عطاالله…..عمر المدني(الرشدان)…دير ابي سعيد
كتبهاعمر المدني ، في 14 تموز 2012 الساعة: 14:30 م
عطاالله
كان جزءا لا يتجزأ من الشارع الرئيسي في البلد. فالى الجهة الغربية من الشارع الرئيسي المؤدي الى كفرالماء وعلى الزاوية النازله الى جفين كان عطالله بفترش بالته.
عجوز يقف على ابواب السبعين ممتلىء الوجه مكتنز الجسد. وجه معرق بالتعب وجبهة تحوي خريطة زمن قديم قد ولى. كان هناك مستلقي على ظهره او راقد بين قطعه.
رائحة المكان كانت تدل على وجوده….كانت اقرب الى العث او القدم. تنظر في وجه عطالله فتحار ان كان فرحا او غاضبا.
كان سهل التعامل ومتهاودا في الاسعار حيث ان سقف قطعه لايزيد عن ربع دينار وهذا الرقم كان يخص الناموسيات على وحه التحديد.
اسعاره الرخيصه لم تاتي الا لردائة بضاعته فهي بخسة السعر وقليلة الجوده ورديئة النوع. كانت اكوام من الخرق المتداخلة الالوان الغريبه الا ان فقر الحال والعوز الكبير ابقى عطاالله وبضاعته زمنا طويلا .
كنا صغارا وكنا نطمع بمغانم من بضاعته كازرار ساقطه او حلقات ناموسية فالته او خرز متروك على الارض واذا ما كنا نحصل على منحة ماليه كنا نبتاع لفحة رقبه.
بعض الاولاد المشاكسين كانوا يرمون باجسادهم عن العصاري على القطع وخاصة عندما يختفي عطالله بالمسجد فتلتزق بهم تلك الرائحة النفاثه.
كانت النساء تشكل النصيب الاكبر من زبائنه وكانت البضاعه تحضر امامه وهو على جنبه يقلبها ثم يعطي السعر وبعد نقاش هادىء تتم الصفقه وغالبا كان السعر يقرره الشاري.
في المساءء يجمع بضاعته في بقج كبيره ويودعها عند ابو عبدالكريم شراره (الاسكافي) القريب منه ويغادر صوب الشمال بهدوء وتثاقل. وفي اليوم التالي نرقبه وهو يعلق من بضاعته على حبل مصيص امام الغرف الطينيه الرابضه خلفه.
تلك المنطقه التي احتلها عطالله لزمن منسي كانت قد اكتسبت اسما لها كمعلم من معالم البلد ( شماشير عطالله).
كانت اول ظهور له وبضاعته تحت الشارع الرئيسي ثم انتقل الى الشارع الى اعلى حيث تزاحم الاقدام مدعاة وحلب لرزق اكبر.
هذه صوره من صور البلد قبل ان انسى عمري الراكض بجنون الى الامام لاعود بعد صحو الى المكان فلم اجد عطالله ولا شماشيره………وجدت رائحة مكان وزمان كانا قد شكلا طفولتي الجميله يوما ما.
تمت
عمر المدني
مساء السبت14/7/2012
يوليو 14th, 2012 at 5:14 م
رحمة الله عليك يا عطاالله بالفعل كنت معلما من معالم البلد القديمةبالبالة التي مضيت ردحا من الزمان وانت تكافح
جميل منك ياعمر أنت تنيش الماضي وتظهر لنا ملامحه وركائزه
يوليو 15th, 2012 at 2:41 م
رحمة عطا الله على ما أذكر كان فاتح البالة أول الامر في دار رحمة عباس حرب ثم تطور الامر فانتقل الى مخزن علي الفاضل قرب دكان ابو العز ان لم تخنن الذاكرة
يوليو 15th, 2012 at 4:15 م
ما زلت اخ عمر بصدد الحديث عن مغالم بارزة شكلت ورسخت بالذهن والذاكرة تاريخ بلدة دير ابي سعيدالقديم فانني اذكرك ببعض المعالم التي ربما لم تكتب عنها بعد
1- بيت العين مكان محل اسامة الشيخ الان حيث النساء كن يملان سطول الماء للشرب وغيرها من الاغراض الاخرىوكان عادة يشهد ازدحاما
2- حذاء الخيل في سوق الحلال لا( مكان السير
الان حيث كنا نشاهده كل جمعة يقوم في هذه المهمة واعتقد انه كان نصراني اما من الاشرفية او كفر ابيل
3- نظافة البلد ومن يقوم عليها في السبعينيات ومنهم رحمة فارس الضبع على حماره او عربته
العمل في الزراعة وزرع الاشتال ( الحراج) وسقايته وكانت الزراعة توزع تمور وزبيب ةغيرها
الحمير المتكدسة امام ببور ابو غيث وهي تنتظر دورها في طحن الحبوب وكانت تاتي من كافة قرى الكورة وكانت تتجمع وتربط مكان ( السير ) الان
وقت التعزيب سواء في الوديان او غيرها من السهول الاخرى ويتزامن ذلك مع بدء عطلة الصيف
الدكاكين القديمة والحوانيت وما تحتويها من يضاعة معروفة لدى كل الحوانيت مثل دكان احمد الصلاح فوق الجامع بقليل ودكان صالح الخليل العطروز مكان سمير المصري الان ودكان ابو احمد الكردي محل لطفي الحلاق الان ودكان دخنوش
ه
يوليو 16th, 2012 at 5:34 م
الاخ عمر
تابع للتعليق رقم 3
من العادات القديمة التي كانت في اواسط السبعينيات وتستحق ربما الكتابة عنها سيما انك معني بهذا
تبييض أدوات النحاس وكان يأتي واحد متخصص اسمه( متى) لهذه الغاية مكان دار عياش ابو زيتون الان
قضية العزاء حيث كان الاقارب يتجمعون عند مختارهم او كبيرهم ويجمعوا قرشين او ما شابه ويشترون سكر او رز او قهوة ويذهبوا لبيت العزاء وكان الصغار احيانا يرافقوهم لحمل زرف السكر وكان غالبا من ورف لم تكن اكياس النايلون والبلاستيك موجودة او مستعملة
والطريف في الامر انه في العزاء كانوا يديروا على المعزين سجائر من انواع مختلفة
حديق المدرسة الاساسية ( مكان المركز الريادي والمديرية الان حيث كان الطلاب يستغلونها كتطبيق عملي لمبحث ( الزراعة) حيث كان يدرس للطلاب وقتها وكان يوزع عليهم أحواض بمقدار مترين مربع يزرعه تحت اشراف المدرسة وكان الفائض من الانتاج يباع بسعر رمزي للمجتمع المحلي
في اواسط السبيعينيات كان جهاز التلفزيون ( هجنة) والذي يملك تلفزيون أسود وأبيض أبو زيد خاله وربما كل البلد عدد الاجهزة لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة فلا غرابة ان يزحف أطفال الحارة الى مكان فيهى تلفزيون ويتجمهرون في تلك الدار او خلف النوافذ لعلهم يحظون بمشاهدة مسلسل او غسل الكعبة وقت الحج او حلقة من رأس غليص
ما يسمى بالفزعة او ( المعونة) لاهل الحي في تعاونهم مثل تطيين ظهر الخشة قبل حلول فصل الشتاء وغيرها من الامور الاخرى التي قد تصل الى ان يعاون الاخرين في الحصيدة
9
يوليو 16th, 2012 at 8:17 م
رحم الله عطالله واسكنه فسيح جناته
شي ممتاز السور الترابي بالطراز القديم الذي تم بنائه مكان الباله
سبتمبر 1st, 2012 at 3:58 م
وداد الرشدان
كتابه رائعه يا ابن العم
سبتمبر 10th, 2012 at 8:55 ص
المرحوم عطا الله هو من الاشرفية ( خنزيرة سابقا ) وهو والد - اب - ابو جعفر التاجر المضارب بكل شئ في دكاكين حسين ابو ذيب
أكتوبر 9th, 2012 at 1:13 م
انت كبير استاذ عمر
نعم اذكر عطا الله واذكر رابشه وكان دوما ينام عليه
بهنيك على هذه الذاكره والى الامام
أكتوبر 10th, 2012 at 1:36 م
كانت دير ابي سغيد تلك الايام صغيره وكان عطالله دايما عند الجامع عارض اغراضه من ملابس قديمه ورخيصه
شكر موصول لك اخ عمر على هذا الكلام الجميل
نوفمبر 2nd, 2012 at 9:38 ص
احسنت وابدعت
نوفمبر 11th, 2012 at 7:11 م
رحم الله ايام دير ابي سعيد القديمه
انت هبة من الله لهذا البلد اخ عمر
امد الله بعمرك