البريد….عمر المدني(الرشدان)….دير ابي سعيد
كتبهاعمر المدني ، في 17 تشرين الأول 2012 الساعة: 23:18 م
البريد
بدرجه الضيق القديم المتصاعد الى غرفتين ضيقتين احداهما يحتله المقسم اليدوي القديم المليء بالثقوب ورجل مشغول يجلس خلفه يسحب تلك القطعة الاسطوانية ويدسها باخرى وصيحات ( الو الو الو ……معك ايوه معك) بنزاقة سلطان وبشاشة المرحوم ابي فواز نهار ودعابة المرحوم ابي فلاح كان هذا جزءا من ذكريات اواخر السبعينات واول طرق لعتبات الثمانينات……انه بريد دير ابي سعيد.
لم تكن تلك الحجارة المتاكله المائلة للسواد مجرد غرف صامته بل كانت غرفا يملآها الشوق والحنين والمفاجاة…….كان البريد مرفأ للفرح ان وجدنا رسالة وصلت من شط الغوالي البعيد او اخرى نحملها الى سفينة الغد المهاجره اليهم.
رائحته الساكنة للان في ثنايا روحي رائحة الطوابع رائحة الورق رائحة التعب رائحة الشوق رائحة المكان رائحة الحركة هناك………. صورة الملك حسين المعتلية كل شيء…….سؤال ابي فلاح وسلاماته على جدي واهلي يغريني الى ان اجول ببصري في كل انحاء الغرفة يوم كنا نعتقد انه من المحظور ذلك في دوائر الحكومه……..كل هذا جعل من هذين الغرفتين الصغيرتين رمزا كبيرا في ارواحنا.
هاني الطعيمه وتمركزه الدؤوب على دوار المحكمه القديمه وبين اصابعه تلك الرسائل يجول ببصره في وجوه الاولاد العائدين من المدارس ينزل بصره الى الرسائل ليسترجع الاسماء ثم يومىء الى احدهم بالقدوم ويسلمه رسالة لينطلق هذا المحظوظ الى اهله يحمل شوقا واخبارا عن بعيدي الديار.
اذكرها يوم ناداني ذات فرحه وسلمني رسالة لاعدو بها مسابقا الزمن الى امي الصامدة على جبهة الصبر وخندق الانتظار….اذكرها يوم فتحها ابي وقراها على مسامعنا ونحن مشغولون باشكال الطوابع وغرابتها على ظرف الرساله وكم كنا نحلق فرحا عند سماع اسمائنا وخصها بالسلام. وعند التسليم يخطفها احد اخوتي ويقراها بصمت ثم يرفع صوته عند بعض الجمل المهمه. كانت الكلمات دوما توجه الى امي جذوة الاشتياق والحب والشوق الى الغائب عن الدار…كانت اساريرها تنفرج وتظهر خطوط فرحها على وجهها فتعلو تلك الابتسامة العميقه مشفوعة بحمد وشكر لله. وبعد ذلك تحفظ الرساله بظرفها في علبة التوفي الزرقاء مهد الشوق والذكريات.
وعندما كانت تطول وصول مراكب الرسائل كانت امي تحثنا الى الذهاب الى البريد الى ابي فلاح (وخاصة عندما اخبرتنا انه من اخوالها وتهديه السلام) نساله فتخرج اجابنه من بين اسنانه الباسمه " بتصل خالوه بتصل". وهنا كان المرحوم ابو فواز يشرع بسؤال "هو اخوك وين وعند اجابته يبدي اعجابا فنفرح".
سلطان يثابر في اجابة طالبي الخطوط وربطها بوجهاتها وذلك متبوعا بكلمات عصبيه مصدرها رداءة الاتصال او كثرة الطلبات او طبيعته.
في البريد كان يدهشنا لزق الطوابع واختيارها على الرسائل فبعضها يحمل صورة الملك حسين بلباس طيار حربي واخرى بجاكيت واخرى لحصادة قمح واخرى للبتراء امام ضباية تفسير تدفعنا الى الاعجاب فقط. كانت كراسية العاليه تدفعنا الى تفسيرات مضلله عرفناها فيما بعد فضحكنا.
احتل البريد برائحته وذكرياته مساحة كبيره من حياتنا كنقطة وصل بيننا وبينهم وبعد ان بزغت تكنولوجيا الاتصالات الاليه حولت الشوق الى شوك ودفء الكلمه الى برد ورائحة الحب الى وجع.
تمت
عمر المدني
صباح الخميس/ 18/10/2012
أكتوبر 18th, 2012 at 5:43 ص
السلام عليكم… عدنا والعود أحمد , لنفتح صفحة من صفحات وجعنا القديم , فذكريات الأمس أوجاع اليوم, يكفي ان نتذكر أن العمر قد مضى أو أوشك. في أوائل السبعينيات كان البريد من أهم وسائل الإتصال بين الناس , ما من فتى أكمل الثاني الإعدادي إلا ويحتفظ لنفسه بعدد لا بأس به من مغلفات الرسائل ذوات الإطار المزركش بالأزرق والأحمر ومكتوب عليها ( بالبريد الجوي ) , كان متابعوا المسابقات الثقافية والموجودة في مجلة العربي أو طبيبك مثلا” من الحريصين على التواصل معها عن طريق البريد , كان متابعوا ( حزيرة رمضان ) يجمعون إجاباتهم في نهاية الشهر ويذهبون بها إلى البريد , وكم كان السرور عظيما” عندما كان يخرج المرحوم أبو فواز أو أبو نزيه أو أبو فلاح مجموعة من الطوابع التي تحمل صورا” لطيور جميلة ثم يبدأون بختمها على عجل , لا زال حتى هذا اليوم يرن في أذني صوت الإهتزاز المنبعث من الطاولة الخشبية الخضراء في بريد دير أبي سعيد القديم, لا أزال أذكر المقسم القديم وانشغال مأمور المقسم بتأمين اتصال هاتفي, وانتظارنا وراء الطاولة حتى يكمل عمله ليتفرغ لاستقبال رسالتنا ,لا أزال أذكر حتى اليوم خطوات ألفتى الصغير وقتها أكرم الرشدان وهم يصعد درجات البريد القديم ليرسل إحدى رسائله القديمة لبرنامج ” نادي المستمعين” في إذاعة لندن , فقد كنا ننتظر البرنامج لنستمع إلى إهداءاته إلى رفاقه والذين لم يلتقيهم على ما أظن.أتحدث عن تلك الحقبة عندما كنت صغيرا” واهتماماتي وقتها لم تزد عن بعث رسالة لمحمود الكريم الذي التحق وقتها بالشرطة وكان يخدم بالعقبة , أو أن أرسل رسالة لمجلة التايم البريطانية باقتطاع كوبون من أحد الأعداد وإرساله إلى عنوانها في لندن لتصل بعدها أعدادا” مجانية لا نهائية ثم أحمل المجلة بعد أن تصل أمام الناس وأنا فخور بها لأسباب عصية على الفهم حتى يومنا هذا.ولكن من المؤكد أن الوضع يختلف تماما” عند من كان له إبن يدرس بالغربة , في باكستان أو رومانيا أو بريطانيا , يا الله كم إحترق قلب أم وقتها وهي تنتظر رسالة تأخرت من إبنها الأكبر يدرس في هذه الدولة أو تلك , وكم انتظر الإبن رسالة تأتيه من طرف الغاليين وهو في الغربة. كانت أعمدة الهاتف خشبية , ويصدف أن يحدث عطل في منظومة التوصيل ليضطرأحد موظفي البريد لصعود العمود باستخدام كلابات حديدية تربط بعناية بالحذاء , حتى إذا وصل إلى منطقة العطل في الأعلى , اتكأ على حزام عريض يتم ربطه بالعمود وتبدأ بعدها عملية الإصلاح.كان أول بريد أذكره بدير أبي سعيد يقع مكان مخيطة حسام الفضيل حاليا” مقابل البلدية الحمراءعلى الدوار ثم انتقل فوق الوار مكان دار نبيل يوسف الخطيب حاليا”. هذا ما أسعفتني به ذاكرتي القديمة من أوائل السبعينيات في دير أبي سعيد.
أكتوبر 18th, 2012 at 3:45 م
السلام عليكم استاذي الكريم استاذ عمر الرشدان
اشكرك من كل قلبي على كتاباتك الاكثر من رائعه والتي يفوح منها عبق الماضي البسيط الجميل …. انا اصغر من ان اتذكر ما كتبت ولكني استشعرت كل كلمة كتبتها بصدق وسرحت بمخيلتي الى الماضي الجميل ايام كنت ارسل رسائل الى احد البلاد البعيده لانتظر بشوق وصول احد المجلات والتي تصدر باللغه الانجليزيه وكم كنت فخورا بها وهي تحمل على احد صفحاتها اسمي والتي ما زلت احتفظ ببعض النسخ حتى الان …
اشكرك واتمنى لك دوام الصحه والعافيه , ودمت بحفظ الله .
أكتوبر 18th, 2012 at 4:17 م
ابداعات متواصله ماشاء الله
كان البريد هو حلقة الوصل بين الناس واتذكر منويل التلفون وطلب الرقم من تلفون دار خالي وبطارياته الكبار
ايام كانت جميله
وفقك الله
أكتوبر 18th, 2012 at 4:19 م
ابن البلد تقدم لنا معلومات كثير جميله
اتمنى لك التوفيق واعطاء المزيد لانك تاخذنا الى زمان جميل من الماظي
أكتوبر 18th, 2012 at 8:16 م
الأخ momen شكرا” على الإطراء وأرجو من الله التوفيق بعرض الصفحة الكاملة من ماضينا البعيد. من المؤكد أن الجميع بانتظار الأخ أبو أسامة وما سيتحفنا به من سرد لتاريخ البريد في بلدتنا الحبيبة ,وهو كنز هام ومرجع تراثي عتيد, وهو الذي طلب من الأخ عمر المدني أن يكتب عن هذا الموضوع بالذات. أذكر أن داخل غرفة البريد كان الموظفون يضعون كيسا” فارغا” ( شوال قمح فارغ أبو خط أحمر ) ليتم وضع الرسائل بداخلة بعد تجهيزها إستعدادا” لنقلها إلى وجهاتها , كان البريد الخارجي ينقل إلى عمان عن طريق الغور بسيارة من الحجم الصغير جدا” وأذكر ذلك لأن وسائل النقل وقتئذ كانت نادرة , وعندما كنا ننوي النزول إلى البساتين أو العين البيضاء أو راس المي كنا ننتظر سيارة البريد الصغيرة ونركب بالخلف مع طرود الرسائل , ولا يفوتنا وقتها النظر من الزجاج الذي يفصلنا عن السائق إلى الطريق الضيق التي كانت السيارة تلتهمه مسرعة . وكنا نشعر بالمتعة التي لا تضاهيها متعة والفخر ما إن لمحنا أحد الصبية ونحن داخل السيارة بينما يسير بتلك الطريق على قدميه تحت شمس تموز الحارقة حيث بدايات العطلة الصيفية التي كانت تتزامن مع موسم جني الرمان. أما بالعودة فكنا ننتظر قلاب ضيف الله العطروز ( أبو محمد )الذي أدعو له بطول العمر والصحة والتوفيق من الله.فكنا ننتظره وهو عائد محمل برمل السيل ليقف لنا ويعيدنا معه الى دير أبي سعيد.وفي مرات كثيرة كنا نعود أيضا” داخل ترولة المرحوم حمد العبد الكريم( أبو العبد) التي كانت تجر من قبل تراكتور روسي أحمر ضخم أذكر أن كرسي السائق كان يتسع لثلاثة أو أربعة أنفار . تلك بعض الصور القديمة من أواسط الستينيات وحتى أواسط السبعينيات من تاريخ طفولتي..إلى اللقاء..ابن البلد
أكتوبر 19th, 2012 at 8:44 ص
في سؤال لوالدي امس عن البريد في دير ابي سعيد قال اول وجوده كان في دار غواد فرب الجامع الكبير وانتقل البريد عدة مرات واماكن مختلفة منها ( مكان محل البان المرحوم ابو راتب ( عارف) ومن ىالذيت تعاقبوا على العمل به ولا زال الحديث لوالدي رحمة ابو نزيه وكان تخصصه التصليح والصيانة واخر نسيت اسمه ولكنه من دار شلاش الشريدة وكذلك المرحوم فؤاد الشريدة ( ابو ثامر ) ومحمد العارف
الطريف في الامر ان مامور المقسم وقتئذ حيتما تطلب منه خطا ويوصلك مع من طلبت يكون مستمع ثالث ( ان أراد) وكان يطهر ذلك حينما تطول مكالمتك لدقيقتين او اكثر ولا تتفاجأ ان تسمع صوته وربما بعصبية يا اخي خلص مكالمتك في غيرك بنتظر الاتصال وان لم تستجب لدعوته وامره قد يلجأ لانهاء مكالمتك من عنده
كانت اعداد الهواتف في دير ابي سعيد في تلك الحقبة قليلة جدا فمن الذين كانوا يملكون جهاز هاتف ارضي ( ابو بطاريات) خال صاحب المدونة واذكر ان رقمه (9)
فكان يحلو للصغار العبث به ان خلا مكان الهاتف لهم فيديرون منواله فيشبك مع البريد فيجيبه الو الو فالصغير لم يدر ماذا يجيب فخرجت منه بعفوية يوجد حريق في المكان الفلاني ( طبعاكذب ) فعلى عجل يخبر مأمور المقسم الدفاع المدني حتى تسمع بعد قليل صوت ( الاطفائية ) متوجهه للمكان الذي اخبر وأعلم عنه فيصلون ولا يجدون حريقا فيلقون جام غضبهم على مأمور المقسم الذي بدوره يتصل بالهاتف الذي خرجت وجرت منه المكالمة مئنبا اياهم بان يحذروا غبث الاطفال بالهاتف وربما استدرك مأمور المقسم لمثل هذه التصرفات فيتأكد قبل الاتصال مثلا بالدفاع المدني أي هل ثمة في المكان الفلاني حريف أم (لا)
وهذا من شأنه ان يؤخر من واجب رجال الدفاع المدني في سرعة الوصول لمكان الحريق
شكرا للجميع وللسيد عمر صاحب هذه المدونةوبانتظار الاخ ابو اسامة الذي ( أعتقد) ان في جعبته الكثير عن البريد
أكتوبر 19th, 2012 at 2:49 م
إلى الأخ المهاجر عبد المجيد بعد التحية… لعلي عرفتك من خلال بعض الربط بأحداث مضت بالحي الغربي في أوائل التسعينيات , لأنه في تلك الفترة كان ساعي البريد يحضر مجلة التايمز إلى دكان أبو الوليد المدني وكانت واحدة منها على ما أظن بإسمك والأخرى بإسم يحيى إبن أبو صالح من الأشرفية واللذين يسكنون بالحارة التحتى . لك مني التحية وفقط جاءت هذه الخاطرة ببالي عندما قرأت تعليقك, وبالمناسبة نحن لا زلنا بانتظار تعليق أبو أسامة علما” بأن ابن البلد لم يقصر والله يعطيه العافية على ذاكرتة القوية ما شاء الله
أكتوبر 19th, 2012 at 6:52 م
ذكرتني بمقسم البريد وعصبية الموظف وتدخله بربط الخط
ايام كانت صعبه ولكنها افضل من هذه الايام
أكتوبر 20th, 2012 at 4:21 ص
احبائي اعزائي صاحب هذه المدونة وجميع متابعيهااعتذر عن تأخري في التعليق على هذا الموضوع ولكن كان كثرة انشغالي
اولا اشكر الاخ الحبيب عمر على تلبية طلبي والكتابة عن البريد
بصراحة وبامانه لم يترك لي الاخ عمر ولا ابن البلد ولا والاعزاء الاخرين الكثير للكتابة عن البريد
قصة البريد كما هي كل كل قصص الماضي الجميل
تثير الوجع والالم على الماضي الذي ولى ولا اعرف لماذا كان فيه كل شئ جميل ورائع
عندما اتذكر البريد ابكي على تبدل الزمان بهذه القصوة
كان البريد يختص بموضوعين كما اسفل اكثر اخواني الاول تامين المكالمات الهاتفية والثاني ارسال واستقبال الرسائل وتوزيعها
دعني احكي اولا عن جهاز التلفون اولا فقد كان كبير الحجم اسود اللون اصم ليس له مفاتيح وانما عندما تريد ان تطلب رقما من البريد ترفع السماعة وتضغط عدة مرات على نابضين التي توضع عليه السماعة من اوائل من اقتنى هاتف في بيته – هذا حسب علمي – دار الباشا ودار جد صاحب هذه المدونة وخاله ابو زهير وعمي علي الجبر
ويرد عليك مامور البريد ويشبكك مع الرقم الذي تريد بعد انتظار 3 ساعات او اكثر
من المفارقات الغريبة احيانا كنا نطلب اشخاص بمدن اخرى باسماءهم ويقوم المامور بالتواصل مع المامور الاخر ويطلب منه صاحب هذا الرقم
كان امام مامور البريد يجلس على كرسي من الخشب ولة ظهر مفقوح - اي مشبك من مساطر الخشب - كان سلطان ابو علي السلامة - يضع تحتة مخدة عملها مخصوص لهذا الغرض- وامامه لوحة فيها تثوب كثيرة وامامة طاولة بها العديد من الافياش التي تنهتي ب براس من الحديد وتوضع في مكان محدد من تلك الثقوب في حالة شبك الارقام
في بداية مراهقتي كنت اذهب الى البريد كثيرا فقد تعلق قلبي بصوت مذيعة لبنانية كانت تقدم برنامج لهواة التعارف في اذاعة مونتي كارلو وكنت ارسل الرسائل كي تذيع اسمي وهواياتي التي كانت في الغالب مضللة وكاذبة - ميشان نصيد البنات - وخصوصا الكتابة عن الهوايات - مثلا كنت اقول هواياتي - السباحة وركوب الخيل والتزلج - اهههههه - كيف يمكن لاحد ان يقوم بتلك الهويات المستحيلة في قريتنا البسيطة – آه ربما السباحة في الجحجاح وركوب الخيل – اكثر مرة ممكن ركوب حمير النور على المراغه – التزلج وين على مواسير المياه البلدية الغليظة النازلة من الحاووز اللي عند المخفر بالحارة الفوقا
لكن كنت اسير على مبدأ ” الحرب خدعة”
في احدى الايام اشادت المذيعة بي كثيرا بخطي الجميل - كنت اكذب وقول مراسلة الجنسين - وانا مبيت النية - فقط مراسلة البنات - هو انا ناقصني خناشير - المهم راسلني واحد من المفرق يطلب مني اعتقد بعد ان سمع الحلقة ان اكتب انا له وارسل له رسالة الى الاذاعة - من قهري مزقت الرسالة وقمت بعمل شأئن عليها -
أكتوبر 20th, 2012 at 4:55 ص
اتذكر بكل فخر واعجاب واعتزاز الموحوم باذن الله ابو نزيهة - بدامثة خلقة وطيبتة وانسانيتة حيث انه كان يدير الجانب الفني وصيانة الجزء المتعلق بالهاتف- كان يحمل معة صندوق حديدي كبير الحجم لة باب يغلق ويفتح – بداخلة جهاز هاتف – يستعملة لفحص الخطوط - كان رحمة الله يتسلق اعمدة الهاتف الخشبية بكل رشاقة بالرغم من انه كان ثقيل الوزن - ما ميز ذلك العملاق بشاشتة التي تملا وجهة- كان احيانا يتعطل هاتفنا - فيقول لي الوالد رحمه الله يابه روح قول لابو نزيهة عندما اخبر ابونزيهة يبتسم ويقول عموه ولايهمك انت ووالدك - هوا الحين باجي - دقائق ويبدا بعملة ولا يتركة الا بعد ان ينهي عمله بنجاح
ناس جبلو على حب الخير والتفاني في خدمة الاخرين لانهم ايقنو ان هذه الدنيا فانية ولا يبقى الا الذكر الطيب - وما نكتبة الآن وبعد مرور عشرات السنين الا اكبر برهان على ذلك
فبالرغم من مرور العديدمن السنين على تلك القصص لا نزال نتذكرها بكل تفاصيلها الدقيقة لانها طبعت ببصمة من أناس عمالقة باخلاقهم وطيب معشرهم
نتذكر ابو نزيه وابو فلاح وابو فواز ومحمد العارف وسلطان ابو علي السلامة وفؤاد محمد العقاب وهاني الطعيمة بكل محبة
ووفاء لجيل مضى
اتيحت لي فرصة لمشاهدت برنامج تلفزويوني في احدى القنوات يقارن بين رسائل الماضي الورقية والايميل هذه الايام - اجمع العديد على ان الايميل ليس لها لون ولا لون ولا رائحة
في حين ان رسائل الماضي كانت تحمل كل المعاني الجميلة للحياة من حب لام لابنها من شوق لرسالة تاتي من بعيد من غائب من غرام يجمع بين قبلي محبين بصدق
بريد زمان كان ايضا يبيع الطوابع - الواردت - التي تلسق على المعاملات الرسمية - كان والدي رحمه الله يحتفظ بالعديد منها للحاجة لنا او للاقارب والجيران حيث يمنحها لهم مجانا -
كنت اهوى جمع الطوابع وخصوصا التي تحمل مناسبات او صور الطبيعة - مثلا اليوم العالمي لمحو الامية او اليوم العالمي لمحافحة التدخين
كنت اتذكر البريد القديم كان يقيم ببيت المرحوم عبدالل الرشيد ابو سلطان - بجانب الان دار يوسف الخطيب - كان الدرج من الحجارة البلدية وضيق و 90 درجة - صعب جدا وليس له حواف تحمي من السقوط
كنت اشاهد داخل غرفة البريد اكياس من الخيش توضع بها الرسائل بعد ان يتم مهرها بالطابع المطلوب ويتم البصق عليها من الخلف لالصاقها على الرسالة
كان احيانا يتم وزن الرسالة اذا كانت اثقل من الطبيعي
أكتوبر 20th, 2012 at 5:24 ص
مما اتذكره اننا كنا نسمع صوت مامور البريد من خارج البريد وهو يصيح باعلى صوته مع مامور اخر - كان يصيح صياح كانه بهوشة - طبعا لرداءة الاتصال في تلك الايام - لكن يبقى من وجهة نظري المتواضعة أنقى بالف مرة من المكالمات التي تجري اليوم بالموبايلات وبواسطة الاقمار الصناعية وباخر تكنلوجيا العصر
ما اتذكره ايضا - تنصت مامور البريد على المكالمات وكنت مرات اسمع اخي الاكبر يقول وهو يجري المالكمة لمامور المقسم وينادية باسمه - يا اخي اطلع من الخط خلينا نعرف نحكي - للامانه كان جميع ماموري المسقم يتنصوتون على المكالمات - لكن ايضا كانت المكالمات في ذلك الزمان لحاجة ملحة - ليس كايامنا هذه للغزل والهيام وصك الحنك والحكي اللي اكثره - طقع وزبيب -
ذكريات البريد تبدأ ولا تنتهي
كان البريد وردتين واحدة صباحية واخرى ليلية لصباح اليوم التالي
كان المرحوم ابو فواز اكثر المرات يناوب بوردية الليل
بس ربما امهر من عمل بالبريد محمد العارف فقد كان يدير عمله بكل جدارة واتقان - كان فنان - وبحكم انه من اخوال امي - كان يؤمن لنا المكالمات بسرعة
كنا احيانا نقوم بالتسلق غلى اعمدة الهاتف الخشبية - لانها ليست خطرة كاعمدة الكهرباء باستخدم قطعة من القماش القوي تعمل على شكل دائرة وتوضع في الاقدام وتلف على العمود وقت الصعود تسمى ” مكلاب ” واحيانا كنا نستخدم زنار جلد لنفس الغرض
كنا نتسلق الاعمدة لا لشئ ما وانما شقاوة اطفال
أكتوبر 20th, 2012 at 5:32 ص
لا اتذكر كيف كانت تحسب تعرفة المكالمات ومدتها لكن ما اعرفه ان مامور المقسم كان يقوم بتحديد الوقت باستخدام ساعتة ثم بعد انتهاء المكالمة يقوم بتدوين طالب المكالمة ومدتها ومكان الاتصال في دفتر - كبير وضع لهذه الغاية
لا ازال احتفظ بجميع الرسائل القديمة
أكتوبر 20th, 2012 at 6:25 ص
الإخوة الأعزاء, السلام عليكم ورحمة الله: لا أدري كيف أن شعورا” إنتابني ذات لحظة من أن تأخر الأخ أبو أسامة بالتعليق كغير عادته ناتج ربما عن عدم تذكره لبريد دير أبي سعيد القديم , ثم أني وجدت له عذرا” في ذلك.واليوم فتحت المدونة كعادتي كل صباح فوجدت المفاجئة الكبرى: أربعة تعليقات أرخت تلك الحقبة من تاريخ دير أبي سعيد , فماذا أقول بعد ذلك , أقول تبارك الله وأطال في عمرك ووفقك , فأنت ما شاء الله كنز من الكنوز الثمينة بحق , وحديثك شيق لا يمل ومعلوماتك هائلة , وخروجك عن النص محبب وشيق فقد تنقلت بنا من الجحجاح إلى المواسير السوداء التي لطالما تسحسلنا عليها أثناء دراستنا القصيرة في مدرسة أم جمال الملاح , إلى ما هنالك من ذكريات , وكنت أسمع أن طول الكلام يضيع بعضه بعضا ويصبح مملا” عند المستمعين أو القارئين , ولكن حديثك لا يمل ..وفقك الله وإلى الأمام وكل عام وانت بخير أنت وأهلك.. ابن البلد
أكتوبر 20th, 2012 at 6:53 ص
الإخوة الأعزاء جميعا” , بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك أقول للجميع كل عام وأنتم بخير وأعاده الله علينا جميعا” باليمن والبركة… من الذكريات القديمة للبريد في أواسط السبعينيات أنه في تلك الحقبة تم إنشاء صندوف التوفير البريدي والذي لا يزال فاعلا” حتى يومنا هذا, كنا نجمع النقود من الأهل ونوفرها لتصبح بحدود الخمسة دنانير ثم نذهب بها لإيداعها بصندوق التوفير , عملت مثلا وأنا بالثالث الإعدادي أثناء العطلة الصيفية بالحراج ,حيث شاركت بزراعة مستنبت كفرالماء الذي يقع على طريق الناحة وحصلت بعد عمل لمدة شهر تقريبا” أو أقل لا أذكر على مبلع خمسة دنانير قمت بإيداعها في صندوق توفير البريد , وبسبب توفر النقود لدينا وقتها كنا بشكل مستمر نذهب إلى اربد أحيانا” للسينما ويتخلل الرحلة المرور بالكفتيريا لأكل السندويشات ولا ننسى أكل الكنافة من حلويات منيب وعبدالكريم العفوري في شارع إيدون وهم نفس أصحاب محل الحلويات في دير ابي سعيد حاليا”. من ذكيات البريد أيامها أن صديقا” لي إقترح علي الذهاب إلى الرمثا وكنا لم نذهب اليها من قبل قط , فأودع مبلغ خمسة دنانير في صندوق توفير دير أبي سعيد ثم سحبها من الرمثا في نفس اليوم, يعني بس حركة شقاوة و أذكر أن الرمثا وقتها كانت قرية صغيرة , تجولنا فيها قليلا” ثم عدنا . كانت وسائل النقل وقتها محدودة وتتركز على الباصات الكبيرة وسيارات المرسيدس 190
أكتوبر 20th, 2012 at 6:54 ص
شكرا للكاتب
يجب ان نوجه التحية لك من
نعيم مساعدة ابو نظال مدير البريد
توفيق الفلاح ابو فلاح
محمد العارف الاعيدة
نهار الحاج محمود
سلطان محمد علىالسلامة
احمد او زيتون او نزيه
مصطفى الخلف النوافلة ابو رياض
هاني اطعيمة ابو باكير
حابس الفلاح ابو ماهر
أكتوبر 20th, 2012 at 8:01 ص
اخي ابن البلد انت تغمرني بمدحك واطراءك الذي ربما لا استحقة وانا بامانة - نقطة في بحرك - حماك الله
ربما يجول بخاطري سؤال الآن وهو : هل لا يزال اناس يذهبون الى البريد لاجراء المكالمات الهاتفية؟؟؟!!!
وهل لا يزال اناس يذهبون الى البريد لارسال رسائل تقليدية ؟؟؟!!!
اتمنى ان يكون الجواب بنعم
مع يقيني التام بان الجواب الاكيد هو لا
لرسائل زمان طعم خاص ومميز
ربما قام احدنا بقراءة رسالة ما عشرات المرات
ربما قام احدنا بتقبيل رسالة ما لانها من غالي على قلبة او من حبيب او من عزيز
ربما قام احدنا بذرف الدموع المنهملة وهو يقرأ رسالة ما
ربما قام احدنا بحضن رسالة ما بحب وربما وضعها في فراشة لتنام معه
اما رسائل اليوم - رسائل المسخ- الايميل - فانا واحد من الناس اقوم بتحويل 3 ارباعها الى سلة المهملات قبل ان تدخل الى بريدي - ان بوكس - و 90 % من المتبقي اعمل له دليت من لما ارى عنوانه
وما تبقى اعمل له دلييت بعد قراءته
والقليل النادر الذي ابقيه في صندوق بريدي
هذه هي التكنولوجيا- جعلت الاشياء بدون لون ولا طعم ولا رائحة - والله المستعان -
أكتوبر 20th, 2012 at 8:10 ص
اتذكر انه كان في البريد القديم عدد محدود جدا من صناديق البريد - على الارفف - لدوائر الحكومة فقط - زي المحكمة ومدير القضاء ومدير الشرطة وغيره ولم تكن للاشخاص في ذلك الزمان
اشكر الاخ مجهول على تذكيرنا ببعض الاسماء الهامة التي لم تذكر بخصوص البريد
أكتوبر 20th, 2012 at 11:50 ص
أتذكر صورا” لا تنسى من الماضي البعيد وأنا لا أزال بموضوع البريد:
1- عندما كان يذهب الحجاج للديار المقدسة كانت تنقطع أخبارهم بمجرد إختفاء شاحنة المرسيدس والتي زودت بكراسي حديدية عن الأنظار , وبعدها دخلت باصات الشخشير لتحل محلها , وسواء كانت هذه أم تلك كان الأمر سيان, فأحيانا” كنا نسمع- وهذا نادر أيضا”- أن الحجاج إتصلوا من معان ويتم الإنتظار مدة الطريق , وإذا تعطل الباص كان الإنتظار أطول أو أنهم لا يتصلون أصلا” ولا يتم الإنتظار , وتكون المفاجئة بقدوم الباص من جهة الملعب ثم يتبرع كل من يرى الباص للركض إلى دور أهالي الحجاج لتبليغهم بالوصول , كانت رحلة الحج من أصعب الرحلات فقد يتوفى أحدهم ويدفن هناك ولا يعلم أهله بما حدث , أستحضر في هذه اللحظة الساعات الطوال التي انتظرنا فيها عودة جدي رحمه الله من رحلة الحج وبعد وصولة أخبرنا أن شقيقته التي ذهبت معه للحج يومها ووننتظر وصولها معه, قد توفيت ودفنت بالبقيع,وأستذكر هنا الروايات التي ساقها من كان في وداعهم بأنها تمسكت ببوابة الدار طويلا” وكأنها تعلم بأنها لن تعود. أنا هنا لم أعد استطيع الإستمرار .. كنت أود الحديث عن أمور أخرى ولكن هذه من المرات القليلة التي أبكي بها على حادثة عمرها أربعون سنة , معذرة وإلى اللقاء
أكتوبر 20th, 2012 at 1:39 م
ما اخشاه ان يأتي يوم ي يكون فيه ظرف المكتوب الذي توضع فيه الرسالةعملة نادرة بعد التحول عن الرسائل التقليدية والاكتفاء بمسجات النت والفيس بك
ليس ذلك باليعيد فما أصاب مثلا كيس اللوكس ( شمبراللوكس) سيصيب مغلف الرسالة في السابق كل دكان كان فيها كيس اللوكس لحاجة الناس اليه وشدة الظلب عليه ولكن مع وجود الكهرباء وانتشارها لم يعد مطلوبا ونفس الشىء سيقع غلى الرسائل النقليدية ومغلافاتها وشكرا للجميع
أكتوبر 20th, 2012 at 5:28 م
اشكرك اخي ابو علي … هي فعلا كذلك … وما زلت احب مراسلة بعض الجهات التي تخص طبيعة عملي عبر البريد واستقبل العديد من الرسائل حتى يومنا هذا . ولكن للاسف ليس في بلدي دير ابي سعيد ولكن في البلد الذي اسكن واعمل فيه (ابو ظبي ) لك مني اطيب التمنيات .. ودمتم بخير
أكتوبر 20th, 2012 at 5:51 م
تحية خالصة لكل من ابدى ملاحظاته واثرى بكلماته هذا المقال من خلال تعليقاته العميقه والقيمه.
الشكر لابي اسامه ذخيرة الزمن الجميل
ابن البلد ومداخلاته الرائعه
المهاجر
ابو علي
المجهول
وكل من اهتم بهذه المدونه
السعادة التي تجتاحني ان هناك اناس ما زالوا يعضون على الماضي الجميل بالنوجذ فلكم مني اجمل تحيه
أكتوبر 20th, 2012 at 7:59 م
لك كل الشكر اخ عمر على هذه العمل الرائع ولكل المعلقين الذين يضيفون اشياء كثيره عن البلد كانت غايبه عني
أكتوبر 20th, 2012 at 11:10 م
• أعود للحديث من جديد عن البريد , وأعرض صورا” من الماضي البعيد:
•
• 1- إن الإتصالات وقتها كانت شبه معدومة بين الناس , فقلة هم من يمتلكون الهواتف البدائية وقتها , وإن كان الطرف الآخر لا يملكه فما قيمته إذا” ! بالسابق0 كانت الحياة أبسط فلو أراد أحد زيارة جاره أو قريبه , يأخذ بعضه على رأي المثل ويذهب إلى حيث يريد, لانه ما من وسيلة أخرى عملية يمكن أن يخبره بها بأنه يريد زيارته إلا أن يلتقي به صدفة بالسوق أو الجامع مثلا” , ولكن قد يخطر على بال أحدهم فجأة أن يزور آخر فيذهب إليه دون سابق إنذار, وحدث ذلك مع كل منا , فقد يزورك جار وانت تتغدى مثلا” أو تهم بالنوم وعندما تسمع صوته باب الدار كنت تتفاجأ ولكن لا تغضب لأنك تتفهم تماما” الظروف المحيطة بالقضية وقتها, فتنقلب الغرفة إلى ورشة عمل لتجهيز مكان القعدة ويشارك الجميع بها , ولا يخلو الأمر أحيانا” من توجيهات من رب الأسرة لا مبرر لها ولا من لحظات تعصيب من قبله بسبب التأخر في إنجاز المهمة . ويدخل الضيف بعد أن يتم تأمين سدر الأكل تحت التخت أو داخل فرن الغاز…أو أن يتم تكويم الفراش داخل الغرفة الثانية, هذه صورة من الصور التي اندثرت بعدما دخلت ثورة الإتصالات , فلا يمكن لاحد أن يزور جاره أو قريبه أو صديقه هذه الأيام إلا ويكون قد اتصل به عدة مرات .
•
•
• 2- من المألوف جدا” في تلك الأيام ولعدم وجود اتصال بين الناس خارج المنازل , أن يلجأ الأخ الأكبر أو الأب بإعطاء التوجيهات لإبنه الذي يرعى بالعنزات أو البقرات في منطقة القعقاع عن طريق المناداة عليه بأعلى صوته , ولم تمنعه يومها حقيقة أن المسافة من منطقة البد إلى القعقاع تزيد عن الكيلومتر من أن يرفع صوته أكثر وأكثر حتى يسمع صوت إبنه يقول : نعاااااااااام وبعدها يبدأ الحوار
أكتوبر 20th, 2012 at 11:13 م
• أعود للحديث من جديد عن البريد , وأعرض صورا” من الماضي البعيد:
•
• 1- إن الإتصالات وقتها كانت شبه معدومة بين الناس , فقلة هم من يمتلكون الهواتف البدائية وقتها , وإن كان الطرف الآخر لا يملكه فما قيمته إذا” ! بالسابق0 كانت الحياة أبسط فلو أراد أحد زيارة جاره أو قريبه , يأخذ بعضه على رأي المثل ويذهب إلى حيث يريد, لانه ما من وسيلة أخرى عملية يمكن أن يخبره بها بأنه يريد زيارته إلا أن يلتقي به صدفة بالسوق أو الجامع مثلا” , ولكن قد يخطر على بال أحدهم فجأة أن يزور آخر فيذهب إليه دون سابق إنذار, وحدث ذلك مع كل منا , فقد يزورك جار وانت تتغدى مثلا” أو تهم بالنوم وعندما تسمع صوته باب الدار كنت تتفاجأ ولكن لا تغضب لأنك تتفهم تماما” الظروف المحيطة بالقضية وقتها, فتنقلب الغرفة إلى ورشة عمل لتجهيز مكان القعدة ويشارك الجميع بها , ولا يخلو الأمر أحيانا” من توجيهات من رب الأسرة لا مبرر لها ولا من لحظات تعصيب من قبله بسبب التأخر في إنجاز المهمة . ويدخل الضيف بعد أن يتم تأمين سدر الأكل تحت التخت أو داخل فرن الغاز…أو أن يتم تكويم الفراش داخل الغرفة الثانية, هذه صورة من الصور التي اندثرت بعدما دخلت ثورة الإتصالات , فلا يمكن لاحد أن يزور جاره أو قريبه أو صديقه هذه الأيام إلا ويكون قد اتصل به عدة مرات .
•
•
• 2- من المألوف جدا” في تلك الأيام ولعدم وجود اتصال بين الناس خارج المنازل , أن يلجأ الأخ الأكبر أو الأب بإعطاء التوجيهات لإبنه الذي يرعى بالعنزات أو البقرات في منطقة القعقاع عن طريق المناداة عليه بأعلى صوته , ولم تمنعه يومها حقيقة أن المسافة من منطقة البد إلى القعقاع تزيد عن الكيلومتر من أن يرفع صوته أكثر وأكثر حتى يسمع صوت إبنه يقول : نعاااااااااام وبعدها يبدأ الحوار الذي يكون معضمه من طرف الأب , فمثلا” من بيتنا بالحارة التحتى كنت أسمع ومعي كل الحارة مكالمات على الهواء يوميا” من هذا القبيل: جيبهن لعند العراق , أو لا تخليش السخلة السوداء ترضع من أمها لانها مفطومة , وأحيانا” يطلب منه الرجوع من طريق بلوطة لأسباب غير معروفة, وقد يتخلل المحادثة سيل من الإتهامات لإبنه بقلة الفهم.. تستمر هذه المحادثة المجانية أمام سمع وبصر الجميع دون أن يبدي أحدهم إستغرابا” لما يسمع والسبب أن أي واحد ٌقد يقوم بما يقوم به هذا الشخص لاحقا”.والسؤال المطروح حاليا” : لو قام واحد بالمناداه على إبنه هذه الأيام يبعد عنه ربع المسافة السابقة , ربما تم استشارة الدكتور العبابنة أو الهزايمة في إربد بخصوصه .
•
• 3- مارست أسلوب النداء هذا أنا وإخوتي ولكن بصورة مضحكة , سأرويها هنا للتاريخ : كانت لدينا أرض مزروعة بالأشجار وقبيل موسم القطاف كان أبي يكلفنا بحراستها خشية سرقتها من قبل الأولاد , وبعد أن نجلس طويلا” نشعر بالملل وبالجوع والتعب , فنريد أن نذهب لنستريح أو لنأكل ولكن ربما في هذه الأثناء يأتي من يسرق من الثمر فأخترعت طريقة , وهي أن نتوزع في أرجاء الأرض قبيل مغادرتنا إلى الدار التي كانت تقع في أحد أطراف الأرض وبعدها نأخذ بالمناداه على بعضنا ونطلب من بعضنا البقاء في أماكن نحددها لتشمل كل أرجاء الأرض , فأنادي على أخي الأوسط مثلا” و وينك فيقول , بالمنطقة الشرقية , فأقول له خليك هناك كمان نص ساعة أنا باجي عليك , فيقول لي طيب بس لا تطول, ثم أنادي على من هو بالمنطقة الأخرى وأقول له نفس الشيء .. وطبعا” نغادر بعدها إلى الدار لنستريح ونأكل ثم نعود.
•
• 4- صور كثيرة من الماضي تغيرت او اندثرت , أحب أن أذكرها دائما وأتذكرها . وإلى اللقاء&hellip