإستثنائية التي حضيت بها من قبل الأستاذ عبد الرحمن وقبله الأستاذ عبد الحليم , وقد أنشأ في وقت سابق غرفتين , إحداهما للحارس ثم فتح بها عيادة للجيش لمدة قصيرة إبان حرب الإستنزاف , وذهبت إليها للعلاج ذات مرة بعد أن أصبت أثناء لعبي بملعب محمد الحمد القديم. وهناك غرفة أخرى كان يتم تأمين أدوات العمل بها , مقابل هاتين الغرفتين من الجنوب , كانت تنتصب شجرة الفستق الحلبي التي طالما استظللنا بظلها الوارف , وكانت بعض الممرات تتخلل أحواض الورد التي زرعت هنا وهناك. أحضر الأستاذ عبد الرحمن أنواعا” من دجاج الجهورن الأبيض والأحمر وأرانب الفلاندر والشنشيلا , أذكر أرنب الفلاندر الضخم ذو اللون العسلي وهو يحمله الأستاذ بين يديه ليعلمنا طريقة الحمل الصحيحة, وهي وضع إحدى اليدين في منطقة التقاء الساقين مع الذنب , بينما تكون اليد الأخرى قد أمسكت بشكل جيد بأذني الأرنب.

    ذات مرة بغرفة الصف أحضر لنا نبتة من البصل زرعت في وقت سابق , وكان الهدف من إحضارها هو أن يرينا كيف أن النبات في مراحله الأولى يتغذى على عناصرة الذاتية قبل أن تتركز جذوره بالأرض ويبدأ بالتغذية من التربة , وبعد اقتلاع نبتة البصل , ظهر لنا للوهلة الأولى أن القشرة لا تزال تحتفظ بمكوناتها الأصلية , أي أن البصلة توحي من حيث الشكل بأنها سليمة , وسألنا فقلنا له لا تزال سليمة , فطلب منا الإقتراب من إحدى المقاعد حوله , وضغط على البصلة أمامنا فإذا هي فارغة من الداخل , وما كان من أحد الطلبة وبشكل مفاجيْ أن صرخ بأعلى صوته : يا الله ! ويبدو أن الأستاذ قد استجفل من ذلك فرد عليه بغضب وبأعلى صوته أيضا” : الله يسخطك , فضحكنا بشدة , ولا زلنا نتذكر تلك الحادثة ونذكر بعضنا بها, وهي واحدة من عشرات قصص مدرسة عطروز القديمة الحبيبة.

    أذكر أن هناك شجرتين ضخمتين من السرو كانتا تنتصبان مقابل مدرستنا , وتبعدان نحو ثلاثة أمتار عن صف شجر الصنوبر الذي يشكل السياج الرئيسي من الشرق , وقد تم اقتلاعهما بعد توسعة الشارع الرئيسي . تحت هاتين الشجرتين كان معلموا المدرسة ينتظرون بالعادة سيارات ال190 لتعود بهم إلى إربد, وكان بعضهم ينخرط بالحديث بشؤون الساعة وقتها, أذكر ذات مرة أنني اقتربت منهم وكان مدير المدرسة الفوقا (العطار) في جدال مع آخر حول جدوى إرسال الرئيس جمال عبدالناصر قوات إلى اليمن في أواسط الستينيات إبان الحرب الأهلية التي كانت تشهدها البلاد آنذاك. كان بائعوا البوظة والسحلب والكرابيج والهريسة( أذكر منهم أبو باير) والرمان الحلاوي( من جديتا ) يقفون , وعرباية سانويش أبو علي كذلك , إلا انه انتقل إلى التلة الواقعة في الجهة الجنوبية من المدرسة , وبقي هناك.

    علمت أن أرض الحديقة بالأصل – قبل أن يتم إستملاكها – كانت تعود إلى المرحوم سعادة الحداد والد جورجي وتركي الحداد , وكان من ملاكي البلد وقتها حيث كان له أيضا” أراضي بالسهل الغربي إضافة لقطعة أرض كبيرة من ضمنها منطقة البنك الإسلامي حاليا” وتمتد شرقا” حتى المدرسة الثانوية .

    أعتذر ان كنت قد أطلت الحديث , لكن في بعض الأحيان يصعب اجتزاء اجزاءا” منه , ويبقى الماضي ذكريات تمر أحيانا” ويطويها النسيان في أحايين أكثر .”"”

    يا سلام على التراث المحفوظ في عقلك

    “كانت مادة الزراعة كما اسلفنا تدرس في المرحلة الاعدادية وربما كانت من امتع المواضيع التي كنا قد درسناها -واعتقد ان السبب بيسط ولعدة اسباب انها تخرج عن المالوف والحشو وبها جانب عملي نستطيع الانعتاق من جو الصف والطاولات ناهيك عن انها تلامس حياتنا فقد تعلمت منها اشياء لا زلت امارسها حتى يومنا هذا - كمثال عى ذلك تطعيم الاشجار - بالقلم - كنا مبهورين بالحديقة عندما تمكن احدنا من ان يطبق فكرة التطعيم وبالتالي يعمل شجرة حمضيات تنتج ع كل غصن نوع مختلف من الحمضيات - برتقال - ليمون - مندلينا
    كان منهاج الزراعة غنيا جدا ويحفل بكل مواضيع الزراعة
    الشئ بالشئ يذكر - اتذكر - انه كان بالجهة المقابلة لباب الحديقة من جهة الشمال - قطعة ارض فاضية - بالشتوية تمتلئ بمياه الامطار وتصبح بركة -
    المهم انه في تلك القطعة كانت وزارة الزراعة تعلن من خلال سماعة المسجد انه اليوم سوف تقوم بعد المغرب سيارة - تحمل سينما - ببث فليم مثلا عن امراض الزيتون وكيفية مكافحتها
    كانت بالليل تتوقف الشاحنه - التي تحمل سينما هناك - ويتم تركيب لوحة ضخمة - كشاشة يتم عرض المادة الفلمية عليها وكان يحضر معظم اهالي البلد نساء واطفال وكبارا لمشاهدة ذلك الفلم
    - شو يا اخوانا - زمان كان كل شئ متطور الف مرة اكثر من اليوم
    وسقى الله ع ايام زمان”

    رائع جدا جدا
    عاجز عن الشكر
    ابن البلد قال:
    نوفمبر 13th, 2012 at 10:36 م

    في خروجنا كل مرة عن النص نأتي بمعلومة لا تقل أهمية عن تلك في موضوع المقال , في خروج أبو أسامة ذات مرة عندما ذكر أنه من باب التبجيل أن يذكر الإنسان بإسمه , وساق أمثلة كثيرة على ذلك , وهذه نظريتي رقم (14) وهنا أضيف شيئا” مهما” : في السابق كان الناس في دير أبي سعيد يعيشون كأنهم عائلة واحدة , لم نكن نستخدم قط إسم العشيرة بالتعريف على بعضنا إلا منذ عشرين سنة , قبل ذلك كان الشخص يعرف باسمه واسم أبيه فقط وهذا لا يعني أننا ننكر عليه عشيرته , لا والله ليس هذا هو القصود , ولكن كما قلت كان الناس يتساوون بالغالب فيما بينهم , فتعرف الشخص لشخصه لا لكونه إبن هذه العشيرة أو تلك. فمثلا” أبو أسامة بالصف كان إسمه فقط عندنا ( محمد المحمود) , وكل من درس معنا بمجرد أن تذكر له إسم ( محمد المحمود ) يعرف أن المقصود هو : ( محمد محمود الجبر المفلح الشريدة ) وهناك القائمة الطويلة ( مهند شريف) , ( باسم الجاسر) , ( محمد نور عبد المجيد ) , ( محمد الجميل ) , ( وليد محمد ) , ( خلدون محمود ) , ( أسامة محمد ) , ( تيسير مجلي ) , ( حسين يعقوب ) , ( بسام العبد القادر ) , ( فوزي محمد نايف ) …. وبالحارة ( محمود الكريم ) , ( يوسف العقلة ) , ( راجح العارف )0 ( مفيد الحمد ) , ( محمد الفواز )…. أما كبارنا رحم الله من توفى منهم وأطال الله في عمر من بقى : ( مشهور الصالح ) , ( علي الجبر ) , ( حسن العلي ) , ( محمود الحسين ) , ( شمسي العبدالقادر ) , ( حسان العايش ) , ( جميل العباس ) , ( علي المحمد الحسين) , ( علي العبد اللطيف )…

    في هذه الايام يجتمع أبناء نفس العشيرة أحيانا” في مناسبة ما , كلهم من نفس العشيرة , وقد يتم تنظيم أسمائهم في كشف لأجل الدفع لبناء مضافة مثلا” , وهذا الكشف خاص لا يطلع عليه سواهم, ستضطر لسماع إسم عشيرة ( أبو دان ) – وهذا إسم مستعار- 450 مرة إذا كان عددهم 450 , بصراحة الأمور تغيرت عندنا كثير وربما تكون قد تدهورت.

    هكذا كنا بالفعل أبناء عشيرة واحدة , وهذا جانب منسي من تاريخنا ويجب أن لا يفوتنا وينصب التركيز فقط على عرباية أبو باير أو عبارة حمد , على الرغم من أهميتها كمادة أساسية في تاريخ دير أبي سعيد.

    دمتم بحفظ الله
    ...........الزعبي................ قال:
    نوفمبر 13th, 2012 at 11:24 م

    صدقت يا ابن البلد صدقت ورب الكعبه
    كانت الحمايل لاتذكر الا اذا دقرت الامور
    اشكرك على لفت الانتباه الى هذه النقطه
    اهنيك كيف تتذكر اسماء صفك للان
    اشكرك على ا

  2. ..... علق :

    ...........الزعبي................ قال:
    نوفمبر 13th, 2012 at 11:24 م

    صدقت يا ابن البلد صدقت ورب الكعبه
    كانت الحمايل لاتذكر الا اذا دقرت الامور
    اشكرك على لفت الانتباه الى هذه النقطه
    اهنيك كيف تتذكر اسماء صفك للان
    اشكرك على اضافاتك الجميله
    كما لاانسى ابو اسامه لتعليقاته الحميله ايضا
    اعذرني استاذ عمر احيانا انساك لكن لك بقلبي كل الحب لانك انت الذي جمعتنا لنتعرف على امور جميله ببلادنا
    فلكم الجمع كل الشكر
    محمد بني ياسين قال:
    نوفمبر 14th, 2012 at 4:03 ص

    بوركت جهودكم جميععا….ايام لن تعود
    عماد ملحم قال:
    نوفمبر 14th, 2012 at 4:28 ص

    بحب اشكركم جميعا على هذا الكلام الجميل دون استثناء
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قال:
    نوفمبر 14th, 2012 at 9:56 ص

    ابداع بمعنى الكلمه
    بو أسامه قال:
    نوفمبر 14th, 2012 at 10:02 ص

    يحضرني الآن شئ وهو انة كان يتوزع في الحديقة بعض صنابير الماء ( الحنفيات ) لسقاية المزورعات كنا احيانا نشرب منها مباشرة - كانت هابطة وقريبة من الارض كنا ننام احيانا وننبطح ارضا كي نستطيع الشرب منها كانت الذ واعذب مياه ذقتها بحياتي - في الغالب تكون مياة البلدية دافئة بالصيف لمرورها بمواسير المياه الحديدية - بمقارنة بسيطة مع هذه الايام ومع كل هذه الرفاهية حيث الثلاجة المنزلية ذات السبع نجوم بما لها من امكانيات وخصائص حيث يوجد بها من الخارج لوحات تعطي الايس كريم والماء المثلج والمبرد والعصير بمختلف النكهات والايس تي والكابتشينو المثلج والساخن - بس صدقوني ما لها لذة ولا فيها متعة - طبعا هذا رائ الشخصي انا
    وسقى الله ع أيام زمان
    مصعب المقدادي قال:
    نوفمبر 14th, 2012 at 3:49 م

    الماضي اجمل شيء لان الحاضر سيء جدا ومع غلاء الاسعار صارت ازفت

    دمتم بخير
    محمود بني حمد قال:
    نوفمبر 14th, 2012 at 4:06 م

    مقاله جميله جدا وتعليقات اجمل من الجمال لانها تفتح الماضي بطريقه جميله
    علي ياسين قال:
    نوفمبر 14th, 2012 at 6:40 م

    تالق مستمر ما شاء الله….وارى اليوم عن الحديقه المدرسيه التي اذكرها جيدا كوني درست بدير ابي سعيد في اواؤل الثمانينات…..كانت ملئى بالسرو والزاب…..واذكر غرف الجاج والارانب ولكن كانت مهجورات من الحيوانات…….الاستاذ عمر يتحفنا بالرجوع الى الماضي الجميل جدا وابن البلد يضيف اشياء كثير كثير جديده علي والاستاذ ابو اسامه ايضا لم بقصر من ناحيته بسرد اشياء جميله جدا عن تلك الفتره…..اشكركم والى الامام
    ابن البلد قال:
    نوفمبر 14th, 2012 at 7:03 م

    فاتني أن أذكر أن الحديقة كانت تمثل الحد الشمالي للمناطق المأهولة على الشارع الرئيسي بدير أبي سعيد , لم تكن قد بنيت طوبة واحدة على طول الشارع في نفس الجهة من الحديقة.حتى منطقة المستوصف كانت فارغة وهي تعود للمرحوم محمد فالح الرويضي , وكانت جميعها مناطق تزرع بالمحاصيل الحقلية والمقاثي . في الجهة المقابلة للحديقة كانت مدرسة عطروز وإلى الشمال منها على الشارع بعض الدور التي تعد على أصابع اليد الواحدة وبعدها الملعب القديم مقابل المتصرفية حاليا”
    مجهول قال:
    نوفمبر 15th, 2012 at 4:03 ص

    مبدع كعادتك
    م.الربابعه قال:
    نوفمبر 15th, 2012 at 6:58 ص

    اتمنى من الاستاذ عمر الكتابه عن وادي الريان وعن طاحونة عوده اقدم طاحونه بالاردن
    مجهول قال:
    نوفمبر 15th, 2012 at 1:53 م

    مقاله جدا رائعه
    وتعليقات غنيه وجميله
    ولكن والله انه الوضع النفسي مانعني من التعليق اكثر
    اشكركم
    برقش قال:
    نوفمبر 15th, 2012 at 2:55 م

    زمان كانت الاشياء قليله كثير ولكن كان حب بين الناس وتواصل واليوم كل شي موجود لكن الحياة ممله ومفرقه كثير ممكن التكنولوجيا احضرت كل شي قدامك فاصابك الملل. وشكرا للجميع
    محمد بني عيسى قال:
    نوفمبر 15th, 2012 at 3:49 م

    ابو المدني انت هبه لنا من الله……ابن البلد انت موسوعه ما شا الله……ابو اسامه……انت مكتبه تراث جميل…..لكم الشكر على هذا المجهود
    مجهول قال:
    نوفمبر 15th, 2012 at 5:50 م

    vary good
    قارئة الفنجان قال:
    نوفمبر 16th, 2012 at 12:06 م

    تحيه الى الاستاذ عمر على هذه المدونه وتحية الى ابن البلد على هذا الاثراء للمقاله وتحية الى الاستاذ ابو اسامه على الاضاقات الجميله والتي تعود الى الماضي الجميل
    قارئة الفنجان قال:
    نوفمبر 16th, 2012 at 12:10 م

    الى مجهول مع الاحترام
    كلمة very good هكذا وليس
    vary good
    ولك الشكر
    مجهول قال:
    نوفمبر 16th, 2012 at 1:10 م

    استاذ عمر درستنا في كفرعوان لغة انجليزيه بال93 وكنت احسن معلم بالمدرسه ويشهد الله والطلاب وبالصدفة على قوقل وجدت مقالك لما كنت ابحث عن دير ابي سعيد والكوره وقراته وكان هذا المقال جميل جدا ولم اتعجب لانك كنت بكل شيء جميل

    استاذ عمر كل الشكر لك
    وبالله عليك تزورنا بكفرعوان

    محمد احمد الدهني ( القوات المسلحه)
    حي الجامع وسط البلد
    مجهول قال:
    نوفمبر 16th, 2012 at 3:47 م

    الى محمد الدهني - كفر عوان
    ما قلته في محله ويشهد كل من درسه عمر انه مثال للمعلم الحنون القدوة الوفي المخلص صغيرا كان ام كبيرا ويرى في الطلاب الذين أمامه بمثابة ابنائه او اخوانه وكأن القدر( عوضه بحرمانه من الابناء) بهولاء الطلبه فرأفته بهم قل نظبرها
    وبالمناسبة وكما علمت ان معظم فترات تدريس عمر كانت في كفر عوان وله رصيد واف من المعارف والاصدقاء يكنون له كل الفضل والاحترام سواء من الطلاب الذين درسهم أمثالك اخ محمد اومن الزملاء المدرسين وهم كثر
    اسف ان خرجت عن موضوع المدونة ولكن من فبيل اسداء الفضل لاهله كتبت هذا التعليق شكرا للجميع (
    مجهول قال:
    نوفمبر 16th, 2012 at 3:48 م

    الى محمد الدهني - كفر عوان
    ما قلته في محله ويشهد كل من درسه عمر انه مثال للمعلم الحنون القدوة الوفي المخلص صغيرا كان ام كبيرا ويرى في الطلاب الذين أمامه بمثابة ابنائه او اخوانه وكأن القدر( عوضه بحرمانه من الابناء) بهولاء الطلبه فرأفته بهم قل نظبرها
    وبالمناسبة وكما علمت ان معظم فترات تدريس عمر كانت في كفر عوان وله رصيد واف من المعارف والاصدقاء يكنون له كل الفضل والاحترام سواء من الطلاب الذين درسهم أمثالك اخ محمد اومن الزملاء المدرسين وهم كثر
    اسف ان خرجت عن موضوع المدونة ولكن من فبيل اسداء الفضل لاهله كتبت هذا التعليق شكرا للجميع (
    ابن البلد قال:
    نوفمبر 17th, 2012 at 12:44 م

    إخوتي الاعزاء السلام عليكم ورحمة الله
    ربما أكون على شغف بالتواصل مع صديق قديم , جلست معه ذات مرة تحت شجرة الفستق الحلبي بالحديقة , أو تحت شجرات السرو الثلاث بالمدرسة الفوقا , ولكني لا أعرف له سبيل , هذا ما يحصل معنا جميعا” .
    هذه حساباتي على مواقع التواصل تحت الروابط المبينة , لعل أحدهم يعثر علي فنفتح سوية صفحة منسية من ماضينا الجميل

    وليد الرشدان( المدني) / دير أبي سعيد

    حساب تويتر
    https://twitter.com/waliid747

    حساب فيسبوك
    http://www.facebook.com/waleed.rashdan.35

    حساب جوجل بلس
    https://plus.google.com/u/0/117441521334600686575/posts

    تحياتي للجميع
    بو أسامه قال:
    نوفمبر 18th, 2012 at 8:01 ص

    شكرا للاخ عمر
    شكرا لك من كتب او قرأ أو علق
    اتمنى من الاخ عمر ان يتحفنا في مقال قادم عن عيد الشجرة
    مشكلة الماضي انه كله جميل زي العسل
    لذلك احتار كثيرا
    فكل شئ كان فيه حكاية وله الف رواية
    حيث تزدحم الذاكرة بمئات المواضيع الرائعة والتي في الغالب تسرد سيرة الحياة اليومية الطبيعية بدون تكلف ولا مكياج مصطنع
    طبتم جميعا بخير
    عمر المدني قال:
    نوفمبر 18th, 2012 at 9:06 ص

    اولا او ان اشكر كل الاخوة المعلقين على هذه المقاله والتي كانت بالنسبة لي زادا اضافيا للايام القادمه مستمدة زيتها من ماض كان رائعا وجميلا
    اخص ابو اسامه وابن البلد
    والى لقاء قريب

    ابشر ابو اسامه ولكن لو تكرمت وتمهلني بضع ايام
    مجهول قال:
    نوفمبر 22nd, 2012 at 11:10 م

    اخ عمر انت رائع جدا
    الاخوه ابو اسامه وابن البلد جهودكم جباره بجمع العلومات وتقديمها لنا بطريقه جميله
    انا حقيقة بحب الماضي جدا جدا
    ربنا لايحرمنا من رواءعكم
    مجهول قال:
    نوفمبر 25th, 2012 at 5:26 م

    زمان كانت الناس انفسها اطيب وحبها للارض اطيب لذلك كل شيء كويس وممتاز
    حتى مدارس زمان كانت احسن والله

  3. رؤى علق :

    كم انت جميل

    كم مشتاق اجالسك عن قرب

    على فكره الاسم مستعار

    الكوره

  4. محمد الاعيده علق :

    كنت ازرع سبانخ لما كنت بالثالث اعدادي

    رجعتنا الى الزمن الجميل استاذ عمر


استضافة مجانية من موقع مدونات عبر ! | الموقع غير مسؤول عن محتويات المدونة، فقط صاحب المدونة يتحمل كامل المسؤولية عن مضامينها | التبليغ عن مخالفة- Report copyright abuse | سياسة الخصوصية |نسخة الموبايل